*ثلاث ساعات من التحقيق أمام «الأمن الوطنى» تنتهى بإطلاق سراحهم ومصادرة كتبهم *إسماعيل: «الأزهر» أكد مخالفة الكتب المضبوطة معهم للشريعة الإسلامية *الهاشمى: حيازة تربة كربلاء أو الكتب الشيعية لا تهدد الأمن القومى فور هبوط الرحلة الجوية القادمة من العراق فى مطار القاهرة الدولى، احتجزت السلطات الأمنية 35 مصريًا عائدين من زيارة مراقد آل البيت، والعتبات الشيعية المقدسة، فى مدن النجف الأشرف، والكاظمية، وكربلاء، والكوفة، وبعد 3 ساعات كاملة من التحقيق مع الوفد الشيعى، حول أسباب الزيارة، تم إطلاق سراحهم، لكن ظلت كواليس الزيارة غير معروفة. من جهتها، حاولت «الصباح» كشف تفاصيل الزيارة من بعض المطلعين عليها، بينهم وليد إسماعيل، منسق ائتلاف مدافعى أهل البيت والصحابة، الذى أكد أن «الوفد كان على رأسه القطب الشيعى زكريا حسين، الذى تشيع منذ ما يقرب من 10 أعوام، وهو يقيم فى الصعيد، ولعب دورًا فى نشر الفكر الشيعى فى سوهاج، عبر دورات أسبوعية فى منزله، وبالفعل نجح فى ضم 10 أشخاص، بينهم الشيخ علي السيد، ومدحت علي، وأحمد حسين، ووليد عبدالعال». وأضاف: «الغرض من الزيارة كان الاحتفال بأربعينية سيدنا الحسين، التى يحتفل بها الشيعة سنويًا فى شهر ربيع الأول، بالذهاب إلى كربلاء العراق، لزيارة مقام الحسين، وأى شيعى يذهب إلى هناك، يحصل على تربة كربلاء، لاستخدامها فى الصلاة داخل الحسينيات»، وأوضح «عند عودة الوفد الشيعى من العراق، كان بحوزتهم مجموعة من الكتب الشيعية، منها ليالى بيشاور للمرجع الإيرانى محمد الموسوى الشيرازى، ومرجعيات الشيعة للمؤلف الإيرانى محمد الطوسى، بالإضافة إلى تربة كربلاء، ومبالغ نقدية تصل إلى مليون جنيه، حصلوا عليها خلال الزيارة». وتبين من جوازات السفر الخاصة بأعضاء الوفد، أنهم سافروا إلى العراقوإيران فحسب، وتمت مصادرة المضبوطات بحوزتهم، بعد انتهاء التحقيقات معهم، وإرسال الكتب إلى مشيخة الأزهر، التى أكدت مخالفتها للشريعة، وبحسب إسماعيل، فإن «كل أعضاء الوفد كانوا من الرجال، وتتراوح أعمارهم بين 25 و45 عامًا، ولم يكن بينهم صوفى واحد». ومن جهته، أكد علاء السعيد، عضو ائتلاف المدافعين عن أهل البيت والصحابة، أن «زيارات الشيعة المصريين إلى العراق ليست جديدة، فهم يسافرون إلى مدينة كربلاء لحضور أربعينية الإمام الحسين»، مضيفًا «كان الوفد الأخير كبش فداء، لاستكشاف ما إذا كان سيتم السماح لهم بالسفر أم لا، ففور إطلاق سراح أعضاء الوفد، وعودتهم إلى الصعيد، سافر وفد آخر يضم عددًا من القيادات الشيعية، على رأسهم أحمد راسم النفيس، والشيخ عماد قنديل، اللذان توجها إلى إيران فى ختام مشاركتهما فى أربعينية الحسين، وهناك حضروا اجتماعًا مخصصًا لحصر أعداد المصريين الذين تشيعوا خلال الفترة الماضية». وأشار إلى أن «رحلة الوفد الشيعى للعراق، بدأت بزيارة مقام الإمام الحسين، وهناك يحصلون على تربة كربلاء، ثم يؤدون صلاة الجنازة على الإمام، ويدعون له، كما يرشون ماء ورد على المقام، وبعدها يصلون 4 ركعات على روحه، ثم يستمعون إلى القرآن الكريم لمدة 3 أيام، ويعلنون الحداد، وخلال مراسم العزاء يتم توزيع الكتب الشيعية عليهم، وتوزيع اللحوم على الفقراء». وقال القيادى الشيعى، طاهر الهاشمى، عضو المجمع العالمى لآل البيت، إنه كان فى استقبال الوفد الشيعى عند عودته إلى المطار، كما كان فى وداعه عند السفر، مؤكدًا «سافروا إلى العراق للمشاركة فى الاحتفال بأربعينية الحسين، فمن حق كل شخص الاحتفال بمعتقداته، وممارسة الطقوس التى يؤمن بها، وفور عودتهم إلى القاهرة، فوجئنا بإلقاء القبض عليهم، لأنهم ينتمون إلى المذهب الشيعى، لكن تم الإفراج عنهم، بعد التأكد من عدم تشكيلهم أيه خطورة على الأمن، فتربة كربلاء أو كتب الشيعة لا تمثل خطرًا على الأمن القومى». وأكدت مصادر أمنية فى مطار القاهرة الدولى ل«الصباح»، أن قطاع الأمن الوطنى، هو الجهة التى تولت التحقيق مع الوفد الشيعى، مشيرة إلى أن «نتائج التحقيق معهم سرية، لكن تم مصادرة كل ما كان بحوزتهم، كما وضعوا تحت الرقابة، عقب إطلاق سراحهم».