فتح ظهور الأنبا متياس أسقف المحلة المعزول، فى كنيسة «دالاس» بالولاياتالمتحدة، خلال الأيام الماضية، الجدل مجددًا حول مصير الأساقفة البعيدين عن العمل الكنسى، بقرار من البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث، ودورهم فى الانقسامات التى تعانيها الكنيسة الأرثوذكسية، خاصة أن عودة «متياس» كانت من خلال إيبارشية الأنبا يوسف صاحب الدعوة لانفصال الكنائس الأمريكية عن الكنيسة المصرية. خرج الأنبا متياس عن طوع الكنيسة فى حبرية البابا شنودة، بمخالفته الفكر الأرثوذكسى، ووقتها عقد له المجمع المقدس جلسة محاكمة، ألقى خلالها بعمامته إلى البابا شنودة، وقال له «عمامتكم أهى»، ثم غادر المكان، وسافر إلى الولاياتالمتحدة، وهناك ادعى أنه استقال من أسقفية المحلة، لكن وفقًا لما تم نشره فى مجلة الكرازة المرقسية، فى العددين 19 و20 لعام 2005، فإن البابا هو من أعفاه من الخدمة، ومنعه من ممارسة أى عمل رعوى أو أسقفى أو تعليمى. وذكرت صفحات المجلة أنه واجه اتهامات حول الخلافات العقائدية، ووصف بأنه مريض نفسيًا، استنادًا إلى أفكاره التى ترى أن الكنيسة الأرثوذكسية وباقى الكنائس هى واحد، ويجب التقارب بينها، واللافت أن نفس وجهة النظر التى تبناها الأنبا متياس، دعا إليها البابا تواضروس الثانى، الذى دعا أيضًا إلى وحدة الكنائس. وبعد سنوات من سفره إلى الولاياتالمتحدة للإقامة، عاد الأنبا متياس للظهور فى مدينة دالاس، من خلال إيبارشية الأنبا يوسف، وشارك فى سيامة كاهن هناك، رغم قرار المجمع المقدس الذى يمنعه من ذلك، ويحمل القرار توقيع 100 أسقف، وحيثيات وقفه عن الخدمة منشورة بالتفصيل فى مجلة الكرازة، ويعرفها الأنبا يوسف والآباء المطارنة والأساقفة، بالإضافة إلى البابا نفسه، الذى شارك الأسقف الموقوف فى صلوات تجليسه بعد انتخابه بطريركًا. ويخدم الأنبا متياس حاليًا فى إحدى كنائس دالاس، وهى مكان خدمته قبيل رسامته أسقفًا، ويشارك فى سيامة الكهنة والشمامسة مع الأنبا يوسف، والكنيسة التى يخدم فيها كانت من بين الكنائس الثمانية التى تشكل نواة الكنيسة الأمريكية الأرثوذكسية «الأوكا»، التى قال عنها الأنبا يوسف إنها مماثلة للكنيسة القبطية فى مصر فى الإيمان، لكنها على الطريقة الأمريكية. عودة الأنبا متياس تثير الجدل حول مدى التزام الكنيسة بقرارات المجمع المقدسة خلال فترة البابا شنودة، ومدى صحة التعامل مع كنيسة الأوكا (الولاياتالمتحدةالأمريكية) باعتبارها الباب الخلفى لعودة الموقوفين من الأساقفة المعزولين، ومدى صحة ما يتردد بأن «متياس» الصديق المقرب للأنبا يوسف أسقف جنوبالولاياتالمتحدة، هو صاحب فكرة إنشاء كنيسة موازية للكنيسة المصرية، وهو من هدد بالاستقلال بكنيسته فى حال رفض المجمع المقدس لعودته إلى العمل الرعوى! الضجة التى صاحبة عودة أسقف المحلة المعزول أعادت إلى أذهان الأقباط سيناريو ماكس ميشيل الأسقف الذى عزله البابا شنودة، فأعلن عن تأسيس كنيسة مستقلة، تختلف فى تقاليدها عن الكنيسة الأم. «متياس» اختار التمرد على قرارات الكنيسة، بينما اختار الأنبا أمونيوس أسقف الأقصر، الالتزام بعقوبة عزله خلف جدران الدير، رغم تعدد مطالبات شعب الأقصر بعودته للخدمة، وتقديمهم لأكثر من شكوى ومذكرة للبابا شنودة، والبابا تواضروس، لإعادته إلى كرسيه، وكلاهما لم يستجب لهذه المطالبات، رغم ما يتمتع به الأنبا أمونيوس من سمعة طيبة وسط أقباط الأقصر، الذين يعتبرون ما تعرض له مؤامرة من الكهنة هدفها إبعاده خارج أسوار الإيبارشية، وما زالت مطرانية الأقصر تدار عن طريق لجنة بابوية تتغير شخصياتها كل فترة، وقال مصدر كنسى موثوق منه إن الأنبا أمونيوس رفض العودة للخدمة الرعوية، وفضل أن يمضى ما تبقى من عمره داخل الدير، بعيدًا عن المشاكل. نموذج ثالث للأساقفة الموقوفين، يمثله الأنبا تكلا أسقف دشنا الذى عاد إلى موقعه وتم تجميد قرار المجمع المقدس بإيقافه، بعد اعتذاره عن التجاوزات التى نسبت إليه. وقالت مصادر كنسية إن هناك ما يقارب 10 أساقفة يخدمون فى الكنيسة، رغم أنهم يستحقون الشلح، لكن المجمع المقدس لم يتخذ ضدهم أى قرار ليتجنب مشاكلهم، وأعضاء المجمع يعرفون الكثير عن التجاوزات الخاصة بالأساقفة العشرة من الشكاوى التى يتقدم بها شعب الكنيسة. وأكدت المصادر أن أحد هؤلاء الأساقفة يخدم فى جنوب الصعيد، وشهدت مدينته العديد من المشاكل الطائفية فى الآونة الأخيرة بسبب تصريحاته المتشددة، وشعب المدينة يشكو من تهوره فى معالجة الأحداث، والأغرب أنه يهدد أعضاء المجمع المقدس بأنه فى حال المطالبة بمحاسبته أو اتخاذ أى قرار ضده، سيقوم بما لا يحمد عقباه. ويضاف إلى قائمة أصحاب التجاوزات من الأساقفة، أسقفا عموم لا يستطيع أحد الاقتراب منهما، وحولا الكنيسة إلى مملكة خاصة، ويمارسان ما يحلو لهما من أنشطة، ولديهما جيش من التابعين الذين يستخدمانهم لتحقيق ما يخدم مصالحهما.