*رئيس مباحث التموين: منتج مغشوش بالكمون تروج له ممثلة مشهورة بإعلانات فى الفضائيات لم يفكر «عماد. ب» فى اللجوء إلى طبيب متخصص فى العلاقات الزوجية، عندما فشل فى ممارسة العملية الجنسية مع زوجته بشكل جيد، سلك الطريق الأسهل، وذهب إلى صيدلية بحى الجمالية، وطلب منشطًا جنسيًّا، واختار أشهرها «فياجرا»، وعاد به إلى منزله، يبتسم فى وجه زوجته، ابتسامة ذات مغزى، وكأنه يقول لها: «أخيرًا سأعوضك عن خيباتى المتكررة»، لكن المفاجأة أن خيباته الجنسية استمرت حتى مع انتظامه فى تناول المنشطات، ثم كانت المفاجأة الكبرى بعد شهرين، عندما أجرى فحوصات تبين منها أن سبب عجزه الجنسى تناوله عقاقير كيميائية تسببت فى تدمير جهازه التناسلى، وفى خلل بإفرازات الهرمونات، ليكتشف «عماد»، لسوء حظه، أنه كان يتناول منشطات جنسية مغشوشة. فى الجمالية، حيث يسكن «عماد»، كانت بداية فريق «الصباح» للبحث عن مصدر تلك المنشطات المغشوشة، وتم التوصل إلى مصنع بمنطقة الدرب الأحمر، تم إغلاقه بعد القبض على صاحبه، يقول علام فؤاد صاحب محل دهانات أمام المصنع، إنه كان يعمل به ما يقرب من 5 أفراد، كانوا يجلبون ما 5 جرادل يوميًا، أحدها به مادة بيضاء أقرب إلى النشا أو الدقيق، وآخر به مياه، وثالث به بعض المواد الملونة، وكانت هناك ماكينة مخصصة لإنتاج أقراص الأدوية المغشوشة، ويخلطون تلك المواد، ثم فى فى النهاية يضعونها فى علب المنشطات الجنسية، وتأتى سيارة نقل صغيرة، يحملون عليها العبوات». يضيف «علام»: «علمت بكل تلك التفاصيل، ليس فقط لوجود المصنع أمامى، فكل أهالى المنطقة يتحدثون عنهم، ويعلمون عن نشاطهم، ويعتبرونهم تجار مخدرات، فهم يبيعون المنشطات المغشوشة إلى تجار المخدرات بالجيارة وتل العقارب والسيدة زينب والخليفة، ولهم انتشار واسع بنطاق مصر القديمة، فهم قبل أن يكونوا صناع منشطات جنسية مغشوشة، فهم أيضًا تجار مخدرات، لكن لا أحد يستطيع تقديم بلاغات ضدهم، فهم بلطجية المنطقة، ولا يقف أمامهم أحد». ويتابع: «مصنعهم اشتهر بمحل أبناء المعلمة صباح، ودومًا يجلس على أبواب المحل ما يقرب من 3 أشخاص، يشربون الشيشة، ويراقبون تحركات المارة، وعندما يتشككون فى أحد، يتشاجرون معه، ويصل الأمر إلى التعدى بالألفاظ والأيدى، ولذلك فأهالى المنطقة يخشون منهم». وحصلت «الصباح» على نص التحقيقات مع المتهمين فى قضية إدارة مصنع لتصنيع وتعبئة المنشطات الجنسية والاتجار بها، بإشراف العميد هشام لطفى، رئيس مباحث قطاع غرب القاهرة، حيث اعترف المتهم بأنه كان يخلط النشا بالجبس والمواد الملونة، ثم يدخلها فى ماكينة مخصصة لإنتاج أقراص الأدوية لتعبئتها داخل علب بأسماء أجنبية، ثم بيعها للصيدليات على أنها منشطات جنسية. وتحدث المتهم «م. ج» عن بداية نشاطه، وقال إنه بدأ تجارته فى منطقة شعبية، وكان يبيع البرشام على «نواصى الحارة» حتى توسع فى أعماله الإجرامية، وفتح مصنع لإنتاج الفياجرا المغشوشة، بالاشتراك مع 4 من أصدقائه، وكانت المواد المستخدمة فى تصنيع الفياجرا المغشوشة، عبارة عن: «12 برميل جبس، وأسمنت أبيض، ولبن بودرة، وجهاز ضغط هواء، وماكينة طحن، وماكينة تصنيع برشام، وورق تغليف و500 علبة فياجرا، و2500 قرص فياجرا، و15 ألف قرص ماركة إم إم بى». ويضيف: «كنا نورد الأقراص إلى الصيدليات ثم محلات العطارة، وكنا نبيع تلك البضائع تحت أسماء لشركات عالمية فى مجال أقراص الفياجرا، وبدأت الأرباح فى الزيادة، واستطعنا تكوين ثروة كبيرة فى مدة قليلة، وواصلنا طمعًا فى المزيد، حتى تم إلقاء القبض علينا داخل المصنع». المنتجات المغشوشة بالصيدليات من جهته، قال الدكتور سامى فودة بهيئة شئون الصيدلية، إنه منذ ما يقرب من 5 أشهر، شنت الهيئة حملة بالتنسيق مع وزارة الصحة، وتم العثور على ما يقرب من 1250 علبة منشطات جنسية بصيدلة بمنطقة الخليفة غير صالحة للاستخدام، وما يقرب من 890 علبة فياجرا غير صالحة للاستخدام بصيدلية فى السيدة زينب، وما يقرب من 900 علبة منشطات جنسية، أغلبها فياجرا، مغشوشة، وما يقرب من 500 علبة أدوية أجنبية تحمل ماركات «إم إم بى» و«بيوك» الأمريكية وبداخلها أدوية ومنشطات جنسية غير صالحة للاستخدام الآدمى بصيدليات بمنطقة إمبابة وبمحافظة الدقهلية. وأضاف: «حين تم العثور على هذه الكميات، تبين أنها غير مسجلة بوزارة الصحة، وعلى الفور تم إغلاق الصيدليات، لكن تبين أن هناك العديد من الصيدليين يشترون المنشطات من أشخاص مجهولين، ربما كانوا تجار مخدرات وليس لهم علاقة بمجال الطب والصيدلية، لكن هذا فى النهاية يصبح الاثنان، التاجر والصيدلى، متهمين ويبحثان عن الأجر المادى، على الرغم من أن جريمة الطبيب أكثر بشاعة لأنه يعلم مدى تأثير دواء المنشط الجنسى المغشوش على المريض فهو يدمر الجهاز التناسلى بالكامل». حماية المستهلك من جهته، قال اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، إن هناك الكثير من المصانع التى تنتج منشطات جنسية مغشوشة، مشيرًا إلى أن الجهاز بالتعاون مع مباحث التموين ومسئولين من وزارة الصحة، أغلق ما يقرب من 25 مصنعًا منذ 3 شهور، وكان هناك مصنع بالمقطم ينتج يوميًا ما يقرب من 10 آلاف علبة منشطات جنسية وهمية، وتم ضبط ما يقرب من 500 علبة ترامادوال و800 علبة منشطات جنسية أخرى بمصنع بالمدبح بمنطقة السيدة زينب، وضبط مصنع ينتج 1600 علبة ترامادوال مغشوشة بمنطقة دار السلام. وقال اللواء مدحت عبدالله، رئيس مباحث التموين، إن المباحث تمكنت من ضبط ما يقرب من 3 مصانع منذ بداية عام 2015 وحتى الآن، وتبين أن هناك منتج منشطات جنسية يتم عرضه بشاشات التليفزيون، وهو يتكون من كمون، وتروج له ممثلة مشهورة على العديد من القنوات، وتم ضبط مصنع يقوم بصناعة المنشطات الجنسية من دهانات الحوائط، وآخر يصنعها من الجبس والدقيق.