قفزة جديدة لأسعار الفواتير فى يوليو.. و«اليمانى»: القراءات الخاطئة وراء الأزمة.. ومستعدون للبت فى الشكاوى الواحدة ظهرًا، الصمت يحكم المكان، جرس الباب يدق، خرج أيمن عوض، عامل فى ورشة أحذية، فى الأربعينيات من عمره، ليجد محصل الكهرباء أمامه، أعطاه الأخير فاتورة الكهرباء الخاصة باستهلاكه الشهرى، فوجئ «عوض» أن فاتورة الشهر ب250 جنيهًا، فى حين أنه يسكن هو وأسرته شقة صغيرة، غرفتين وصالة، ولا يفرط فى استهلاك الكهرباء. لم يكن «عوض» الوحيد الذى ارتفعت فاتورة الكهرباء الخاصة به، فهناك عشرات المواطنين الذين اشتكوا من غلاء فاتورة الكهرباء خاصة فى الشهور الأخيرة حتى أصبحت ظاهرة. مسئولو وزارة الكهرباء يعلنون أن أسباب غلاء الفاتورة ربما يعود لتلف فى عدادات الكهرباء، التى تعدى عمر بعضها 15 عامًا، ولا تعطى الاستهلاك الحقيقى للمواطن، أو ربما يكون السبب هو سرقة التيار الكهربى دون علم صاحب الشأن، وربما لأسباب أخرى. وكشفت مصادر مطلعة داخل وزارة الكهرباء ل«الصباح» الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار فواتير الكهرباء، تتلخص هذه الأسباب فى غلاء سعر كيلو الكهرباء بالنسبة للإنارة فى المنازل والمحلات، وعلى الجانب الآخر، بالنسبة للقوى المحركة وهى المصانع. أما الشريحة السابعة، أعلى من 1000 كيلووات، فسجلت 78 قرشًا للكيلو وات، بزيادة 4 قروش، طبقا للزيادة التى طبقتها وزارة الكهرباء على فواتير الاستهلاك الشهرى للمشتركين فى يوليو الماضى، ويبلغ عددهم 31 مليون مشترك تقريبًا، موزعين على مختلف محافظات الجمهورية. وبحسب المصادر، فإنه من المقرر أن ترفع وزارة الكهرباء سعر كيلو وات الكهرباء مرة أخرى فى يوليو القادم، مشيرين إلى دور المهندس جابر دسوقى، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، فى ارتفاع الفواتير، لتمتعه بنفوذ قوى داخل الوزارة يتعدى نفوذ وزير الكهرباء، الدكتور محمد شاكر، فهو الحاكم الفعلى للوزارة، أو كما يطلق عليه العاملون «رئيس شركة بدرجة وزير». وأشارت المصادر إلى أن عدم انتظام قارئ العدادات أحد الأسباب الأخرى فى ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء لدى المشتركين، فهناك ما يسمى دورة قراءة العداد، وهى المواعيد التى يجب أن يذهب فيها القارئ للمشترك لقراءة العداد شهريًا، وهذا لا يحدث فى أغلب الأحيان، ما يؤدى إلى تراكم القراءات فى العداد، وبالتالى تراكم حجم الاستهلاك وبالطبع ارتفاع فواتير الكهرباء. وأوضحت المصادر، أن السبب الآخر عدم انتظام محصلى الكهرباء فى التردد على المشتركين وتحصيل رسوم فواتير الكهرباء، ما يؤدى إلى تراكم رسوم هذه الفواتير شهرًا بعد الآخر، وعندما يأتى المحصل للمشترك لتحصيل الرسوم بعد أكثر من شهر يفاجأ الأخير بغلاء سعر الفاتورة. وقالت المصادر إن من أسباب غلاء سعر الفاتورة امتناع بعض المشتركين عن سدادها فى موعدها الشهرى، فتقوم شركات توزيع الكهرباء التابعة لوزارة الكهرباء بتطبيق فوائد على الفواتير التى يمر 3 أشهر على عدم تسديد رسومها ما يؤدى إلى غلاء الفاتورة. وأرجعت المصادر ارتفاع الفاتورة أيضًا إلى رسوم النظافة التى يتم إضافتها على فاتورة الكهرباء للمنازل والمحلات، مع أنه لا علاقة بين الكهرباء والنظافة على الإطلاق. فى السياق ذاته، قال الدكتور محمد اليمانى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الكهرباء، ل«الصباح»، إن السبب وراء غلاء فاتورة الكهرباء قرار الدولة بتخفيف قيمة الدعم المقدم على الكهرباء الصادر فى عام 2014، وتراكم الفواتير السابقة الخاصة بالمشترك دون سدادها، وهناك أخطاء بشرية تحدث عند قراءة العدادات، والعدادات نفسها قد يكون بها أعطال فتعطى قراءات خاطئة لاستهلاك غير حقيقى.