كشفت مصادر جهادية ل«الصباح»، عن إرسال تنظيم «داعش» الإرهابى مجموعة من مقاتليه الأجانب إلى مصر، تضم 200 شخص من جنسيات شيشانية، وأوكرانية، وفرنسية، يطلق عليهم اسم «كتيبة الأنصار»، التى يقودهم السعودى حارث الدقان، مؤكدة أن «هذه الكتيبة سبق لمقاتليها خوض معارك فى ولاية الرقة بسوريا، قبل أن تسافر إلى ليبيا، للقتال فى صفوف تنظيم أنصار الشريعة، ومنها جاءوا إلى مصر». وأوضحت المصادر، التى تحتفظ الصباح بشخصيتها، أن المقاتلين دخلوا مصر على 4 دفعات، خلال الفترة التى أعقبت مبايعة أنصار بيت المقدس ل«داعش»، وإعلان ما يسمى ب«ولاية سيناء»، وهو الإعلان الذى جاء عقب تعرض الجماعات المتطرفة فى شبه جزيرة سيناء لخسائر بشرية، بسبب الضربات التى توجهها القوات المسلحة لها، وكان أبرز تلك الخسائر تصفية ثلاثة من خبراء تصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة فيها، وهو ما أفقد التنظيم أفضل عناصره المدربة. وأكدت أن تنظيم «داعش» لديه فائض من المقاتلين الأجانب القادمين من أوروبا، الذين بايعوه على السمع والطاعة، و«بالتالى ليس لزامًا على التنظيم أن يبقى عليهم داخل سوريا أو العراق، وإنما يمكنه إرسالهم لدعم تنظيمات أخرى بايعته، بعد أن يقوم بتدريبهم داخل معسكرات المستجدين، حيث أرسل عددًا منهم لدعم أنصار الشريعة فى ليبيا، ومجموعة أخرى إلى مصر لتحويل سيناء إلى إمارة إسلامية، وفقا لمخطط الإخوان فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى». وأضافت: «فى المقابل يحتفظ داعش بالمجاهدين اليمنيين والسعوديين فى العراقوسوريا، نظرًا لقدرتهم على تحمل ظروف الحرب فى البلدين»، مشيرة إلى أن «المقاتلين الأجانب دخلوا مصر بشكل شرعى، من خلال المنافذ الرسمية، لأن أسماءهم غير مدرجة على قوائم الإرهاب، وهو سبب إضافى دفع داعش إلى الاعتماد على هذه الفئة فى التنقل بين الدول العربية، ونقل رسائل أبو بكر البغدادى إلى بقية التنظيمات التى بايعته». وأوضحت أن «هناك أجانب جاءوا إلى مصر بشكل فردى، للمشاركة فى القتال على أرض سيناء، بعدما شعروا بأنهم يقضون المزيد من الوقت فى قتال مجموعات جهادية أخرى داخل الأراضى السورية»، مضيفة أن «سبب ظهور المجموعات الأجنبية بين صفوف بيت المقدس، فى الوقت الحالى، هو دعوة المجاهدين والباحثين عن الجهاد حول العالم للانضمام إليهم، لقتال القوات المتواجدة فى سيناء، وتأكيد أن داعش له وجود فعلى داخل مصر، وأن سيناء تحولت إلى إمارة إسلامية». وشددت على أن «تواجد المقاتلين لن يستمر طويلًا، عقب نشر صورهم، باعتبار أن الأجهزة الأمن رصدتهم، مما يجعلها ستفرض المزيد من الرقابة على البعثات الأجنبية، والوفود السياحية التى تصل من الخارج، ولن يتبقى سوى هذه المجموعة المتواجدة من قبل فى سيناء، ويصعب تمييزهم عن مواطنى شبه الجزيرة، خاصة أن المصدر الأساسى والرئيسى لإمداد التنظيم بمقاتلين جدد، هم بدو سيناء، حيث يعتبر الشاب غير المتعلم وقود النار التى تحرق بها هذه الجماعات الدولة». وقالت: إن كتيبة الأنصار، التى بث تنظيم «بيت المقدس» فيديو لتحركات أعضائها فى سيناء، تختبئ جنوب مدينة العريش، بالقرب من جبل الحلال، الذى يستضيف معسكرًا لتدريب المستجدين من شباب سيناء، والعناصر القادمة من الصعيد والشرقية، فيما تتنقل العناصر الأجنبية بين قرية المهدية، وجبل الحلال. ومن جهته، أكد المنشق عن التنظيمات التكفيرية، إبراهيم السوركى، فى تصريحات ل«الصباح»، ظهور عدد كبير من الأجانب فى العريش، قرب معاقل «بيت المقدس»، وعلى الطريق الدولى، بصحبة أعضاء فى التنظيم، وفقًا لشهادات مقربين منه، موضحا أن عددهم يتراوح من 100 إلى 300 شخص، وهم يظهرون فى تجمعات وحفلات «شواء»، لتشتيت انتباه الأهالى، وإبعاد شبهة الانتماء للجماعات المسلحة عن أنفسهم، خاصة بعدما أبلغ عدد من الأهالى قوات الجيش عن وجود أجانب بصحبة أشخاص محسوبين على التنظيم، وأنهم نفس الأشخاص الذين ظهروا فيما بعد فى الفيديو والصور التى بثها التنظيم على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعى. وقال: إنه «من واقع متابعته للمنتديات الجهادية، والأخبار التى تنشر عليها، حول ظهور مجموعات وكتائب جديدة، يرى أن كتيبة الأنصار هى ذات الكتيبة التى نفذت العديد من الاغتيالات السياسية ضد قيادات جبهة النصرة فى سوريا، وتنظيم القاعدة فى العراق، بالإضافة إلى عمليات الخطف التى شهدتها ليبيا خلال الفترة الماضية، وهم يعملون على طريقة المرتزقة، لكن دون مقابل، لأنهم ينفذون هذه العمليات على سبيل الجهاد، وأغلبهم جنود سابقين، وبعضهم حارب فى أفغانستان، ضمن وحدة المقاتلين الصفوة، قبل أن ينتقلوا إلى سورياوالعراق عقب مقتل بن لادن، وظهور تنظيم داعش، وإعلانه الخلافة الإسلامية، مما دفعهم إلى تأييد أبو بكر البغدادى. ولم يستبعد السوركى تورط الكتيبة فى العملية الإرهابية التى شهدتها مدينة العريش مؤخرًا، خاصة أن عدد أعضاء «بيت المقدس» المؤهلين لتنفيذ هذا النوع من العمليات لا يتخطى ال30 فردًا، فى حين أن العملية شارك فى تنفيذها قرابة ال100 فرد، وفقًا لتصريحات قيادات التنظيم. وفى سياق متصل، قال خبير الحركات الإسلامية، سيد جبر إن نشر صور المقاتلين الأجانب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة بتنظيم «بيت المقدس» فى هذا التوقيت، هو رسالة من «داعش» لإثبات مدى قوته، وتأكيد أنه تنظيم عالمى، له أفرع فى كل الدول، وفقًا لمفهوم الخلافة، «كما تشير الصور إلى أنهم مجموعة من المرتزقة، لا علاقة لهم بالجهاد، لكن وجودهم داخل مصر يطرح تساؤلًا مهمًا، وهو من أين أتت هذه العناصر؟، وكيف دخلت البلاد؟».