مربو دواجن: الارتفاع لم يحدث إلا بعد اتهام أيمن الجميل فى قضية الزراعة د.نادر نورالدين الدولار ارتفع 10 ٪وأسعار العلف ارتفعت 50 ٪ قفزة كبيرة شهدتها أسعار أعلاف الدواجن خلال الأسبوعين الماضيين، بواقع 700 جنيه للطن الواحد، حيث ارتفع سعر الطن من 3600 إلى 4300 جنيه، بحسب شهادات مربي الدواجن، ما أسفر عن خسارة تقدر بالملايين، فضلا عن نفوق الكثير من الدواجن. ثلاثة أسباب رئيسية تقف خلف أزمة الارتفاع المفاجيء لأسعار الأعلاف، يسردها مربو الدواجن، وأولها عدم ضبط السوق بعد قضية الرشوة الكبرى بوزارة الزراعة، والتى تم القبض فيها على وزير الزراعة ومساعده الإعلامى، ورجل أعمال، وإعلامى، إضافة إلى استغلال مافيا استيراد الذرة والصويا، للأزمة، لرفع الأسعار، وخفض المعروض من هذه المنتجات، وثالث هذه الأسباب كان «الدولار». مربو الدواجن، أعلنوا تذمرهم، بسبب ارتفاع علف الدواجن، بصورة كبيرة جدا، خلال الأيام الماضية. وقال أحدهم: لا نجد أعلافًا لتغذية الدواجن، مطالبين بتدخل الدولة لحل أزمتهم، ومواجهة محتكرى الاستيراد، والذى على رأسهم شركة «كايرو ثرى ايه» فى دمياط. كما أكد المربون، على أن السبب الرئيسى، هو القبض على رجل الأعمال أيمن رفعت الجميل فى قضية الرشوة الكبرى، وهو نجل اللواء الطيار رفعت الجميل، شريك جمال مبارك، ويملك شركة «كايرو ثرى ايه»، التى تحتكر استيراد الذرة والصويا من الخارج بواقع 3 ملايين طن سنويًا، واستخدام ذلك كورقة ضغط على الحكومة للإفراج عن نجله. شركة «كايرو ثرى ايه»، أنشئت عام 1981 مع تولى الرئيس المخلوع حسنى مبارك الحكم، وتنحصر أنشطة الشركة فى تجارة الحبوب، كما تعمل فى مجال التخليص الجمركى والتخزين داخل ميناء دمياط بكميات تبلغ 125 ألف طن، وتقوم الشركة بأعمال الشحن والتفريغ بقدرة تبلغ 18000 طن يوميًا، وهى الشركة الأولى فى مصر فى هذا المجال. وتؤكد مصادر بوزارة الزراعة، أن عائلة الرئيس مبارك تساهم بحوالى 17 فى المائة من الأسهم الحالية، ولذلك تحتل الشركة، مكانة عالمية ومحلية. ويحتكر «الجميل»، استيراد الذرة الأمريكى ليصبح المستورد الوحيد المسيطر على الأسعار، مما سبب ارتفاعًا رهيبًا فى أسعار الأعلاف وأصيبت الثروة الداجنة بالكساد خاصة فى محافظة القليوبية، التى تعتبر هذه المهنة موردها الرئيسى فى الكسب ويعمل بها حوالى 2 مليون شاب ومرب. ورغم ربط سعر الذرة بالسعر العالمى لدعم الفلاحين فإن شركة «كايرو ثرى ايه» تستورد الذرة من الولاياتالمتحدة بسعر 200 دولار للطن فى حين يباع بسعر 2200 جنيه للمستهلك والمربى، مما أدى لانخفاض ملحوظ فى تربية المواشى والدواجن، وذلك وفقًا لصحيفة فيرومونس الروسية. ووفقا للصحيفة، فإن الشركة هى إحدى الشركات الكبرى العالمية التى تحتكر استيراد الحبوب، وخاصة الذرة والقمح، ويعتبر ذلك مؤشرًا سيئًا لهبوط الاقتصاد المصرى، وخاصة لعملية تربية الدواجن والمواشى. ويؤكد محمد عبد المنعم، موزع معتمد لأعلاف بمدينة «قليوب»، أن ارتفاع الأسعار يأتى بسبب احتكار فئة قليلة للذرة الأمريكية، تضاعف سعرها بما لا يتناسب مع أسعار بيع الدواجن من الفراخ والبط مما يهدد بانهيار هذه التجارة التى يعيش عليها أكثر من 50 فى المائة من سكان محافظة القليوبية وأضاف: إحنا ذنبنا إيه فراخنا تموت من الجوع، ولا نبيع هدومنا ونأكلها، وإذا كان «الجميل» أقوى من الدولة بلاش نحاربهم ومش لازم نزعلهم علشان الفراخ تأكل إحنا فى الحالتين منداسين ومطحونين خلوا الفراخ تأكل أحسن». وقال رمضان السنهورى صاحب مزرعة بكفر شكر، إن أسعار الأعلاف لا تتناسب نهائيًا مع أسعار بيع سلعة تكلفنا أكثر من ثمنها، فمثلا تربية قطيع من البط يكلف ما يزيد على مائة ألف جنيه، وإذا كان البيع بمبلغ ثلاثين ألفًا فالخسارة تزيد على سبعين ألفًا، والسبب أصحاب مصانع الأعلاف المستمرة فى الزيادة كل يوم. وتابع: «رفعت الجميل» هو المسيطر على سوق الذرة الصفراء، فكفاية كل الفترة اللى فاتت، فيجب التدخل السريع حتى لا نضيع فالبنوك لن ترحمنا بعد ذلك. وأشار سامى حسانين صاحب معمل آلى للتفريخ أن الكساد الذى أصاب السوق بسبب اللواء رفعت الجميل صاحب أكبر أسطول فى مصر فعنده حوالى 200 نزلة، وبهذا يسيطر على الشحن الداخلى، وهو كذلك إمبراطور ميناء دمياط فيتحكم فى الشحن والاستيراد مما يؤدى إلى رفع الأسعار كما يحلو له ولا يشغل باله المربى الصغير الذى يعيش على هذه التجارة. من جهته، أكد الدكتور نادر نور الدين، خبير الزراعة، والأستاذ بجامعة القاهرة، أن أسعار الذرة الصفراء فى العالم الآن منهارة، وفى أقل أسعارها، وهى تشكل 75 فى المائة من مكونات أعلاف الدواجن، وبالتالى مفترض أن تنخفض أسعار الأعلاف ومعها أسعار البيض والدواجن واللحمة، وذلك وفقًا لبيان أسعار الفاو أول سبتمبر. وأكد على أن مؤشر المنظمة العالمية للأغذية والطعام» فاو»، أشار إلى انخفاض أسعار كل السلع الغذائية طوال عام 2015 وارتفاعها واشتعالها فقط فى مصر. ولفت إلى أن الحجة الجاهزة لدى تجار الغرفة التجارية، ووزير التموين ووزير التجارة والصناعة، هى ارتفاع أسعار الدولار، وأن التجار يشترونه فى السوق السوداء، مضيفًا «طيب ارتفاع أسعار الدولار 10 فى المائة فى السوق السوداء لكن الزيادة فى الأسعار من 25-50 فى المائة يعنى استغلال، لأن الرقابة منعدمة ووزير التموين منهم». من جانبه، أكد الدكتور نبيل درويش رئيس اتحاد منتجى الدواجن فى مصر، أن الأزمة مستمرة، لدرجة قرب انتهاء رصيد الشركات من مستلزمات إنتاج الأعلاف، خاصة الذرة الصفراء، والصويا، والجلوتين، التى تستوردها مصر من الخارج بنسبة 100 فى المائة، مطالبًا بتدخل الرئيس السيسى لحماية استثمارات ب 25 مليار جنيه.