*الجماعة استعانت بطلبة كلية «دار العلوم» لتفجير محولات القاهرةوالجيزة * إجمالى خسائر وزارة الكهرباء فى عامين 85 برجاً و 150 محولاً كهربائياً
«القتل البطىء».. ليس المقصود بالتعبير قتل شخص ما، إنما المقصود به قتل جميع المصريين، والإضرار بالأمن المصرى، من خلال استهداف 30 ألف محول كهربائى خلال الفترة المقبلة، وبالتزامن مع الصيف، حيث أزمة انقطاع التيار المتوقعة، ما يحول حياة المصريين إلى ظلام دامس، ويقلب الناس ضد الحكومة ونظام الرئيس عبدالفتاح السيسى. وقبل أيام ألقت الأجهزة الأمنية بالجيزة القبض على خلية إرهابية، تخصصت فى استهداف «المحولات الكهربائية»، بزرع عبوات ناسفة أسفلها وتفجيرها عن بعد، ومنذ 30 يونيو 2013 تتكرر مثل هذه الحوادث، فى محافظات مختلفة، ما يؤكد أن الجماعة الإرهابية مستمرة فى خطة استهداف محولات الكهرباء، التى يشرف على تنفيذها أيمن عبدالغنى صهر نائب المرشد خيرت الشاطر. وقد كشفت «الصباح» قبل نحو عام، أن عبدالغنى تولى الإشراف على خطة تخريب وحرق محولات الكهرباء وأبراج الضغط العالى وضرب قطارات السكك الحديدية. وأكد مصدر فى وزارة الكهرباء أن الدولة تكبدت حوالى نصف مليار جنيه، إجمالى تصليح أبراج الضغط العالى، فضلا عن استهداف 510 محولات كهرباء، وصلت تكلفة إصلاحها 27مليون جنيه. وقال مصدر إخوانى، إنه فى شهر أكتوبر من العام الماضى اجتمع أيمن عبدالغنى مع عدد من قيادات التنظيم الدولى فى العاصمة التركية أنقرة، بحضور الدكتور إبراهيم منير، أمين عام التنظيم الدولى، والدكتور أشرف بدرالدين، عضو مجلس الشعب السابق، والدكتور جمال حشمت القيادى الإخوانى، والدكتور محمود حسين الأمين العام المساعد للجماعة. وتم الاتفاق على خطة استهداف المحولات الكهربائية، خاصة أن عمليات الاستهداف كانت تتم بشكل غير منظم وفردى وبتمويل ذاتى، كنوع من الانتقام، ورغم ذلك كانت لها نتائج فعالة، وبالفعل نالت الفكرة إعجاب الحضور وتبناها أيمن عبدالغنى، لإظهار النظام فى شكل الضعيف غير المسيطر على زمام الأمور، وتأليب المواطنين ضده. وأضاف المصدر أن عبدالغنى اتخذ قرارا بالتنسيق مع الدكتور محمود حسين الأمين العام المساعد، وتواصل مع مجموعة من الإخوان داخل مصر، بواسطة المهندس إبراهيم أبوالمجد صاحب شركة أبوالمجد للاستيراد والتصدير، وهو عضو بالمكتب الإدارى لإخوان الفيوم ومحسوب على التيار القطبى داخل الجماعة. ونجح أبوالمجد فى تشكيل مجموعات شبابية داخل كل محافظة، من خلال ربط المساعدات التى تقدم للأسر الإخوانية الفقيرة بمشاركة أبنائها فى استهداف محولات الكهرباء، وعليه كان أغلب الشباب المشارك فى تلك الأعمال التخريبية من أبناء الطبقة الفقيرة، أما فى القاهرةوالجيزة فتم تشكيل مجموعة من طلبة كلية دار علوم من أبناء الأقاليم. بالإضافة إلى بعض المسجلين خطر تم دفع مبالغ مالية لهم مقابل تفجير محولات الكهرباء، وظل أبناء القيادات فى منأى عن هذا المشروع، مكتفين بوضع الخطط وتوجيه المنفذين. وأضاف المصدر: «تم تدريب شباب الإخوان على تصنيع العبوات الناسفة وطريقة تصنيع المتفجرات بمعرفة مهندسين تابعين للجماعة، ومع بداية العام الحالى اختفى أبوالمجد همزة الوصل بين عبدالغنى وبين شباب الجماعة، ويقال إنه هرب إلى تركيا للحاق برفاقه من أبناء الجماعة بعد تضييق الخناق الأمنى عليه للاشتباه فى كونه المسئول الأول عن سلسلة التفجيرات التى لحقت بأبراج الكهرباء، لكن هروبه لم يقض على المخطط». وأكد أن خطة «القتل البطىء» تستهدف ضرب 30 ألف محول كهرباء على مستوى الجمهورية، فى محافظاتالفيوم وبنى سويف والمنيا وأسيوط والوادى الجديد والقاهرةوالجيزة والقليوبية، وفى الغالب يتم حصر عدد المحولات وأماكنها وطريقة استهدافها. وقال محمود الوردانى، القيادى الإخوانى وعضو المكتب الإدارى لإخوان الجيزة سابقا، إن «القتل البطىء هو مصطلح كثيرا ما كان خيرت الشاطر نائب المرشد يستخدمه، وفى أكثر من لقاء جمع بينى وبينه كان يقول إن استنزاف موارد الدولة المادية يعجل بسقوط أى نظام سياسى مهما بلغت قوته، وكان ذلك الكلام وقت حكم المجلس العسكرى، فكانت أى كارثة تقع كنت حينها أتذكر تعبيره القتل البطىء». وأضاف أن «استهداف المحولات الكهربائية أمر ليس بجديد على الإخوان، فهناك مجموعات بالفعل قبض عليها فى الجيزةوالقاهرةوالفيوم والشرقية والمنوفية، تخصصت فى زرع العبوات الناسفة أسفل أكشاك الكهرباء لإظلام المنطقة، خاصة فى المناطق التى يقطنها قضاة وعسكريون، ما يؤكد أن مرتكبى هذه الوقائع من أبناء المحافظة، إن لم يكونوا من أبناء المدينة أو الحى الذى يقع فيه الانفجار». واستطرد الوردانى أنه «تم إمداد المجموعات المشاركة فى خطة القتل البطىء، التى تستهدف محولات الكهرباء، بخرائط انتشار أبراج الضغط العالى والمحولات بمعرفة خلايا نائمة داخل وزارة الكهرباء، قبل أن يتم تطهير الوزارة، فالجماعة لا تعمل بشكل فردى». ومن جهته، قال اللواء مصطفى المنشاوى، الخبير الأمنى ل«الصباح» إن جماعة الإخوان نجحت فى تكبيد خزانة الدولة ملايين الجنيهات، كان من الممكن استخدامها فى توفير فرص عمل للشباب، بالإضافة إلى إرهاق الأمن فى عمليات الاستنفار الأمنى، التى نشاهدها بشكل يومى بسبب التفجيرات الإرهابية التى تقع فى مختلف مناطق الجمهورية، خاصة التى تستهدف أبراج الضغط العالى. وأضاف أن تأمين هذه الأبراج والمحولات الكهربائية أمر صعب نوعا ما، خاصة أن أغلب الأبراج موجودة فى مناطق صحراوية، لكن غير مستحيل استهدافها، حيث يمكن مراقبتها بالأقمار الصناعية أو تركيب كاميرات مراقبة بهذه الأبراج وتكون متصلة بوزارة الداخلية على مدار اليوم وبالتالى يسهل مراقبتها. واستطرد: هناك حل آخر وهو تخصيص دوريات أمنية لتمشيط تلك المناطق بواسطة سيارات الدفع الرباعى، وكذلك تمشيط المناطق المجاورة للأبراج، لأن العناصر الإرهابية غالبا ما تكون من المناطق التى تقع فيها المحولات والأبراج المستهدفة. وكشف تقرير صادر عن وزارة الكهرباء أن إجمالى الخسائر التى لحقت بالوزارة جراء الأعمال التخريبية كانت 85 برج ضغط عالى، و510 أكشاك كهرباء «محول كهربائى»، فمنذ فبراير 2013 حتى الآن تكبد قطاع الكهرباء خسائر إصلاح الأبراج تجاوزت ال 100 مليون جنيه، بالإضافة إلى تكاليف إضافية لإصلاح أبراج أخرى ومحولات كهربائية تم استهدافها هى الأخرى.