* فيديو إخوانى لمدرس مسيحى يسخر من صلاة المسلمين وناشط مسيحى يدعى تهجير الأقباط قسرا * الإخوان يهتفون: «بالطول بالعرض .. مافيش كنيسة ع الأرض ».. وقبطى أشاع كذبا تعذيب مسيحى معاق وحرق منازل المسيحيين وكنائسهم على أيدى المسلمين استغلت جماعة الإخوان الإرهابية ورقة الفتنة الطائفية لتجعل من سكان المحافظة الهادئة وقودا لمعارك يستفيد منها تنظيمهم، ووجد عدد من النشطاء الأقباط فى هذه المعارك بابا للمتاجرة بدماء إخوانهم فى الدين والوطن. نجح الإخوان فى نصب «سيرك الفتنة» فى «المنيا»، حرضوا البسطاء على محاصرة كنائس قرية الناصرية فى مركز بنى مزار عقب انتشار فيديو يسىء للمسلمين، وقبلها حشدوا «الغلابة» للتظاهر ضد بناء كنيسة قرية العور التى تخلد أسماء شهداء الوطن الذين قتلوا على يد «داعش» فى ليبيا، وكانوا يوجهون المتشددين فى قرية الجلاء التابعة لمركز سمالوط اعتراضا على ترميم كنيسة السيدة العذراء، وفى المقابل تمكن نشطاء السبوبة الأقباط من المتاجرة بهذه الأزمات بحجة الدفاع عن حقوق إخوانهم، وجاءت النتائج فى صالح طرفى التحالف غير المعلن، فالإخوان استطاعوا العودة إلى المشهد السياسى باعتبارهم قواد معارك الدفاع عن الدين، والناشطون الأقباط وطدوا علاقاتهم بالسفارة الأمريكية، وأصبحوا وكلاءها فى الصعيد بوصفهم المدافعين عن الحقوق، ويظل الخاسر الوحيد فى هذه اللعبة هو أهالى المنيا من المسلمين والمسيحيين. يقول الناشط الحقوقى عزت إبراهيم، مدير مركز الكلمة لحقوق الإنسان، بالمنيا إن الإخوان تمكنوا من العودة مرة أخرى للمشهد السياسى، وأصبح الهتاف الذى يتصدر مسيراتهم هذه الأيام هو «بالطول بالعرض مافيش كنيسة على الأرض، بالطول بالعرض هانجيب السيسى الأرض»، وقد نظموا مسيرة فى ذكرى الأربعين لاستشهاد الأقباط فى ليبيا، وتسبب هذا الهتاف فى اندلاع اشتباكات بينهم وبين عدد من الأهالى، واضطر مسئولو المحافظة وقتها إلى عقد جلسة صلح عرفية فى ديوان المحافظة لمنع تجدد هذه الاشتباكات، وعقب الجلسة وجهت قيادات الجماعة عددا من عناصرها لإشعال النيران فى مزرعة يمتلكها قبطى، وحرق سيارة يمتلكها شاب مسلم، لكن عائلتا المتضررين تداركتا الأمر، ومرت الواقعة بسلام، لكن الجماعة قررت البحث عن معركة جديدة، وفى أول يوم بناء سور الكنيسة التى تحمل اسم شهداء ليبيا، قام مجهولون بإشعال النيران فى مخزن أخشاب يمتلكه «غطاس محروس»، وكشفت التحقيقات أن الواقعة لم تكن قضاء وقدر، لكن صاحب المخزن رفض توجيه الاتهام إلى مسلمى القرية، بل أكد أنهم تطوعوا لإخماد النيران. المدهش وفقًا لكلام عزت إبراهيم أنه عقب نجاح الأقباط والمسلمين فى نبذ خلافاتهم حول كنيسة الجلاء بيوم واحد، أصدر عدد من نشطاء الأقباط بيانات معادية لهذا التصالح، وتسببت هذه البيانات فى تجددت الأزمة مرة أخرى واندلاع اشتباكات بين الأهالى وعدد من الإخوان، أسفرت عن إصابة 9 أفراد من الجانبين، وتحطيم ثلاثة منازل، والقبض على 36 فردًا، وفى ذات الأسبوع انتحل قبطى صفة ناشط حقوقى وادعى تعذيب مواطن قبطى معاق داخل قسم شرطة تابع لقرية بنى أحمد الشرقية، وأصدر سلسلة بيانات لتأجيج الأزمة فى القرية، متهما الأمن بالتعدى على الأقباط، وتم ترويج الواقعة ونشرها عبر عدد من المواقع الإخبارية، وفور خروج المتهم من محبسة نفى الأمر، وهو ما يؤكد ضرورة تفعيل دور الأزهر فى تلك المناطق لتوضيح صحيح الدين للشباب الذى يزج فى معارك لصالح أطراف مشبوهة، خاصة أن نسبة الأمية فى «المنيا» تجاوزت ال40 فى المائة. وفى السياق ذاته، يقول «رأفت يوسف» -أحد أهالى قرية الناصرية-: «الأقباط دائما الضحية» هذه العبارة خاطئة، ويطلقها عدد من المتشددين المسيحيين أو كما يطلق عليهم «نشطاء السبوبة الأقباط»، بالإضافة إلى الإعلاميين الذين يتلاعبون بمشاعر البسطاء، وهناك أسماء محددة مرتبط بكل الأزمات الطائفية، وتساعدهم فى ذلك قنوات تتبنى هذا التفكير الموتور، وخير دليل على ذلك هو ظهور فيديو لمدرس وأربعة طلاب يستهزئون من طريقة صلاة المسلمين، والربط بينها وبين تنظيم داعش، فى المقابل يتم الترويج لأخبار وبيانات تفيد أن أقباط قرية الناصرية فى مدينة بنى مزار وكنيستهم يتعرضون للهجوم، ويتم تحطيم وحرق منازلهم على أيدى المسلمين، وكل هذا غير صحيح. محمد الحمبولى، مدير مركز الحريات والحصانات لحقوق الإنسان بالمنيا، قال: «الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها»، وهناك علامات استفهام كثيرة حول واقعة «فيديو» المدرس الذى يسخر من صلاة المسلمين، ففى نفس وقت انتشار الفيديو بين شباب القرية تم القبض على المدرس والطلاب، وأحيلوا إلى النيابة العامة بتهمة الإساءة للإسلام، وفى ذات الوقت تجمهر الشباب المسلم فى القرية وحاولوا التعدى على منازل الطلبة الموجودين بالفيديو، ومحلات أهاليهم، لكن عدد من مسلمى القرية منعوهم. وأضاف «الحمبولى» أن البعض سرعان ما استغل الموقف وروج شائعة داخل القرية حول اتصال أحد المسيحيين بالسفارة الأمريكية ادعى خلالها تهجير أقباط القرية بشكل قسرى، فى حين أكد مسيحيو القرية عدم صحة هذا الادعاء، وأقروا بخطأ «المدرس» صاحب الفيديو، بل إن الكنيسة أصدرت بيانا رسميا عقب جلسة الصلح العرفية التى عقدت فى القرية، أقرت خلاله بخطأ أبنائها، وقدمت اعتذارا مكتوبا وموقع عليه من راعى الكنيسة القس عازر تواضروس، وفى اليوم التالى لجلسة الصلح، وتحديدا أثناء نظر تجديد حبس المتهمين المقبوض عليهم فى الاشتباكات التى اندلعت بسبب هذا الفيديو، كان المحامون يقولون إن القضية ليست قانونية، ويدعون أنهم جاءوا للدفاع عن الشباب الذى كان يدافع عن الإسلام، وفى المقابل حاول عدد من المحامين المسيحيين ترويج ادعاءات بأنهم رفضوا حضور التحقيقات، رغم أنهم لم يوكلوا من أهلية المتهمين، وتساءل: هل تسلسل أحداث العنف الطائفى داخل مراكز المحافظة من الممكن أن يكون مجرد صدفة؟