منذ تعيينه وزيرًا للخارجية خلفا لنبيل فهمى .. يقطع سامح شكرى أشواطًا من التألق والتوهج من خلال عمله وجولاته المكوكية .. بدأها بخطابه التاريخى أمام مؤتمر جدة عن مكافحة الإرهاب وإشادة الإعلام الأمريكى به ومعرفته بخطورة داعش على الشرق الأوسط، على عكس وزير خارجية واشنطن الذى تمنى الإعلام الأمريكى استبداله بسامح شكرى المصرى الذى وصفته بالمدرك للواقع وحجم خطورة الإرهاب فى الشرق الأوسط. ظهور شكرى البارز فى جدة لم يكن الأخير، ففى نيويورك كان اللاعب الأساسى للانتصار المصرى على كل محاولات تشويه ثورة 30 يونيو .. وكان الداعم الرئيسى لكل التحركات الدبلوماسية والمكوك الذى ساهم فى إيضاح الصورة كاملة للمجتمع الدولى ومنسق عام كل اللقاءات الكبرى مع كبار قادة الدول بالرئيس السيسى . جولة هنا وزيارة هناك.. رحلة ومفاوضات وسلسلة اجتماعات مع مسئولين ورجال أعمال بريطانيين، و لقاء مع رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون لا لشىء سوى تعزيز العلاقات الثنائية ومكافحة الإرهاب.. وغير مكتف بما تقدمه لندن من دعم معنوى بل تجاوز ذلك إلى مناقشة كاميرون فى الدعم الذى يمكن لبريطانيا أن تقدمه لمصر لمساعدتها فى مواجهة التحديات الحالية. فضلًا عن لقاءات لا حصر لها الهدف منها تشجيع الاستثمارات البريطانية على أرض مصر. ولم يتوقف عند هذا الحد بل طار إلى اليونان ليلتقى خلال نفس الأسبوع إيفانجلوس فينيزيلوس وزير الخارجية اليونانى و يوانيس كاسوليدس وزير الخارجية القبرصى واستطاع خلال جلسة واحدة إقناع الجانبين اليونانى والقبرصى بدعم مصر فى مواجهة التصرفات التركية المريبة، وهو ما نتج عنه صدور بيان موحد يندد فيه الأطراف الثلاثة بتصرفات تركيا تجاه تركيا ومصر.. بل تطور الأمر إلى اتفاق ثلاثى ناقش الترتيبات اللازمة لاجتماع آخر على مستوى الرؤساء، لبحث سبل التعاون بين الأطراف الثلاثة، والقضايا المتعلقة بهذه الدول ومناقشة التحول السياسى فى مصر. مكوك لا يهدأ و شعلة نشاط لا تنطفئ بحثًا عن صورة حقيقية لمصر فى العالم ومنعا لأى محاولات تشويه تشوب صورة القاهرة فى عيون الغرب .. نجاح يتلوه نجاح يؤكد أن الرجل أهل للثقة التى منحها له الشعب المصرى ليقوم بدور عجز آخرون عن تقديمه بعد الثورة.