حملة إلكترونية إيطالية ضد زيارة مصر.. ومنشور صور المعالم السياحية المصرية عليها عقب أزمة مقتل الشاب الايطالى جوليو ريجينى فقط، بدأ الإعلام المصرى إسقاط الضوء على قضية المواطن المصرى عادل عوض هيكل (51 سنة) الذى اختفى فى إيطاليا منذ أكتوبر من العام الماضى. وفى اتصال هاتفى مع أسرة المختفى، أشار نجله، عوض عادل عوض (21 سنة) إلى أنه منذ ما يقرب من 7 أشهر عادت أسرة المفقود من إيطاليا إلى مصر، فى انتظار انتهاء والدهم من أعماله والعودة لمصر لحضور زفاف ابنته. وتابع عوض «والدى هاتفنا بعد العودة، فتحدثت الأسرة عن المعاملة فى المطار وكيف كانت رحلتهم إلى مصر وتجمع الأهل واستعدادهم لزفاف ابنته، وفى يوم 9 أكتوبر كان الاتصال الأخير معى للاطمئنان على الأسرة كالعادة، ولكن فى اليوم التالى، 10 أكتوبر، أغلق هاتف الأب على مدار اليوم واستمر لعدة أيام، ما جعل الأسرة تشعر بالقلق والخوف على أبينا». وسرد نجل المختفى أنه توجه، بعدها، إلى إيطاليا 3 مرات للبحث عن والده وطرق أبواب المسئولين هناك فلم يجدوا أى أثر له، على حد قوله، فعاد إلى مصر للتواصل مع الخارجية المصرية، للتنسيق مع الأمن الإيطالى، فى البحث عن والده، مؤكدًا أنه منذ ذلك الحين لم يعد أى مسئول بمصر ولا إيطاليا، يهتم باختفاء والده. ووصف عوض والده قائلًا «كان رجلًا مستقيمًا يعمل منذ أكثر من 14 سنة فى إيطاليا، فعمل فى البداية بمطعم، ثم دخل فى شراكة مع مصرى يدعى بركات موسى، يحمل جنسية إيطالية، لإنشاء شركة لغسيل السيارات، ولكن الأمر انتهى بمشكلات مع الشريك على الأموال، وبعدها اختفى والدى»، على حد قوله. وأدان عوض شريك والده، معتبرًا أنه «أعلم من قتل والدى، وأعتبره المتهم الأول فى اختفائه، نظرًا لأن له مصلحة فى ذلك، وللأسف لا أحد من الجهات الأمنية بمصر يتواصل معنا، بأى شكل من الأشكال، بل إن الأسرة حاولت عدة مرات التواصل مع وزارتى الداخلية والخارجية، ومع السفارة الإيطالية، ولا حياة لمن تنادى -على حد تعبيره»، مؤكدًا أنه من شدة صعوبة التواصل مع تلك الجهات، أصبحت الوسيلة الوحيدة لمناشدتهم فى البحث عن أبيه، هى إرسال رسائل مناشدة عبر الفاكس للخارجية ووزيرها سامح شكرى، وأيضًا إلى الرئاسة، موجهة باسم الرئيس عبدالفتاح السيسى. كان لعادل عوض هيكل، خصومة مع ربة العمل التى كانت تكفله فى بداية عمله فى إيطاليا كطباخ بمطعمها، نظرًا لطلبه ترك العمل والعودة لمصر، ورفض تلك السيدة الأمر مما تسبب فى مشكلة بينهما، كما دخل فى خصومة أخرى مع شريكه بركات موسى، وفق كلام ابنه عوض، وتم التحقيق مع موسى فكشف أنه آخر من رأى المختفى، على حد قول نجل المختفى وأسرته. وحكى عوض « منذ اختفاء أبى ونحن فى حالة مذرية، لا نستطيع النوم ولا الحياة بشكل طبيعى، نسعى ليل نهار من أجل البحث عنه، ولكن لا أحد يساعدنا لإيجاده، (نفسنا نعرف عايش ولا ميت)». وأكد عوض أن الإعلام المصرى اهتم بقضية الشاب الإيطالى أكثر من اهتمامهم بأبيه، قائلًا «نحن نعتمد على أنفسنا دون مساندة من أحد، وعمى سيتوجه الأسبوع المقبل لاستكمال البحث عن أبى فى إيطاليا، وسألحقه بعد الانتهاء من امتحاناتى النهائية فى الجامعة». وأضاف معوض «جدى وجدتى فى حالة سيئة منذ اختفاء نجلهم، وأمى لا تتوقف عن البكاء والدعاء لمعرفة أى تفاصيل عنه، نحن لا نعلم من له المصلحة فى التعرض لأبى، فلم يكن بالشخصية السيئة بل كان الجميع يحبه ويقدره وكان يساعد العديد من المصريين فى إيطاليا، ويقف بجانبهم». وأشار عوض إلى أنهم لم يفقدوا الأمل، وما زالوا يبحثون عن رب الأسرة المختفى، فيسافرون إيطاليا بشكل دورى ويقيمون بدور الأمن فى الاستفسار عن أبيهم لتقاعس أجهزة الامن الايطالية والمصرية، مؤكدًا أن ما وجدوه من اهتمام بقضية الشاب الإيطالى جوليو ريجينى فى مصر جعلهم يشعرون بالحزن لعدم اهتمام أحد بأبيهم، الذى أُعلن اختفاؤه منذ 6 أشهر، مشيرًا أن أحد المواقع الإيطالية كشف أسماء مفقودين هناك، وضم العديد من المصريين، الذين لم نسمع أن السلطات فى مصر أبدت أى استياء أو بحث عنهم، كما فعلت إيطاليا من أجل ريجينى. «الصباح» تصفحت الموقع الإلكترونى الإيطالى «Chilhavisto»، فوجدت أنه سبق اختفاء عادل عوض هيكل، حالات اختفاء كثيرة لمصريين هناك، لم تلق اهتمامًا إعلاميًا أو حكوميًا فى مصر حتى الآن، وأسماؤهم بحسب الموقع «مناع عبد الرحمن، 49 عامًا، المختفى منذ 2009. عبد الغنى موسى راضى شعلة، 26 عامًا، المختفى منذ 2013، وأحمد عبدالفتاح 15 عامًا، مختفٍ منذ 2014، ومدحت فرج، 29 عامًا، مختفٍ منذ 2008، وراندا جنيدى 19 عامًا، مختفية منذ 2011، وغيرهم العديدون». وعلى الساحة الإيطالية، شن عدد من الشباب هناك حملة بعنوان «لا تزر مصر»، على مواقع التواصل الإلكترونى، كمحاولة لوقف السياحة الإيطالية إلى مصر. وطالب الإيطاليون، عبر تعليقاتهم، بمساندة القارة الأوروبية كافة، مؤكدين أن «الأمر لا يتعلق بالإيطاليين فقط، ومقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى دلالة خطر على كل الأجانب والباحثين». وشارك المئات من الإيطاليين والبريطانيين فى نشر الحملة ومنشورها، الذى يطلب عدم زيارة مصر لحين إظهار الحقيقة فى مقتل ريجينى. وسادت حالة من الجنون عبر نشر صور لأماكن سياحية مصرية وعليها علامات «X» فى حملة ضد معالمنا السياحية، وشارك فى المنشور، أسرة الشاب المقتول وأصدقاؤه من الباحثين الذين كانوا على علاقة بريجينى، من الصين وبريطانيا وأمريكا. وطالبت المكاتب الحقوقية الإيطالية بدعم الفكرة، للضغط على مصر من أجل التأثير عليها، وحث الجانب المصرى على سرعة كشف ملابسات مقتل وتعذيب الطالب الإيطالى. كما نظم الحزب اليسار الإيطالى وقفة احتجاجية بأكبر ساحات ميلانو، للمطالبة بفرض عقوبات على مصر لعدم كشف الحقيقة، تضمنت نشر لافتات وصور تحرض ضد مصر، كما تطالب دول العالم بحظر زيارة مصر. تأتى تلك المنشورات بالتزامن مع بيانات الاجتماع الأخير بين الوفد المصرى والإيطالى، الذى وصفته الحكومة الإيطالية بالفاشل. وأعلن لويجى مانكونى «رئيس لجنة حقوق الإنسان فى البرلمان الإيطالى»، على صفحته الإلكترونية على موقع «فيس بوك»، تضامنه مع الحملة التى انتشرت مؤخرًا بعد الاجتماع الايطالى/ المصرى، فى روما. وأشارت صحيفة «إل-جورنالي » الإيطالية إلى أن ألكسندر الأستاذ المشرف على ريجينى بجامعة كامبريدج منذ عام 2009 على اتصال بمها عزام،رئيسة المجلس الثورى المصرى وهو أحد أكبر التنظيمات المعارضة للنظام المصرى الحالى ومقره مدينة جينيف السويسرية، والذى يقوده قيادات جماعة الإخوان المسلمين فى الخارج. واختتمت الصحيفة بأن الخارجية الإيطالية والمخابرات البريطانية لايمكن أن يخفى عليها مثل هذه المعلومات السالف ذكرها وعلى الرغم من ذلك لم تعلق على مثل هذا الجانب المهم فى القضية والذى قد يساعد فى الوصول إلى خيط جديد حول القضية.