*رصد تحركات المستهدفين لأسبوع كامل والتنفيذ فى أواخر الليل أو بالصباح الباكر *إرهابيون فقط لتنفيذ الجريمة باستخدام أسلحة خفيفة ودراجات بخارية للهروب السريع تتبع جماعة الإخوان وبقية التنظيمات الإرهابية استراتيجية وتكتيك جديدين فى الآونة الأخيرة بعد تضييق الخناق الأمنى عليهم، وخاصة بعد استهداف وتصفية قادة تلك الجماعات وأشهرها «أجناد مصر» و«الفرقان» و«العقاب الثورى»، الأمر الذى دفع تلك العناصر لوضع مخططات لاستهداف ضباط جهازى الأمن الوطنى والمباحث خاصة المتخصصين فى مكافحة الإرهاب. وحسب اعترافات عناصر الجماعة فإن أحد أمراء داعش ويدعى أبوعبيدة المصرى، هو الذى أوعز للإرهابيين بفكرة اغتيال الضباط وأسماها «خطة الكواتم» وأكد لهم أنها تأتى بنتائج جيدة. و«الكواتم» فى العمليات الإرهابية - وفقًا لجهاديين سابقين تحدثوا ل«الصباح» - هى استخدام دراجة بخارية يستقلها إرهابيون أو ثلاثة على الأكثر، يحملون أسلحة خفيفة مثل مسدسات أو بنادق آلية أو رشاش متعدد، مستخدمين كواتم الصوت حتى لا تظهر أصوات طلقات الرصاص وينفضح أمرهم ويتم إطلاق الرصاص على الهدف المراد تصفيته فى لحظات والهروب سريعًا. وتعتمد مخططات الإرهابيين لتنفيذ عمليات اغتيال للضباط، على تتبع ومراقبة الهدف منذ بداية يومه لمدة لا تقل عن أسبوع كامل منذ بداية خروجه من منزله وحتى الذهاب إلى عمله وخط سيره حتى العودة، وأماكن التى يخرج فيها بصحبة أسرته، وعناوين منازل أقاربه الذين يزورهم ورغم من أن الكثير من الضباط لهم تحركات محدودة جدًا إلا أن مصادر جهادية سابقة أوضحت أنه من الممكن أن يكون هناك أحد العناصر الأمنية يمد الإرهابيين يساعدهم ببعض التفصيلات مثلما حدث فى اغتيال الضابط محمد مبروك، ويتم إعداد خطة مفصلة لمراقبين يرتدون ملابس عصرية ويحلقون لحاهم للتمويه. ووفقًا لمعلومات حصلت عليها «الصباح» فإن الضباط المستهدفين فى الآونة الأخيرة من قبل الإرهابيين، يكونون من المعروفين بأنهم أجروا تحقيقات مع المحبوسين مثل العقيد وائل طاحون رئيس مباحث المطرية الذى تم اغتياله بحجة أنه عذب أحد المحامين فى القسم حتى الموت. وأما اللواء محمد السعيد، مدير مكتب اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية السابق، فتم اغتياله أمام منزله بالهرم بعد قيام مسلحين يستقلون دراجة بخارية بدون لوحات بإطلاق الأعيرة النارية عليه أثناء استقلاله سيارته الملاكى، وقال مصدر أمنى ل«الصباح» إن عملية اغتيال «السعيد» كانت مدبرة بعناية شديدة والتخطيط لها كان قبل تنفيذ العملية بأسبوع، وجاء التنفيذ بعد تهديد إبراهيم للجماعات الارهابية بأنه لن يتركهم، وكشف المصدر أن المتهمين جمعوا المعلومات عن تحركات الضحية من خلال جارٍ له ينتمى إلى جماعة الإخوان وتم ضبطه وأحيل إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معه. وأما النقيب محمد أبوشقرة، مسئول ملف الجماعات المتطرفة والجهادية بسيناء داخل جهاز الأمن الوطنى، فتم اغتياله فى 6 يونيو الماضى، أثناء وجوده بمدينة العريش، حيث كان يستقل سيارة خاصة بوزارة الداخلية، فاعترضت طريقه سيارة دفع رباعى ترجل منها 4 مسلحين وأطلقوا الأعيرة النارية عليه وأصابوه ب5 طلقات فى الرأس والصدر. أما العقيد وائل طاحون رئيس مباحث المطرية السابق، فقام مسلحون يستقلون دراجة بخارية بإطلاق الأعيرة النارية عليه عقب خروجه من منزله بحى النعام بحلمية الزيتون، حيث أمطروه ب45 طلقة نارية أدت أيضًا إلى استشهاد المجند سائقه الخاص. ووفقًا للمصادر الأمنية، فإن كل عمليات الاغتيال التى استهدفت رجال شرطة بأعينهم، بدأت بمعلومات كاملة وردت إلى المتهمين عن الضباط الذين يعتزمون اغتياله من بينها طبيعة عمله، عنوانه مواعيد خروجه وأسرته، والطرق التى يسلكها. وقال المصدر إن معظم عمليات الاغتيال التى تم إلقاء القبض فيها على المتهمين أكدوا فيها أنهم قاموا بتلك العمليات بناء على تعليمات من قيادتهم الجهادية بعد دراسة عميقة تمتد لأكثر من شهر، وتكون نسبة النجاح فيها 100 فى المائة. ولفت المصدر إلى منفذى تلك العمليات الذين تم القبض عليهم غير معروفين للأجهزة الأمنية حيث يتم اختيارهم بدقة ومعظمهم حاصلون على مؤهلات عليا فالشخص الذى تم إلقاء القبض عليه بتهمة اغتيال محمد مبروك، ضابط الأمن الوطنى كان من عائلة ثرية جدًا، وكان متزوجًا ولديه أطفال، ولكنه أصبح متطرفًا واستغلت الجماعة الارهابية ذلك وضمته لتنظيم اغتيال ضباط الداخلية. وكشف المصدر أن المتهمين يتم إرسالهم إلى سيناء للتدريب على أحدث الأسلحة وطرق الاغتيال، وبعد ذلك يتم إرسالهم إلى المنطقة التى سينفذ فيها مهمته لدراسة طبيعتها وأفضل طرق الهروب إذ لا يجب أن تستغرق المهمة سوى عدة دقائق.