*الأهالى يبحثون عن «الصرف الصحى» لإنقاذهم.. ويشكون تجاهل رئيس الوزراء لاستغاثتهم شوارعها امتلأت بمياه المجارى، ومياه الشرب بها اختلطت بمياه الصرف الصحى، بما يهدد بعودة أزمة التيفود إليها مرة أخرى.. هذا هو حال قرية البرادعة التى تبعد دقائق معدودة، عن مدينة القناطر الخيرية فى القليوبية، مسقط عائلة «شريف»، التى تنتمى لها والدة رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب. ويؤكد الأهالى أن محلب اهتم بالقرية بالفعل، وساهمت شركة المقاولين العرب، التى كان يرأسها فى عام 2009، فى إنشاء محطة الصرف الصحى فى القرية، إلا أنه تجاهلها تمامًا عندما أصبح رئيسًا للوزراء، فلم يرد على استغاثات «أخواله» فى القرية، بعد أن أغرقت مياه الصرف الصحى بيوتهم، نظرًا لعدم افتتاح المحطة، رغم الانتهاء منها. الحاجة «مديحة.ح»، إحدى سكان القرية التى غرق بيتها فى مياه «المجارى»، قالت ل«الصباح»: «نعيش فى كابوس بسبب وصول مياه المجارى إلى غرفة النوم فى المنزل، ولا أحد يعلم متى ستشغل الحكومة محطة الصرف الصحى الجديدة التى تم الانتهاء منها منذ عامين»، مشيرة إلى أن الكارثة لم تنته عند هذا الحد، بل وصل الأمر إلى اختلاط مياه الشرب بمياه المجارى، مما تسبب فى إصابة ابنها الأكبر بالفشل الكلوى. وقال الحاج سيد زهران، ابن عمدة القرية السابق، إنه خاطب العديد من المسئولين فى المحافظة، وأكدوا له أن محطة الصرف الصحى الرئيسية على وشك التشغيل خلال الأيام المقبلة، موضحًا أن «البرادعة» تعد من أكبر قرى محافظة القليوبية، حيث يتجاوز سكانها حاجز ال50 ألف نسمة، مطالبًا الحكومة بأن توليها اهتمامها، حتى لا تعود أزمة التيفود الكارثية إليها مجددًا، بعد غرق بيوت القرية فى مياة الصرف الصحى واختلاط مياه الشرب بها. وفشلت الأجهزة الأمنية بمحافظة القليوبية فى إتمام تنفيذ 10 مشروعات للصرف الصحى يستفيد منها أكثر من 35 قرية بالمحافظة لاعتراض الأهالى على إتمامها بسبب أزمة ملكية منطقة أرض محطة المعالجة النهائية مع عدم قدرة الجهات الأمنية على نزع الأراضى بالقوة لإتمام المصلحة العامة. وعلمت «الصباح» من مصادر مطلعة بوزارة الإسكان أن هذه المشرعات تجاوزت تكلفتها المليار جنيه حتى الآن.. فيما لم تستطع أجهزة الدولة، وتحديدًا محافظ القليوبية تشغيلها حتى الآن، بحجة أن الشرطة غير قادرة على التعامل مع المواطنين الخارجين على القانون وتنفيذ خطوط الطرود وإنشاء محطات المعالجة النهائية. وكان المهندس إبراهيم محلب قال ل«الصباح» عندما كان وزير الإسكان والمرافق، إنه يولى اهتمامًا كبيرًا بقرى القليوبية، وخاصة قرية والدته، وأنه بالفعل تم الانتهاء من تنفيذ كل مشروعات المياه والصرف الصحى المتوقفة، وقريبًا سيتم التشغيل. المهندسة زينب منير، رئيسة الجهاز التنفيذى لمشروعات المياه والصرف الصحى بالقاهرة الكبرى، قالت: إنها غير قادرة على استكمال المشروع بسبب اعتراض بعض الأهالى غير الراغبين فى إتمام المشروع ومنعهم لجنة نزع الملكية من مباشرة عملها والتعدى عليهم، وعدم قدرة محافظة القليوبية للتصدى للخارجين على القانون، بما يعد ذلك توقف للمصلحة العامة للأهالى. ووفق المستندات، تشمل المشروعات المتوقفة فى محافظة القليوبية مشروعين فى مركز بنها يخدم 6 قرى تم الانتهاء من 65 فى المائة منهما، ومشروع بمركز طوخ يخدم 6 قرى أيضا، وتم الانتهاء من 50 فى المائة من التنفيذ، ومشروع مركز القناطر الخيرية ل4 قرى، وتم الانتهاء من 42 فى المائة منه، ومشروع الصرف الصحى بقليوب الذى يضم 3 قرى تم الانتهاء من 80 فى المائة منها بالإضافة إلى مشروع شبين القناطر لقريتين تم الانتهاء من 50 فى المائة من مراحل التنفيذ ومشروع مركز الخانكة لأربع قرى لم تستطع المقاولون العرب تنفيذ أكثر من 2 فى المائة منه فقط بسبب المشاكل الأمنية، ومشروعين بشبرا الخيمة يخدمان 12 قرية تم الانتهاء من 90 فى المائة من مراحل التنفيذ، وكل هذه المشروعات لم يستطع محافظ القليوبية مساعدة شركات المقاولات فى تنفيذها حتى الآن بحجة عدم قدرة قوات الأمن على التعامل مع الخارجين على القانون. واتهم عبدالمجيد أبو أحمد، أحد أهالى قرية البرادعة، الحكومة الحالية ومحافظ القليوبية بالتقاعس عن أداء مهامهم الأساسية بما ينبئ بأزمة جديدة تجتاح كل قرى القليوبية، وعلى رأسها قرية البرادعة التى قاربت مياه «المجارى» الاختلاط بمياه الشرب بالقرية، وبالتالى تنفجر أزمة لن تقدر عليها الحكومة مجددًا، حسب قوله، مشيرًا إلى أن المحافظ غير قادر على معاونة الشركة المنفذة لاستكمال تنفيذ المشروع ولم يستطع حماية موظفيهم من بطش الأهالى الخارجين على القانون.