باحث مصرى مسلم يحمل الجنسية الأمريكية يقوم بمهمة نقل الأموال إلى الطائفة فى مصر المليجى: مساندتى للطائفة هدفها نشر رسالة السلام بين العرب واليهود رئيس الطائفة اليهودية: التمويل يوجه لترميم المعابد واستئجار أفراد لحمايتها من السرقة هارون: علاقتى بتل أبيب ليست جيدة ولن أغادر مصر.. وألتقى مسئولين بالسفارة الإسرائيلية بعلم الأمن على الرغم من الأعداد المحدودة لليهود الذين لايزالون يقيمون فى مصر ويحتفظون بجنسيتها، ولجوء بعضهم للتخفى داخل ديانات أخرى خوفًا من ملاحقات أمنية أو وصمات اجتماعية محتملة، إلا أن وثائق حصلت عليها «الصباح» أثبتت أن ثمة تمويلًا يتلقاه أبناء الطائفة اليهودية من الكنيست الإسرائيلى عن طريق إحدى الجمعيات فى أمريكا، ويبلغ إجمالى تلك الأموال ما يقرب من 700 ألف جنيه سنويًا، بواقع 57 ألف جنيه مصرى شهريًا، يتم تحويلها على جزءين بالعملة المصرية والأمريكية.. المعلومات التى حصلت عليها «الصباح» طرحت عددًا من الأسئلة المتعلقة عمن يرسل الأموال؟ ولماذا؟ وكيف تُنقل؟ وهل تعلم السلطات المصرية عنها شيئًا؟ ولمن تصل من اليهود المصريين؟ مصادر مطلعة، أكدت ل«الصباح» أن منظمة يهودية ؟؟؟ مقرها الولاياتالمتحدةالأمريكية تضم فى عضويتها أعضاء بالكنيست الإسرائيلى، تدعم اليهود العرب وبالتحديد الطائفة اليهودية فى مصر، وترسل تحويلًا ماليًا شهريًا عبر أحد البنوك المصرية، بانتظام منذ كانت كارمن وينشتين المسئولة عن الطائفة اليهودية فى مصر، قبل تولى ماجدة هارون شئون الطائفة، وكانت كارمن تتمتع بعلاقات طيبة مع السلطات الإسرائيلية والسفارة الإسرائيلية فى القاهرة. وأوضحت المصادر، أن السلطات الأمنية المصرية، كشفت واحدة من تلك التحويلات فى إحدى المرات تلك التحويلات البنكية، واستفسر عنها، وأجرى تحقيقات مع ماجدة هارون المسئولة عن الطائفة حاليًا، ولذلك قام أعضاء الجمعية الأمريكية بتخفيض التحويلات البنكية من 4 آلاف دولار إلى 2000 دولار لكى يتم السماح بتمريرها إلى مصر. وعلمت «الصباح» أن من يقوم بإيصال تلك التحويلات البنكية من قبل الجانب الإسرائيلى والمصرى، شخص يدعى أحمد المليجى، وهو باحث فى الشئون اليهودية، ويتواجد حاليًا فى ألمانيا حيث يعقد مؤتمر للجالية اليهودية وعلى الرغم من أنه مصرى الجنسية ومسلم الديانة، إلا أنه لديه علاقات واسعة جدًا مع السلطات الإسرائيلية والجاليات اليهودية فى العالم العربى، كما أنه يحمل الجنسية الأمريكية، ويعمل باحثًا بالسفارة الأمريكية فى مصر، وسافر تل أبيب أكثر من مرة كما أنه يكتب مقالات فى الصحف الإسرائيلية بالعبرية. واستطاعت «الصباح» التواصل مع المليجى، الذى قال إن الدعم الذى يجمعه من أجل الجالية اليهودية يأتى عبر منظمة لليهود فى أمريكا بها أعضاء من الكنيست منذ كانت كارمن هى المسئولة عن الطائفة، والآن الأمر لا يتعلق بماجدة هارون بل بالطائفة واحتياجهم للدعم، مشيرًا إلى أن ماجدة حافظت على تراث العائلة اليهودية بعد كارمن فى مصر، وواجهت كثيرًا من الصعاب، لكنها جعلت اليهود متمسكين بمصريتهم وبقائهم فى البلد، وأضاف: «مساندتى لليهود يُعد من أسمى الرسالات لنشر السلام بين اليهود والعرب». وواجهت «الصباح» ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر، بالوثائق والشيكات التى تفيد بتلقيها دعمًا من جمعية مرتبطة بالكنيست الإسرائيلى، وقالت إن تمويل الطائفة اليهودية فى مصر بدأ منذ كانت «كارمن وينشتين» تتولى مسئولية الطائفة اليهودية، وكان الأمر يتم بعلم الحكومة والأمن المصرى، وليس أمرًا فى الخفاء أو غير معلوم، مضيفة بأن ذلك الدعم يأتى عبر السفير الإسرائيلى السابق بالقاهرة، يعقوب أميتاى، وعدد من أعضاء الطائفة فى العالم. وأوضحت ماجدة هارون، أن العلاقة بين كارمن والسفارة الإسرائيلية والجاليات اليهودية فى العالم وخاصة اليهود المصريين الذين يقطنون خارج مصر، كانت جيدة جدًا وارتبطت كارمن بعلاقة طيبة مع الجميع، وهو ما كان بداية لنحصل على دعم مادى نحمى به أعضاء طائفتنا ومعابدنا ومدافنا فى مصر، نظرًا لأن الكثيرين لا يؤمنون بحقنا فى الوطنية والعيش فى سلام فى بلادنا والتعبد فى سلام فى معابدنا. وقالت هارون ل«الصباح، إنه منذ وفاة كارمن أصبح الدعم المادى الذى يصل أقل مما كان أيامها نظرًا لأن العلاقة بين ماجدة والجاليات المختلفة ليس قوية، مضيفة: «كارمن كانت أكثر خبرة فيما يتعلق بالعلاقات اليهودية الإسرائيلية، وهو ما أرفضه كمصرية، وعلاقتى بإسرائيل أو سفارة تل أبيب ليست جيدة، ولكننى لن أنفى أن هناك القليل من الاجتماعات الدورية من أجل حماية المعابد وأعضاء الطائفة مصر بعلم الأمن المصرى». واستطردت ماجدة قائلة « وجود تواصل بين السفارة الإسرائيلية والطائفة اليهودية لا يعنى أن هناك خيانة لمصر خاصة أننى أرفض أى دعم إسرائيلى مباشر». وشددت ماجدة هارون أنه لا يوجد أحد يستطيع تجريد يهود مصر من وطنيتهم تجاه مصر، وإذا قام أحد بمساعدتنا لن نحصل على دعم من الخارج، وأكدت كثيرًا أننى لا أتلقى أى دعم من إسرائيل، لكننى أحصل عليه من يهود فى أمريكا وأوروبا، وقد يكون منهم أفراد أو أعضاء فى الكنيست قائلة « لن أذهب وأبحث عن سجل كل من تبرع لنا فردًا فردًا». وتابعت ماجدة هارون: «هناك علاقة متينة بسلسلة الطائفة اليهودية فى العالم وبعضها البعض وخاصة المتواجدين فى الدول العربية نظرًا للخطر الذى قد يتعرضون له بسبب الصراع العربى الإسرائيلى، الذى لا يفرق البعض بينه وبين اليهودية والصهيونية». واستكملت هارون، «المعاشات التى يحصل عليها أعضاء الطائفة من مصر لا تتخطى 300 جنيه شهريًا من الحكومة المصرية، وهو ما لا يكفى أى شىء لذلك يتم دعمهم من أموال من الخارج تتجمع فى الكنيست الإسرائيلى والجاليات اليهودية فى العالم، وترسل إلينا عبر أحمد مليجى الباحث المصرى فى الشئون اليهودية فى مصر والعالم العربى، والذى يذهب للتواصل مع اليهود فى أوروبا وأمريكيا وإسرائيل من أجل الطائفة اليهودية فى مصر، وهو الذى يتلقى هذا الدعم المادى فى محاولة للحفاظ على التراث اليهودى فى مصر وخدمة أعضاء الجالية»، وأضافت أنها تتعجب اتهامات البعض بأن الأمر يعتبر خيانة، بينما لا يساعد أحد يهود مصر سوى القليلين، «هل تريدون ممن تبقوا الموت جوعًا ومرضًا». وقالت ماجدة هارون: «نحن نكره الحديث فى السياسة، وكلنا نؤمن أن مصر أجمل بلد فى نظرنا ومش هنسيبها وهندفن فيها إن شاء الله. ورغم زعم هارون أن من تبقى من الطائفة اليهودية فى مصر 8 أفراد، تتخطى أعمارهم الثمانين عامًا، إلا أنها لم توضح كيفية إنفاق أموال التبرعات على أبناء الطائفة، ونوهت أن التمويل يتم توجيهه لترميم المعابد واستئجار أفراد لحمايتها من السرقة.