كشفت مصادر رفيعة المستوى عن تفاصيل عملية القبض على المواطن المصرى محمد علام، الذى بايعته إحدى كتائب تنظيم «داعش» الإرهابى فى ليبيا أميرًا لمدينة درنة، مشيرة إلى أن علام كان «حلقة الوصل المهمة بين الجهاديين المصريين فى صفوف التنظيم، قبل أن يتم القبض عليه فى مطار الأبرق الليبى». وأوضحت أن مصلحة الجوازات الليبية خاطبت السلطات المصرية بشأن شخص يدعى «محمد علام»، دخل الأرضى الليبية دون تأشيرة أو تصريح إقامة، وطلبت التحرى حول أوراقه الثبوتية، وفقًا لمذكرة بتاريخ 10 مارس الحالى، وتوصلت تحريات أجهزة الأمن إلى معلومات مهمة حوله، بينها أنه صاحب صورة تم تداولها عبر موقع «فيس بوك»، ظهر فيها وهو يحمل السلاح والعملات الأجنبية، ويقف بجوار عدد من عناصر «داعش»، وخلفهم راية التنظيم، بهدف الترويج للصورة باعتبارها جزءًا من جولات التنظيم للتصدى للضربات الجوية المصرية فى ليبيا. وأضافت أن المتهم يدعى محمد سعد علام، من مواليد منطقة المنتزه بالإسكندرية فى نوفمبر 1967، وهو صاحب شركة «الامبوى للاستيراد والتصدير»، لافتة إلى أنه ارتبط بعلاقة قوية مع التيار السلفى، باعتباره أحد أبناء الدعوة، وفى بداية مشواره التحق بجماعة التبليغ والدعوة، ثم غير وجهته إلى «التكفير والهجرة»، التى انشق عنها فى مطلع التسعينيات، وسافر إلى السعودية، وهناك انضم لجماعة الإخوان. وشارك علام فى اعتصام رابعة العدوية مع عدد من أبناء التيار السلفى، حيث تعرف وقتها على أعضاء فى الجماعات الجهادية المتطرفة داخل الاعتصام، واقتنع بفكرهم، قبل أن يختفى فور فض الاعتصام، وتردد وقتها أنه عاد إلى السعودية، ومنها إلى العراق. وقالت مصادر جهادية «بعد ثورة 25 يناير تحولت بعض الزوايا فى الإسكندرية إلى مراكز لإلقاء المحاضرات فى فقه الجهاد، داعية لضرورة الخروج للجهاد ضد الرئيس السورى بشار الأسد، ما دفع العشرات من أبناء التيار السلفى، وأعضاء حركة حازمون إلى السفر، كما انتشر الأئمة من أصحاب الفكر التكفيرى فى تلك الزوايا، وبينهم علام، الذى شارك فى إعداد الشباب نفسيًا للجهاد، واستخدم شركته فى نقل الأموال إلى الخارج والعكس، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات سفر الشباب للمناطق التى يسيطر عليها تنظيم داعش». وأشارت إلى أن «علام انتقل إلى ليبيا بعد مبايعة تنظيم أنصار الشريعة لداعش، بطلب من أمير التنظيم أبوبكر البغدادى، فانتقل علام مع مجموعة من أعضاء التنظيم إلى ليبيا، عبر سفينة شحن تركية، واستقر قرب مطار الأبرق، قبل توجهه إلى مدينة درنة، التى نصب أميرًا لواحدة من أكبر كتائبها، والمرجح أن تكون متورطة فى تنفيذ عملية إعدام المصريين فى ليبيا». وأسس علام فرعًا لشركته داخل الأراضى الليبية، لاستخدامها كستار لنقل الأموال، وأثناء الهجمات الجوية التى نفذها الجيش المصرى على درنة، عاد إلى مطار الأبرق، ليتم القبض عليه هناك، وفتحت أجهزة الأمن الليبية تحقيقًا معه، للحصول على معلومات وخرائط حول مخازن السلاح التى يمتلكها التنظيم، والطريقة التى دخل بها البلاد. ومن جهته، قال القيادى السابق فى تنظيم التوحيد والجهاد، ياسر إبراهيم، إن «المئات من أبناء التيار السلفى ينقصهم السلاح لإعلان الجهاد داخل الدولة، ففكرهم داعشى، ولا يوجد فرق بينهم وبين التنظيمات المتطرفة الأخرى، ولا أستبعد أن يكون هناك عشرات النماذج من المتطرفين المنحدرين من التيار السلفى، لكنهم لم يخرجوا إلى النور، وعملية القبض التى تتم بين الحين والآخر على المصريين المقيمين فى ليبيا، ستكون طرف خيط لتجفيف البؤر التى تنتج دواعش مصريين».