الانتهاكات وراء التقارير الدولية التى انتقدت تعامل الدولة مع صاحبة الجلالة «علينا التصدى لكل من يحاول إرهاب أو تخويف الصحفيين، لأن كشف الحقائق ليس عملًا إجراميًا بل هو وسام شرف وخدمة للشعب»... تغريدة من 20 كلمة فقط، كتبها وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى، على صفحة وزارة الخارجية الأمريكية، بموقع «تويتر»، بمناسبة اليوم العالمى لحرية الصحافة، متزامنًا مع الأزمة بين الصحافة المصرية ووزارة الداخلية، اعتبرها مجلس نقابة الصحفيين موجهة إلى مصر، وخص بندًا من ال18 قرارًا التى أصدرها خلال عمومية النقابة الطارئة 4 مايو الحالى، لإعلان رفضه للتدخل الأجنبى؛ نص على «رفض تصريح الخارجية الأمريكية، ورفض أى تدخل أجنبى رسمى فى شأن الصحافة المصرية». وفى التقرير التالى، نستعرض أهم التقارير الخارجية الأخيرة، التى انتقدت الانتهاكات التى تعرضت لها الصحافة المصرية. فخلال عام الثورة الأول، انتقد تقرير صادر عن منظمة «هيومن رايتس واتش» قيام النيابة العسكرية باستدعاء 9 نشطاء وصحفيين لاستجوابهم، بشأن اتهامات بالسب والقذف، بعد انتقادهم المجلس العسكرى علنًا، ليس فقط فى وسائل النشر التقليدية، ولكن أيضًا على شبكات التواصل الاجتماعى، عبر فيس بوك وتويتر، ومن مشاهير قائمة ال9 «المدونان مايكل نبيل وعلاء عبد الفتاح»، بالإضافة إلى التوسع فى استخدام قانون الطوارئ ليشمل «نشر معلومات كاذبة عمدًا». وأعاد تقرير آخر لمنظمة فريدم هاوس، مصر، صدر عقب مقتل الشهيد الحسينى أبو ضيف، نهاية 2012، إلى تصنيف البلاد التى تفتقد إلى حرية الصحافة. وفى الخريطة التفاعلية الخاصة بحرية الصحافة، التى أصدرتها مؤسسة فريدم هاوس، كشفت أنه خلال العام الماضى 2015، شهدت مصر أعلى موجة من الانتهاكات فى حق الصحفيين، وحصلت مصر، من 73 من 100 فى حرية الصحافة، بينما حصلت على 24 من 30، فى مجال وجود بيئة تشريحية تحمى وتدعم الإعلام، كما حصلت على 33 من 40، فيما يخص البيئة السياسية المتقبلة للإعلام، وحصلت على 16 من 30 فيما يخص البيئة الاقتصادية الحاضنة للإعلام. وأكد التقرير على أنه برغم صدور دستور جديد خلال عام 2014، والذى تضمن مزيدًا من الضمانات لحرية الإعلام، إلا أن هذا لم يؤد إلى تعديل عدد من القوانين، المؤثرة فى بيئة العمل الصحفى، كما لم يمنع النظام من البطش بمعارضيه، خاصة من أتباع جماعة الإخوان المسلمين. وتقسم الخريطة التفاعلية الخاصة بحرية الصحافة، والموجودة على الموقع الإلكترونى لفريدم هاوس، دول العالم إلى أربع فئات، لكل منها لونا، فالدول المظللة بالأخضر، تتمتع بحرية الصحافة، بينما الدول المظللة بالأصفر، تتمتع فيها الصحافة بحرية جزئية، أما الدول المظللة بالأزرق، فهى الدول غير الحرة، وكانت مصر من تلك الدول، التى لم يتغير وضعها، منذ بداية صدور تلك التقارير. وفى عام 2016، أصدرت منظمة «مراسلون بلا حدود» تقريرها حول حرية الصحافة، الذى شمل 180 دولة، وجاء ترتيب مصر فى المرتبة ال159، لتتراجع بذلك عن ترتيبها عام 2015، وانتقد التقرير عدم تغير أوضاع الصحافة فى مصر، منذ قيام ثورة ال25 من يناير، حتى نهاية 2015، خاصة مع ما يبدو من محاولات من قبل النظام، للسيطرة على الصحافة وتوجيهها.