*الحزب يتعامل مع المرشحين الأقباط باعتبارهم «جيفة».. والصيرفى يكذب بادعاء انضمامنا ل«النور» *مساع لتوريط الكنيسة والبابا سياسيًا.. وسنسعى لإسقاط المرشحين المسيحيين على قوائم الحزب بعد إعلان حزب النور السلفى رسميًا عن إجرائه مفاوضات مع عدد من الأقباط، لإقناعهم بالترشح على قوائمه، فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، اشتعلت الحرب بين الحركات القبطية، لتتخطى الساحات الإعلامية، والتصريحات الصحفية، إلى الاتهامات بالتآمر، وتوريط الكنيسة، وزادت حدة الجدل، مع نشر «الصباح» تصريحات لمؤسس حركة «أقباط 38»، نادر الصيرفى، التى أكد فيها أن رابطة «حماة الإيمان» القبطية، تتفاوض مع «النور» أيضًا. وفى حوار ل«الصباح»، رد رئيس الرابطة، مينا سامى، مدرس اللاهوت الدفاعى فى معهد «دراسات الكتاب المقدس»، على ما ذكره الصيرفى، مؤكدًا أنه غير صحيح، كما اتهمه بالكذب، والتلاعب بالألفاظ، فى محاولة لتوريط الكنيسة فى السياسة، كما هدده بالكشف عن العديد من المفاجآت الخاصة بموقفه من العقيدة الإسلامية، والتى قال إنها «تهز صورته لدى شباب السلفيين، ما قد يدفعهم إلى إسقاطه فى الانتخابات». • ما ردك على ما ذكره مؤسس رابطة أقباط 38 حول مفاوضات بينكم وبين حزب «النور» للترشح على قوائمه؟ - فى البداية أؤكد أن الجريدة لم تفبرك الخبر، لكن «كُذب عليها»، لأن نادر الصيرفى، مؤسس رابطة «أقباط 38»، تعمد ترويج هذه الشائعات، وهو اتصل بى الأسبوع قبل الماضى، وقال لى ضاحكا «عملت فيك مقلب، وقلت لوسائل الإعلام إن هناك مفاوضات بين رابطتكم وحزب النور للترشح على قوائم السلفيين»، ولأن موقفنا واضح، لم أهتم، لكن عندما قرأت الحوار المنشور معه، قررت الرد، وتوضيح أن الصيرفى تلاعب بالألفاظ كعادته، فى محاولة لتوريط الحركة، وإطلاق الشائعات، وهو أمر يجيده منذ زمن، ولم تحدث أى مفاوضات أو اتصالات مع «النور» بهذا الشأن، فالتفاوض معنا شرف لن نمنحه للنور، وعار لن نلحقه بأنفسنا. • لكن المنسق الإعلامى للرابطة، مينا جورج، صرح بأنه يتفاوض مع الحزب السلفى؟ - هذا التصريح كان مفبركًا على لسانه، ووقتها لم نهتم بالرد. • لماذا هذا الرفض من جانبكم لترشح الأقباط على قوائم «النور»؟ - «النور» يتعامل مع الأقباط الذين سيترشحون على قوائمه، باعتبارهم «لحم ميت» أو «جيفة»، وهذا حسب تأكيدات قيادات الحزب، الذين يعتبرون أنهم «مكرهون» على ضم الأقباط لقوائمهم رغمًا عنهم، من باب «الضرورات تبيح المحظورات». والعلاقة بين «النور» والأقباط المرشحين على قوائمه مثل زواج المتعة، كل طرف يسعى فيه لتحقيق غرضه من الطرف الآخر، وكل قبطى يترشح على قوائم «النور» عليه علامات استفهام، مثل السيدة التى ظهرت فى الفضائيات، تتباهى بانتمائها للحزب، رغم أن الجميع يعلم أنها تعانى من مشاكل نفسية خطيرة، ف«النور» كان يقصد اختيار أشخاص بملامح معينة كمرشحين له، والدليل اختياره للصيرفى. اختار الحزب الأقباط على أساس موقفهم من الكنيسة، ورغبتهم فى الوصول للسلطة، والدليل أنه لم يقبل انضمام الصيرفى رسميًا له، إلا بعد اجتياز اختبارات المناظرات، والرد على الأقباط الذين يرفضون الانضمام لقوائم السلفيين، وهذا الاختبار نجح فيه الصيرفى بامتياز، لما يتمتع به من ذكاء ومراوغة وقدرة على التلاعب بالألفاظ، واستطاع هزيمة كل من ناظرهم، وكان شرط الحزب أن يعقد نادر مناظرات مع شخصيات بعينها، يعرفون أنه سيهزمها، وبنجاحه انضم رسميا للحزب. • لماذا لم تناظره أنت؟ - كان مفترضًا أن أناظره، واتفقنا على ذلك، لكن علمت منه أن الحزب منعه من عقد المناظرة، وطالبه بعدم التورط فى الظهور معى إعلاميًا، وأنا أتحداه وأتحداهم أن يقبلوا مواجهتى، لأنهم يدركون أننى أستطيع مواجهتهم بالحجة، وليس بالاتهامات والتصريحات الرنانة، التى يلجأ إليها البعض، كما فعلت إحدى الصحف التى أرادت حرق أقباط حزب «النور»، فادعت أنهم حصلوا على أموال للترشح على قوائم السلفيين، وأنا أؤكد أنهم لم يحصلوا على أموال بعد، لكن «النور» يختار أشخاصًا لديهم عوار سياسى فى مواجهة الصيرفى، ويراهنون على تلاعبه بالألفاظ، الذى أستطيع كشفه بسهولة. • تقول إن «النور» ركز على أقباط مختلفين مع الكنيسة، رغم أن الصيرفى تصالح مع الأنبا بولا، وعلاقته بالكنيسة حسنة؟ - هذا صحيح، لكن صلح نادر مع الكنيسة كان بوساطة منى، ورعاية حركة «حماة الإيمان»، حيث تقابلنا معه، وناقشناه فى أوجه الخلاف، ووقعنا وثيقة خاصة بالأحوال الشخصية للأقباط، وانتهت أزمته مع الكنيسة، ورغم ذلك نجح فى توريطها فى أمور سياسية، عندما قال مؤخرًا إنه سيرحل عن حزب «النور» لو البابا طلب منه ذلك، وإن الكنيسة وافقت على ترشح الأقباط على قوائم «النور»، كما استغل تصريحات الأنبا بولا، حين قال إن السلفيين «فصيل وطنى حتى النخاع»، وهو كان يقصد ثباتهم على مبادئهم، وليس المعنى الحرفى للكلمة. • كيف تتهم الصيرفى بتوريط الكنيسة رغم أن قياداتها وافقت على ترشح الأقباط على قوائم «النور»؟ - قداسة البابا تواضروس الثانى رجل دين، وليس رجل سياسة، ولا يجب توريطه فى تصريحات سياسية ليست لها علاقة بالكنيسة، وتحميل تصريحاته أكبر مما تحتمل، والبابا سبق أن وافق على خارطة الطريق، وهو رجل يحترم القانون، فكيف سيعارض ترشح الأقباط على قوائم «النور» رغم أن القانون يسمح بذلك؟، وهذا هو التوريط الذى أقصده. • لكن الجميع يعلم أن الأقباط يتبعون معظم توجيهات الكنيسة؟ - بالضبط، وهذا ما يستغله الصيرفى، فهو أراد توريط الكنيسة، واستغلال تصريحات رجالها لخدمة مصالحه، لأنه يدرك أن الأقباط يطيعون قداسة البابا، ويقصد استغلال الأقباط عن طريق كنيسته، لكن موقفنا من حزب «النور»، الذى لا يؤمن بالمواطنة، ولا يعترف بحقوق الأقباط إلا بالكلام، معروف، ولا يجدى تلاعب الصيرفى فى إخفاء عوار حزبه. • هل ترى خطأ فى القوانين التى تلزم القوى السياسية بضم الأقباط كمؤسسين فى الأحزاب أو مرشحين فى الانتخابات؟ - بالطبع لا، فالمشرع كان يسعى لتحقيق التآلف بين جميع أطياف المجتمع، ولم يكن يتوقع أن يكون هناك من لديهم الاستعداد لبيع ضمائرهم، وتغيير معتقداتهم وقناعتهم، من أجل الوصول إلى الكرسى. • لماذا تصب غضبك على الصيرفى وحده؟ - لأنه الأشهر بين المتقدمين، والأذكى، والأقدر على التلاعب بالألفاظ، وفور الإعلان عن كل الأسماء، سوف نواجههم أيضًا. • لكنه قال فى تصريحاته إن الحزب سياسى، ولا علاقة له بالعقيدة؟ - هذا صحيح عندما لا تؤثر العقيدة على حقوق المواطنة، لكن عندما تصبح المواطنة جزءًا من هذا الخلاف، هنا يكون للحديث معنى آخر، وسلفيو حزب «النور» انتزعوا حقوق الأقباط، حتى حرموا تهنئتهم بالأعياد، فكيف سيدافعون عنهم فى البرلمان؟، وكيف سيطالبون بحقوق أفراد هم غير مقتنعين بحقوقهم؟. وأنا أعلم أن هناك سلفيين على المنهج السلفى الصحيح، الذى يرعى حقوق الأقباط، التى أقرها الدين الإسلامى، بينما أنكرها السياسيون، فأنا أحترم السلفى الذى يتخذ السلفية كمذهب دين، وليس كوسيلة يستغلها كسلطة أو فى حزب. • اتهم الصيرفى الحركات التى تهاجمه بأنها تسعى لأخذ مكانة «أقباط 38».. ما ردك؟ - عن أى مكانة يتحدث، لو كان يقصد الخلاف مع الكنيسة، فقد تراجع عن موقفه، واعتذر للأنبا بولا، وهذا موثق، وهو وقع على وثيقة الصلح، فنحن نهاجمه بسبب مواقفه السياسية، لأنه يدعى أنه يمثل الأقباط، وهذا غير صحيح.