ليبيان حاولا الاعتداء على شاب مصرى داخل هناجر الهجرة غير الشرعية.. فانتقم المصريون.. وثأر الليبيون رغم التحذيرات التى أطلقتها السلطات المصرية بعدم السفر إلى ليبيا، إلا أن مئات المصريين مازالوا يرفعون شعار «لا تراجع ولا استسلام»، ويصرون على السفر إلى هناك، بحثًا عن لقمة العيش. معلومات متضاربة انتشرت خلال الساعات الأخيرة، تؤكد مقتل عدد من المصريين فى مدينة بنى وليد الليبية الأربعاء الماضى، إلا أن مصادر «الصباح» فى ليبيا، كشفت أن الحادث وقع يوم الثلاثاء، وكان ضحيته مهاجرين مصريين كانوا فى طريقهم إلى دول أوروبا، وظلوا فى الهناجر التى يختبئ بها المهاجرون لعدة أيام، بعد أن خرجوا عبر السودان ودخلوا الحدود الليبية عن طريق سماسرة الهجرة غير الشرعية. المصادر الليبية أكدت أن الحادث جاء نتيجة محاولة اعتداء أحد الليبيين جنسيًا على أحد الشباب المصريين أثناء وجودهم فى مقر الهجرة بجوار مصنع 51 بوادى ميمون، وهو ما قاومه الشاب والمرافقون له، حتى تم تهديدهم من قبل المسلحين بقتلهم، مما دفع الشباب المصريين للتفكير فى قتلهم، وبالفعل أجهزوا على الليبيين حمزة الزعتورى وجلال المخزوم وآخر ثالث بالحجارة، ثم لاذوا بالفرار وبصحبتهم 4 سوريين و2 أثيوبيين، حتى استوقفتهم سرية بنى وليد، وتم احتجازهم للاشتباه فيهم، إلا أن النبأ وصل سريعًا إلى أهالى الضحايا الليبيين فقاموا بتتبع المصريين، وقتلوهم أثناء وجودهم بالمكان المحتجزين فيه. أما ناصر الهوارى مدير مؤسسة ضحايا لحقوق الإنسان، فأكد أن محاولة هتك العرض لم تتوافر حولها معلومات، لافتًا إلى أن هناك شبهة فى عملية القتل، حيث إن أهالى بنى وليد لا يمكن أن يقتلوا محتجزين عزلًا، وأنه حسب المعلومات التى توافرت لدى المؤسسة فإن من قام بعملية التصفية للمصريين هما اثنان فقط وليست مجموعة كما تردد، وهو ما يثير علامات الاستفهام بشأن عملية احتجازهم فى سرية بنى وليد والسماح للقاتلين بتصفية المصريين دون الجنسيات الأخرى. فيما أكد العمدة عمران إمبيوه القناش، عضو لجنة المصالحات المصرية الليبية، أن منطقة بنى وليد التى قتل فيها المهاجرون المصريون تسيطر عليها الكتيبة 28 من قوات فجر ليبيا التى لا تنضوى تحت لواء الدولة الليبية. يذكر أن الصعيد تحتل المركز الأول من حيث عدد المصريين الذين يقصدون الأراضى الليبية بهدف السفر إلى إيطاليا للهجرة غير الشرعية، حيث كانوا يذهبون من خلال البحر انطلاقًا من الاسكندرية، إلا أن الطريق من السودان لليبيا اختصر الكثير من الوقت والمسافة، فأصبحوا يتجهون بالطيران مباشرة إلى طرابلس ومن طرابلس إلى إيطاليا بمراكب الهجرة غير الشرعية. أما الموافقة الأمنية فتخرج من القاهرة بشكل عادى لكونها خاصة بالسفر إلى السودان والذى لا يحتاج إلى تأشيرة، إلا أن الكارثة تكمن فى أن هؤلاء الشباب يقعون فى أزمة كبيرة حال عملهم فى الأراضى الليبية، حيث يصبحون معرضين للسجن حال وقوعهم فى يد قوات الجيش الليبى الذى يعتبر دخولهم للبلاد غير شرعى، أما الطامة الكبرى فهى وقوعهم فى يد الجماعات المتشددة والإرهابية سواء كانت داعش أو من على شاكلتها، حيث إن هناك بعض الجماعات تلقى القبض عليهم وتسلمهم لتنظيم داعش مقابل مبالغ مالية كبيرة. بينما أكدت مصادر أمنية ليبية أن هناك مئات المصريين يصلون إلى الأراضى الليبية كل يوم من خلال حدود السودان وبعض النقاط فى الحدود المصرية، وأنه يجرى التشديد على الأمر لمنع وصول الإرهابيين أيضًا من خلال هذه النقاط، موضحة أن الأغلبية تصل إلى طرابلس من خلال رحلات الطيران من الخرطوم.