كشفت مصادر من داخل حزب النور، عن كواليس المبادرة التى طرحها عدد من قيادات الحزب والدعوة السلفية برعاية المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة، لعقد جلسة مصالحة تنهى الخلاف التى نشبت مؤخرًا بين الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، والشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية والأب الروحى للحزب كما يصفه السلفيون. وقالت المصادر إن «الشحات» وعددًا من قيادات «النور» يحاولون تقريب وجهات النظر بين «مخيون وبرهامى»، بعد تزايد حدة الخلافات بينهما فيما يتعلق بقيادة الحزب، بسبب تحكم الأخير فى كل ما يخصه، وتحويل رئيسه لمجرد ستار بدون أى دور، وأشارت المصادر إلى أن «برهامى» أبلغ مشايخ الدعوة وقيادات الحزب بأنه صاحب الفضل فى تمكين «مخيون» من رئاسة الحزب، وهو من قدم له الدعم والمساندة اللازمة، لكنه مضطر للتدخل فى عدد من الأمور للحفاظ على الكيان الحزبى الذى يرفضه معظم أبناء الدعوة. ولفتت المصادر إلى أن «برهامى» يتعمد تهميش دور «مخيون» وأصبحت كل أمور الحزب تسير وفقًا لتوجيهاته وأوامره، ولم يبد رئيس الحزب أى اعتراض فى البداية، إلى أن فاض به الكيل، بعد أن أصبح ممنوعًا من الفصل فى أى شىء يخص الحزب دون الحصول على إذن من «برهامى» الذى دشن لوبى داخل الحزب لا ينصاع سوى لأوامره وتعليماته، وهو ما فجر عدة صدامات بين الاثنين، واعتبره أعضاء الحزب وأنصار «برهامى» تمثل خطرًا على الدعوة والحزب، لما يترتب عليه من آثار سلبية تهدد بانشقاقات كما حدث فى السابق، خاصة فى ظل وجود تيار قوى داخل الدعوة بقيادة مؤسسها الشيخ إسماعيل المقدم يرفض وجود حزب النور، ويسعى لإبعاد أبناء الدعوة عن الأنشطة السياسية، ويطالبهم بالتفرغ للدور الدعوى فقط، استنادًا إلى الأزمات التى تعرضت لها الدعوة وشيوخها عقب الإطاحة بنظام الإخوان ومساندة حزب النور للنظام الحالى. وأكد المصادر أن القيادات السلفية تعمل على التحضير للقاء يجمع بين «مخيون وبرهامى» برعاية «الشحات» وبعض قيادات النور، لإنهاء خلافاتهما، لتفادى آثارها السلبية على الحزب والدعوة معًا، ولعدم إعطاء الفرصة للمتربصين بالسلفيين وقياداتهم استغلال هذا الخلاف للنيل من الطرفين، وضرورة توحيد الصف خلال تلك الفترة التى تشهد هجومًا على أبناء التيار السلفى. ونبهت المصادر إلى أن الخلاف بين «مخيون وبرهامى» بدا واضحًا خلال الفترة الماضية بعد أن أصبح الأخير هو الرئيس الفعلى لحزب النور، وأصبح يعقد لقاءات دورية مع قياداته وأعضائه، ويعطى تعليمات لإدارة شئون الحزب، وأصبح المسئول عن تحديد الكوادر والقيادات ودور كل شخص.. بما فيهم «مخيون» نفسه.