*بدأ مشوار النصب بتأسيس شركة متخصصة فى تداول العملات الأجنبية *«الضحايا»: «مهند» ضحك علينا.. وبيعنا اللى ورانا واللى قدامنا لا أحد فى الإسماعيلية والمحافظات المجاورة يغيب عن ذهنه اسم «مهند»، ذلك الشاب الثلاثينى، الذى ذاع صيته بفضل توظيفه لأموال المواطنين مقابل ربح هائل يحصلون عليه خلال ثلاثة أشهر فقط، وبفضل إعلانه عن سيارات «زيرو» يتم بيعها بنصف سعرها تقريبًا، بشرط أن يدفع العميل المبلغ، ويستلم السيارة بعد 90 يومًا من تاريخ تسديد المبلغ. «مهند».. اسم مستعار لشخص يبلغ من العمر 33 سنة، ومقيم بالكيلو 14 بدائرة القنطرة غرب، ويلقبونه ب «ريان الإسماعيلية»، بعدما استولى على مبلغ 50 مليون جنيه من الأهالى، وهرب إلى إحدى الدول الأوروبية. قبل أن يهرب «مهند» أنشأ شركة بمنطقة الكيلو 14 بالإسماعيلية، وتركها لثلاثة من مساعدية لاستكمال نشاطه، ينتمون لقبيلة «البياضية»، وهم أبو طالب عويضة، ومهدى عويضة، وشريك لهم يدعى عباس البياضى. قبل أيام تمكنت مباحث الإسماعيلية من القبض على أبى طالب عويضة، وأمرت بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بتهم النصب على المواطنين وتأسيس شركة بدون سند قانونى متخصصة فى توظيف الأموال، وذلك بعدما تمكن من النصب على عدد كبير من المواطنين ورجال الأعمال، مدعيًا صلته بكبار المسئولين، متظاهرًا بالاتصال بهم تليفونيا، حيث يقوم بتسجيل أرقام وهمية بأسماء كبار الشخصيات. أحمد سالم أحد أبناء القنطرة غرب سرد ل «الصباح» قصة مهند، قائلاً: «هو من أكبر المتخصصين فى عمليات توظيف الأموال التى شهدتها مصر بعد «الريان»، ومارس هذا النشاط بتوسع فى محافظة السويس، كما قام بافتتاح معرض لبيع السيارات «الزيرو» بأقل من سعرها التجارى، حتى نجح فى تكوين إمبراطورية «مهند» على حد قوله، بعدما أوهم أهالى القنطرة بأنهم يستطيعون استلام سيارة «زيرو» فى غضون ثلاثة أشهر، نظير دفعهم مبالغ زهيدة، كما طرح على الأهالى بديلا آخر أن أى شخص بإمكانه استرداد أرباحه بفائدة تصل إلى 60% و75%. واستطرد «سالم»: عندما ازداد الضغط عليه، فكر فى حيلة خبيثة زاعمًا أنه لا يتاجر فى السيارات فقط، وإنما فى بورصة الأوراق المالية، وبدأ يردد أنه سيترشح فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وجميعها أقاويل كاذبة- بحسب وصفه- كى يطمئن المواطنون بأنه لا يغادر مصر، بعدما ترددت أقاويل عن هروبه خارج مصر. وقال سليمان على- أحد أهالى القنطرة: أبو طالب شريك «مهند» تبرع بماله لإدخال المياه لقرية النصر، كما تبرع بخمسين ألفًا لكل مركز من مراكز الشباب فى مدينة القنطرة غرب، ولم يتوقف سخاء هذا الرجل عند هذا الحد، بل تبرع بسيارتى نقل لمشروع حفر قناة السويس الجديده بقيمة مليون وسبعمائة وخمسين ألف جنيه. وتابع: «أبو طالب لم يكن بهذا الثراء منذ ثلاث سنوات حتى ظهور مهند «ريان جديد فى القنطرة غرب» الذى كان سببا فى تدفق هذا الكم الهائل من السيولة النقدية مقابل أرباح تصل إلى 75% دون وجود أى مشروع حقيقى يكون سببًا فى هذه الأرباح، لكن الظروف الاقتصادية وطمع الأهالى جعلهم فريسة للريان مهند. فى السياق ذاته، التقط مسلم محمود، أحد أبناء المنطقة، أطراف الحديث، قائلاً: كل ما أخشاه أن تؤدى هذه الجريمة إلى عزوف التجار وأصحاب الأموال عن الاستثمار وبناء المصانع. وأضاف مواطن آخر: «ليه أرضى ب 12% أرباح البنوك والسندات، وأنا أقدر أعطى أموالى ل «مهند» وأكسب من 50 % إلى 75% من رأس المال، وأعيش على كده بس برضو أصحاب الأموال هم المستفيدين فقط، فكلما زاد المبلغ فى الحالتين زاد العائد والناس مش لاقيه تاكل». وقال أحد المواطنين بمركز القصاصين بالإسماعيلية: إن عائلته أعطت مهند 520 ألف جنيه، لاستلامها مضاعفة بعد مرور 3 أشهر، ولكن قبل الميعاد تم القبض على ممثلى شركة «مهند». قصة «مهند» بدأت منذ ثلاث سنوات فى محافظة السويس عندما أسس شركة «ماركت واتش إيجيبت» فى شارع فندق عرفات ببورتوفيق، فى مجال تداول العملات الأجنبية، وقدم عروضًا لاستثمار الأموال، تصل أرباحها إلى 65% من خلال عرض «حصالتك»، الذى يستمر لمدة 3 شهور فقط عن طريق فتح حساب بقيمة 300 دولار، وبعد مرور شهرين من بداية التداول يمكنك استلام 200 دولار أرباح، وبعد الانتهاء من الثلاثة أشهر يمكنك استرداد 300 دولار مضافًا إليها الأرباح المحققة خلال الأربعة أشهر، أو فتح حساب تجارى بقيمة 50% من ثمن السيارة مقابل الحصول على السيارة، بعد 4 شهور. ولكن إغراءات «مهند»، الذى كان يعمل طبيبًا بيطريًا، أجبرت كثيرًا من المواطنين على بيع منازلهم وسياراتهم وممتلكاتهم، على أمل تحقيق مكاسب، دون أن يعلموا مصير تلك الأموال المدفوعة، خاصة فى ظل عدم الحصول على أى ضمانات أو إثبات. والتزم «مهند» فى بداية الأمر مع عملائه بصرف العائد والأرباح، حتى ذاع صيته ومنحه عدد كبير من أهالى السويس مبالغ مالية تصل إلى 50 مليون جنيه، ثم هرب بالأموال للخارج، وحرر الأهالى محاضر بقيام «مهند» صاحب الشركة بالنصب عليهم، بعد أن جمع منهم مبالغ مالية كبيرة، حيث حررت ضده القضايا رقم 2014/902 جنح السويس شيك بنكى وصدر فيها الحكم بالحبس 3 سنوات، والقضية رقم 2014/692 جنح السويس شيك بنكى، وحكمت أيضًا بحبسه 3 سنوات، والقضية رقم 2014/3141 جنح السويس حبس 3 سنوات، والقضية رقم 2014/2593 جنح السويس جريمة نصب حبس 3 سنوات.