*مصدر بالتموين: الرئيس تلقى تقريرًا من محلب قبل التنفيذ فاستشعر الخطر السوق السوداء للبنزين وعدم إحكام الرقابة على الأسواق والمحطات والتوك توك واللوادر وغيرها، كلها أسباب ظاهرية ضمن الأسباب التى دفعت الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى تأجيل العمل بنظام الكروت الذكية للبنزين والسولار، إلى أجل غير مسمى، وإلزام الحكومة بإعادة دراسة المشروع مرة أخرى، لكن «الصباح» تكشف فى تلك السطور الأسباب الخفية وراء تدخل الرئاسة السريع بتأجيل تنفيذ منظومة الكروت الذكية. خبراء اقتصاد وصفوا تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى لوقف العمل بالكروت الذكية بأنه أعفى الحكومة من الإحراج والتورط أمام الشعب بعد اقتناعها بأن الفشل سيكون نتيجة حتمية حال تطبيقه بسبب عدم اكتمال الدراسات الكافية لإعداد هذا النظام قبل تنفيذه. قال مصدر استشارى كبير بوزارة التموين ل«الصباح»: إن الرئيس رفع الحرج عن الحكومة فى موضوع تطبيق كروت البنزين بعد تقارير حكومية وصلت له قبل تطبيقه بعدة أيام وتبين من خلالها أن البلد ستدخل فى دوامة كبيرة ستنتهى بعواقب لا تستطيع الحكومة تحملها. أوضح المصدر أن التقارير التى تلقاها رئيس الدولة لم تشمل إجابات شافية وخططًا واضحة للعديد من الفئات التى تستهلك الوقود فى مصر ولم تدخل فى المنظومة والتى قد يتجاوز استهلاكها أكثر من 20 فى المائة من كميات الوقود المتاحة فى السوق، مثل التوك توك والدراجات البخارية ومزارع الدواجن، ومصانع بير السلم، إضافة إلى محافظات ومناطق نائية لم تدخل أصلا فى المنظومة وتستهلك كميات كبيرة من الوقود والطاقة. فيما فجر المصدر مفاجأة، وأكد أن كميات الوقود التى تعاقدت عليها مصر وحجم الإنتاج المحلى والكميات المستوردة حاليًا لا تكفى نسبة 70 أو 80 فى المائة من بطاقات الكروت الذكية التى كانت تعتزم الحكومة إطلاقها خلال أيام، ما كان سيحمل الدولة أعباء إضافية ستجعل الفئات التى تمتلك بطاقات ذكية ولم تحصل على البنزين تطالب الحكومة بمستحقات إضافية «ديون» حالة عدم قدرتها على الحصول على البنزين أو السولار، كما هو الحال فى الكروت الذكية للسلع التموينية. من ناحية أخرى أوضح المصدر أن التقرير الذى تلقاه الرئيس أكد عدم إحكام الرقابة بشكل كامل على جميع المحطات والسوق السوداء للبنزين، ما يجعل هناك تخوفًا كبيرًا من تكرار عمليات السرقة بالكروت الذكية بشكل يصعب كشفه «الحرام المقنن» كما يحدث فى نظام كروت الخبز المدعم. كما أوضح أن العمل بالكروت الذكية فى الوقت الحالى يتعارض مع وعود الحكومة والرئيس بعدم وجود زيادات فى أسعار البنزين والسولار على العديد من الفئات حتى نهاية العام، وهو الأمر الذى تناسته الحكومة تمامًا حينما أعلنت عن العمل بنظام الكروت الذكية دون النظر فى كل أبعاده، خاصة مع وجود 900 محطة من أصل 3000 محرومة من الكارت الذكى من جانبه وصف رئيس شعبة المواد البترولية حسام عرفات مؤسسة قرار السيسى بتأجيل بدء العمل بنظام الكروت الذكية قبل تطبيقه ب 3 أيام بالشجاع، الذى أعفى الحكومة من تورطها بنظام غير مدروس لا تعلم عواقبه. تناقض حكومى وأدانت الحكومة نفسها مجددًا حينما تناقضت تصريحات الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط بشأن منظومة كروت البنزين فى مؤتمر اقتصادى بنهاية الأسبوع الماضى، بعد أن استنكر تعليق البعض على تأجيل السيسى للعمل بنظام الكروت الذكية على فشل الحكومة فى دراسته، واصفًا جهد حكومته فى هذا الإطار بالعالمى، وتناسى أنه قال فى الجملة التى تلتها: إن تأجيل القرار من قبل مؤسسة الرئاسة يأتى لحين اكتمال المنظومة. وأوضح العربى أن قرار الحكومة بتفعيل منظومة توزيع المواد البترولية باستخدام الكارت الذكى بمحطات البنزين على مستوى الجمهورية كان مقصودًا به التفعيل فى محطات البنزين من خلال كارت المحطة. فيما قال المتحدث الرسمى باسم وزارة البترول حمدى عبدالعزيز: إن الحكومة بدأت بعد قرار الرئيس بالتأجيل فى دراسة الملفات التى لم يتم إدراجها ضمن المنظومة، وتدرس آليات جديدة لضم القطاعات التى لم تشملها المنظومة حتى الآن وعلى رأسها ملفات الجرارات الزراعية والتوك توك وغيرهما من القطاعات التى لم تشملها المنظومة بعد. وبلغ عدد الكروت الذكية للبنزين التى انتهت شركة «إى فاينانس» من استخراجها للحكومة حتى الآن حوالى 5.5 مليون بطاقة، تسلمت منها الحكومة حوالى 2.8 مليون كارت بما يعادل 50 فى المائة من الكروت، وبقية الكروت موجودة حاليًا فى إدارات المرور يمكن للمواطنين الحصول عليها بالبطاقة الشخصية ورخصة السيارة. تنشيط السوق السوداء وقالت مصادر أخرى إن السوق الموازية وجدت أرضًا خصبة لها بعد انتشار الشائعات نتيجة عدم وجود شفافية لدى الحكومة وصانع القرار، وتخبط وتناقض تصريحات مسئولى الحكومة خلال الفترة الماضية، ما أوجد رواجًا كبيرًا فى حجم تجارة السوق السوداء للبنزين بدأت بوادره هذه الأيام بتكدس السيارات أمام محطات البنزين وعدم وجود بنزين أو سولار، وامتدت إلى بداية شهر رمضان الكريم. وأوضح رئيس شعبة المنتجات البترولية أن الشائعات التى انتشرت مؤخرًا بخصوص عزم الحكومة زيادة أسعار المنتجات البترولية ووضع حد أقصى على الاستهلاك من خلال البطاقة، أدت إلى رواج ملحوظ للسوق السوداء ودفعت الناس إلى التخزين وسط شح ملحوظ فى توافر الكميات اللازمة مع زيادة الطلب من المواطنين. فيما أكد الخبير الاقتصادى صلاح فهمى أن قرار الرئيس السيسى بتأجيل العمل بالكروت الذكية قد يحد من السوق السوداء، مشيرًا إلى أن القضاء على تسرب المشتقات البترولية للسوق السوداء لن يتم فور بدء تطبيق منظومة الكروت الذكية دون استيعاب المركبات غير المسجلة والتى تمثل بابًا واسعًا للأسواق غير الشرعية.