القيس كيرلس: صوم الأسبوع يتنافى مع الإنجيل ونصوصه الكنيسة تفرض صيام الأربعاء والجمعة بديلً لصوم اليهود منال جرجس:الصوم تغيرمفهومه وأصبح امتناعًا عن الأكل والشرب فقط الكتاب يطالب بتعديل مدة الأصوام واستبعاد بعضها الكنيسة المصرية أكثر الكنائس الأرثوذكسية صيامًا شكاوى لكثير من الأقباط من كثرة أيام الصوم لدى الكنيسة الأرثوذكسية، بما يقود لانصراف الكثير منهم عن أداء تلك العبادة، أعقبها إعادة نشر كتاب ألفه القس كيرلس كيرلس، كاهن كنيسة مارجرجس بخماروية، فى حى شبرا، بعنوان «أصوامنا بين الماضى والحاضر»، وقدم له الراحل الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا، وعليه صورة البابا شنودة، ويعد الكتاب ثورة على ما هو متبع من نظام للصوم داخل الكنيسة الأرثوذكسية. ويورد الكتاب ان الأسبوع الأول ليس من الصوم الكبير، وإنما فرض على المسيحيين صيامه كفارة عن الملك هرقل عندما قتل اليهود وفسخ العهد الذى عاهدهم به، وكذلك الأسبوع الاخير ليس من الصوم الكبير أيضًا، بل إحياء لذكرى آلام المسيح. وأورد الكتاب «قال الأساقفة لهرقل: إنك أيها الملك فى حل من هذا اليمين الذى أقسمته بخداع اليهود وسلامة النية، ولكى تكون غير قلق البال ومرتاح الضمير من جهته، نأمر المسيحيين أن يصوموا عنك أسبوعًا فى أول الصوم الكبير إلى مدة 40 سنة، فاقتنع الملك بذلك، وقد أبطلت كل الكنائس صوم هذا الأسبوع ما عدا الأقباط الأرثوذكس». ويؤكد مؤلف الكتاب أن صوم هذا الأسبوع تأسس بصورة تتنافى مع الروح المسيحية واستقامتها ويتنافى مع الإنجيل وروحه ونصوصه، فصوم أسبوع أو سنين لا يمكن أن يمحو خطية واحدة مهما كانت صغيرة وإنما الذى يمحوها هو التوبة. ويقال إن الكنيسة الملكانية (الرومية) هى التى أدخلت هذا الأسبوع على الصوم الكبير، لكن يبقى السؤال: لماذا تستمر الكنيسة الأرثوذكسية القبطية فى فرضه رغم عدم مشروعيته؟! ويعتبر الكتاب أن صوم أسبوع «هرقل» يعتبر صومًا هرطوقيًا، يشابه تعاليم أصحاب أريوس أشهر هرطوقى فى تاريخ الكنيسة، حين كانوا يزيدون عدد الأيام التى صامها المسيح، وهى 40 يومًا، كانوا يزيدون عليها اسبوعًا. كما يتطرق الكتاب إلى صوم يومى الأربعاء والجمعة من كل أسبوع وهما اللذان يصومهما الأقباط ويعتبران من أصوام الدرجة الأولى التى لا يؤكل فيهما السمك، فيؤكد أنهما ليسا كذلك، وأن الكنيسة فى العقود السابقة كانت تقدم السمك لطلابها فى يوم الأربعاء، والرسل الذين سلموا الايمان للكنيسة كان طعامهم الأساسى هو السمك. ويؤكد الكتاب أن صوم يوم الجمعة من الممكن أن يكون مقبولًا لأنه يوم صلب المسيح، لكن يوم الأربعاء غير مقبول وغير ذى سند، لأن الكنيسة تورد أن يوم الاربعاء تم التشاور فيه بين اليهود ضد المسيح للقبض عليه، ويقول مؤلف الكتاب «التشاور على المسيح تم مرات متعددة، والكنيسة فرضت صوم الأربعاء والجمعة على الأقباط كبديل لصوم الاثنين والخميس اليهودى، حتى يتم استبدال صوم اليهود بهذين اليومين، عندما اعتنق بعضهم المسيحية». ويتحدث الكتاب عن أن «صوم يونان» الذى يصومه الأقباط لمدة ثلاثة أيام تم فرضه من قبل البابا أفرآم السريانى (البطريرك 62) فى القرن العاشر الميلادى وتم نقله من الكنيسة السريانية، ولم يعتد به الباباوات الذين تلوا هذا البطريرك، أى أن صوم يونان أيضا يورده الكتاب على أنه صوم غير قانونى، جاء بالفرض من بطريرك سريانى الجنسية. وبحسب الكتاب، فإن الكنيسة أضافت ثلاثة أيام على صوم الميلاد، حيث كانت تصام منفصلة فى ذكرى نقل جبل المقطم، ويعلق مؤلفه «لو تم صوم كل حادثة مرت عليها الكنيسة لما اتسعت لها أيام السنة كلها». أما عن صوم العذراء فيورد كتاب القس كيرلس أن «الشعب هو الذى فرض صومه على الكنيسة، على عكس كل الأصوام التى يصومها الأقباط، ولم يرد ذكره فى القوانين الكنسية ولم يدرج فى التاريخ الكنسى وكانت مدته ثلاثة أيام ثم ثلاثة أسابيع ثم أصبح 15 يومًا فقط، ويؤكل فيه السمك، وجعله البابا غبريال الثامن فى القرن السابع عشر اختياريا». ويذكر القس كيرلس أن «البابا غبريال الثامن قام بتعديل مدة الأصوام بسبب أن مصر فى ذلك الوقت كانت تتعرض إلى كوارث وفوضى، فقد جعل صوم الميلاد 28 يومًا، والآن 43 يومًا، وجعل صوم العذراء اختياريا، وألغى صوم يونان، وجعل صوم الرسل لا يزيد عن أسبوعين، وأراد البابا يوساب الثانى فى القرن العشرين تعديل أيام الصوم فى الكنيسة لأنها أكثر الكنائس الأرثوذكسية صومًا فوافق المجمع المقدس، ما عدا ثلاثة أساقفة، كانوا لا يصومون بسبب ظروفهم الصحية، لكنهم رفضوا تقليص أيام الصوم فى الكنيسة. وطالب كتاب «أصوامنا بين الماضى والحاضر» بضرورة الخوض فى موضوع تعديل مدة الأصوام فى الكنيسة، بحيث يتم استبعاد الأصوام التى أضيفت على الكنيسة لأسباب تاريخية أو شخصية. وأوضح مؤلفه أن «الأصوام زادت فى الكنيسة من أربعة شهور فى السنة حتى القرن العاشر لتصبح بعد ذلك أكثر من سبعة شهور، بزيادة أصوام الميلاد والرسل ونينوى والعذراء». وطالب بجعل الصوم الكبير ستة أسابيع بدلًا من ثمانية أسابيع الآن، وأيضًا بأن يأخذ بنظام الأرمن الأرثوذكس بجعل أيام الآحاد فى الصوم ايام راحة يؤكل فيها السمك والبيض ومنتجات الألبان، وبان يكون صوم الأربعاء والجمعة نصف يوم ينتهى فى المساء، وأيضًا بقصر صوم الرسل على أسبوع واحد فقط، وبجعل صوم الميلاد عشرة أيام بدلًا من 43 يومًا، كما يفعل الأرمن الأرثوذكس». ويعلق مدحت ميخائيل قائلًا «كأقباط نطالب الكنيسة والمجمع المقدس بأن يناقش هذا الأمر، لأن الأصوام فى الكنيسة كثيرة جدًا، ونحتاج إلى أن نواكب العصر، والكنائس الأخرى التى تعتبر كنيستنا أكثرهم أصوامًا، والكنيسة فى الماضى كانت لا تصوم كل هذه الأصوام على الرغم من وجود القديسين فى هذه العصور». وتوافقه منال جرجس، قائلة «الصوم تغير مفهومه وأصبح امتناعًا عن الاكل والشرب فقط، ولكن المقصود هو الامتناع عن فعل الشر، والكنيسة تفرض أصوامًا كثيرة على الأقباط تتعدى ال 200 يوم فى السنة، بدون تقدير لانشغال الناس فى الحياة، التى صارت صعبة، ولا يمكن ان يواكب القبطى كل هذه المدة من الصوم، وهو يحارب فى الحياة بكل ما أوتى من قوة». ويوضح أشرف جرجس ناشط قبطى «كنيستنا نسكية بطبيعتها، وهذا الكتاب امتداد كتابى وليس تجديدًا فى المسيحية، والكنيسة استمدت الفكر الرهبانى من كثير من المواقف فى الكتاب المقدس، وهى متوازنة جدًا بمعنى ما يحدد للشعب غير ما يُطالَب به الراهب، وغير ما يطالب به المتوحد، والأنبا بيشوى واصل الصوم ثلاثة أسابيع متواصلة، والبابا كيرلس السادس كان تقريبا يأكل مرة واحدة فى اليوم، والشعب له حرية الصوم الانقطاعى بحسب قامته الروحية، بدون إجبار».