القاتل وضع جثة بنت ال8 سنوات فى جوال وألقاها أمام مسكنه أم الضحية: لن نتنازل عن إعدام القاتل.. والمجرم: إغلاق المصنع الذى أعمل به بداية مأساتي فى منطقة المعصرة، جنوبالقاهرة، ولدت منار التى تبلغ حاليًا، 8 سنوات، ففتحت عينيها على أسرة بسيطة داخل شقة صغيرة، الأب عامل والأم ربة منزل، و3 أشقاء فى مراحل التعليم المختلفة. فى أحد الايام خرجت منار متوجهة إلى خالتها، التى تقيم بمفردها بشقة قريبة من مسكنهم، لتقضى معها بعض الوقت لتسليتها، وعندما وصلت إلى العقار الذى تقطن به خالتها وبمجرد أن طرقت الباب لم يفتح لها أحد، فعلمت أن خالتها قد تكون فى عملها، وأثناء ذلك انشقت الأرض وخرج منها رجل اسمه شعبان تجاوز الأربعين من العمر، اقترب منها وادعى أنه يعرف والدها وأعطاها جنيها وطلب منها أن تأتى معه إلى شقته، وبكل براءة ذهبت معه منار وبمجرد أن وطئت بقدميها الشقة فوجئت به يكشر عن أنيابه فمزق ملابسها محاولًا اغتصابها، فأخذت الصغيرة تصرخ بكل قوة حتى ينجدها أحد من السكان وعندما خشى الذئب من افتضاح أمره دفع رأسها إلى الحائط حتى أصيبت بإغماء ولم يكتف بذلك بل قام بخنقها بقميص حتى فارقت الحياة. فوجئ أهالى المنطقة برجال المباحث يطوفون فى مكان الواقعة وعندما علموا بالحادث، سادت حالة من الفزع والخوف لدى الأطفال وأسرهم وكأن مأساة «زينة» بورسعيد تتكرر فى المعصرة. «الصباح» كانت فى مسرح الجريمة، والتقت بأسرة الضحية ورصدت اعترافات المتهم، حيث قال عيد والد الطفلة الضحية «كنت فى شغلى عندما اختفت منار، ورجعت بسرعة لأبحث عنها، ثم بلغت المباحث وحررت محضر تغيب، وفوجئت عندما كنت فى القسم باتصال يخبرنى بأنهم وجدوا طفلتى مقتولة فى جوال أمام عمارة خالتها، فجريت أنا وبعض رجال المباحث ورأيت جثة ابنتى داخل الجوال وعرفت فيما بعد أن قاتلها شخص عازب كان ساكنًا فى العمارة، حاول يغتصبها لكن ابنتى قاومته فتخلص منها». والتقطت الأم أطراف الحديث قائلة «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى عمل كده.. وناشدت القضاء تطبيق حكم الإعدام على قاتل ابنتها حتى يهدأ قلبها». فيما أوضح مصطفى إسماعيل محامى أسرة المجنى عليها أنه تطوع فى القضية بسبب الجريمة البشعة التى تعرضت لها وأنه حريص على الحصول على حكم بإعدام المتهم». بينما قال المتهم شعبان، البالغ من العمر 42 سنة «كنت أعيش مع زوجتى وأطفالى فى الصعيد وكانت حياتنا عادية، كنت أعمل فى مصنع، لكنه توقف فجأة، فزادت المشاكل مع زوجتى، التى طلبت منى الطلاق فانفصلت عنها وتركت لها أولادى، وبدأت أبحث على عمل فى الصعيد ولكن كل محاولاتى فشلت حتى اقترح أحد أصدقائى أن أعمل مبيض محارة فى القاهرة». يواصل المتهم «وافقت وسافرت إلى القاهرة واستأجرت شقة فى المعصرة وكنت أخرج صباحًا إلى عملى وأعود آخر اليوم، مرت الشهور على وأنا أعانى من الكبت الجنسى، وليس معى أموال للزواج، ويوم الحادثة كنت فى شقتى، وسمعت صوت بنت بتخبط على باب شقة، خرجت لها واستدرجتها بحجة شراء حلوى وأعطيتها جنيهًا وطلبت منها أن تأتى معى إلى شقتى، ولما دخلت الشقة حاولت اغتصابها ولكنها قاومتنى وصرخت بشدة، فخفت أن يسمعها أحد وضربت رأسها فى الحائط حتى أغمى عليها، ثم خنقتها حتى ماتت، ووضعت جثتها فى جوال تحت السرير حتى الليل، وعندما علمت أنه لا توجد حركة فى الشارع، ألقيت الجثة أمام باب العمارة وعدت للشقة، وفى الصباح أخذت ملابسى وسافرت إلى الإسكندرية، ثم فوجئت بالمباحث تلقى القبض علي». وتلقى المقدم شادى الشاهد رئيس مباحث المعصرة بلاغًا من والد الطفلة، وعقب معرفة القاتل، وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواء هشام العراقى مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء عبد العزيز خضر مدير إدارة البحث الجنائى واللواء هشام لطفى رئيس مباحث قطاع الجنوب والعميد حازم سعيد مفتش المباحث والعميد نشأت البنان مأمور قسم المعصرة والمقدم شادى الشاهد رئيس مباحث المعصرة والنقيب محمد نبيل معاون الضبط لسرعة كشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه. بدأ رجال المباحث تحرياتهم الموسعة عن والد الفتاة لمعرفة إن كان له خصومات، فتبين أنه رجل مسالم يقضى وقته فى العمل بحثًا عن لقمة العيش، وكان الخيط الذى بدأ رجال المباحث العمل من خلاله هو العقار الذى عثر أمامه على جثة الطفلة، فجميع الشواهد تدل على أن القاتل من داخل العقار أو له صلة قرابة بأحد من السكان، وأثناء جمع التحريات حول سكان العقار همس أحد المصادر السرية فى أذن ضباط المباحث وأخبرهم بأن هناك ساكنًا أعزب اسمه شعبان من الصعيد وبعد الحادث اختفى تمامًا، وبالتحريات تبين أنه مسافر إلى الإسكندرية وبعد أكمنة عدة هناك، تمكنت قوة أمنية من ضبطه وبتضييق الخناق عليه، انهار واعترف بارتكابه الجريمة، تم تحرير المحضر اللازم وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.