*«المقدم »: يسعى لتأسيس دعوة سلفية جديدة ويهاجم «النور » لأنه سبب الفتن تشهد الدعوة السلفية بالإسكندرية، انقسامًا حادًا هذه الأيام بسبب تصاعد الخلافات بين ياسر برهامى وفصيله وباقى التيارات داخل الدعوة السلفية مما يهدد بانقسامات وانشقاقات لم تشهد الدعوة مثيلًا لها منذ نشأتها فى سبعينيات القرن الماضى. الشيخ إسماعيل المقدم نائب رئيس الدعوة السلفية، والشيخ سعيد عبد العظيم أحد كبار قيادات الدعوة يقودان تحالفًا يهدف إلى إسقاط ياسر برهامى وحزب النور من حسابات الدعوة السلفية، وإعادة ترتيب الأوراق داخلها، قبل أن يتفتت الكيان السلفى وينهار بسبب السقوط فى بئر السياسة، خاصة بعد أن امتدت الخلافات بين قيادات الدعوة لتشمل التابعين لهم، وتبادل أفراد الدعوة الاتهامات عبر صفحات الفيس بوك وتويتر. تيار الشيخ سعيد عبد العظيم دخل فى معركة حامية مع برهامى وفصيله، تطورت وقائعها لحد المطالبة برحيل ياسر برهامى عن الدعوة، بحجة خضوعه - برهامى- للنظام ومحاربة كل المختلفين معه، وتحويل الخلاف معه فى الرأى لمعارك شخصية يستغل خلالها نفوذه لتهديد أبناء الدعوة، الأمر الذى نتج عنه انشقاق عدد كبير من الأعضاء عن الدعوة مثل الشيخ سامى الدوانسى وعبده إمام ومحمد فرحات ومحمد حجاج وغيرهم. تيار آخر يعتبر لاعبًا محوريًا وأساسيًا داخل حلبة الصراع السلفى داخل الدعوة وهو تيار الشيخ محمد إسماعيل المقدم الذى كثف من تواجده وظهوره خلال الفترة الماضية، ونادى بضرورة إحداث تغيير جذرى داخل الدعوة السلفية حتى لا تنتهى على يد ياسر برهامى. وفى مواجهة التيارين السابقين يقف تيار برهامى وأتباعه فى مربع الاتهامات بسبب فرض سيطرته على مقاليد الأمور داخل الدعوة ومحاولاته المستمرة لإخضاع وترهيب الجميع، الأمر الذى تسبب فى العديد من الأزمات التى وصلت لذروتها الأيام الماضية بعد مطالبات تبناها تيارا عبد العظيم والمقدم بالانفصال وإعلان عدم مسئولية الدعوة عما يصدر عن برهامى من أفعال. أجبرت هذه المطالبات التى تهدد كيان الدعوة السلفية بالتمزق، عدد من مشايخ الدعوة على رأسهم الدكتور عبد المنعم الشحات وعلى حاتم وعادل نصر على التدخل بين التيارات المتصارعة لتصفية الأجواء وإذابة الخلافات بين القيادات وخاصة الشيخ إسماعيل المقدم والشيخ ياسر برهامى. وتضمنت خطة ترتيب الأوراق داخل الدعوة، عدة محاور أهمها تحسين صورة مشايخ الدعوة التى تأثرت من كثرة الخلافات، والتأكيد على وحدة الكيان السلفى، وإطلاق حملة «غير معلنة» على مواقع التواصل الاجتماعى للتأكيد على ترابط أبناء الدعوة وقياداتها من خلال نشر صور تجمع بينهم خاصة فى المناسبات الاجتماعية، من خلال الصفحات الرسمية وغير الرسمية الخاصة بالدعوة. وكشف مصدر بالدعوة - رفض ذكر اسمه - أن الخلاف بين برهامى والمقدم، سببه الأساسى هو رئاسة الدعوة التى استحوذ عليها برهامى دون وجه حق، بعدما تعمد تهميش دور باقى القيادات وعلى رأسهم محمد الإدريسى رئيس مجلس أمناء الدعوة، الذى لم يعد له أى تواجد أو سلطة فى اتخاذ قرار، وكذلك المقدم الذى يرى أن برهامى يدير الدعوة، وكأنها حزب سياسى متعمدًا تهميش دورها الدعوى ومنهجها السلفى الذى يرفض العمل بالسياسة ويحرمه، الأمر الذى جعل المقدم «وفقًا للمصدر» يهدد بالانفصال كما فعل الشيخ سعيد عبدالعظيم، الذى هاجر إلى السعودية، رفضًا لتصرفات برهامى، وخوفًا من الملاحقات الأمنية بعد وقوفه فى صف الإخوان. وهدد المقدم أيضا بتأسيس كيان دعوى جديد، قائم على المنهج السلفى الصحيح الذى هدمه برهامى، نتيجة لأطماعه فى السلطة التى لم تكن هدفًا للدعوة منذ نشأتها، بالإضافة إلى تساهله فى بعض القضايا الدينية، والتى فتحت باب الجدل وجعلت مشايخ الدعوة فى مرمى الانتقاد لعدم ثباتهم على مواقفهم. ومن المتوقع أن تنتهى محاولات الصلح «غير المعلن» بالفشل «وفقًا لما أكده المصدر» نتيجة لإصرار برهامى على استمرار حزب النور، بينما يرى المقدم أن بقاء الحزب يضر الدعوة لأنه سبب فى الفتن والأزمات التى تعرض لها الكيان السلفى منذ 4 سنوات.