-عملنا تحت ضغط وظروف قاسية بسبب صعوبة التصوير الخارجىبعد 30 يونيو -كنت أتمنى أن يشاهد خالد صالح نجاح الفيلم وحب الناس له فيلم يحقق أعلى الإيرادات.. تفاصيل وكواليس تصوير «الجزيرة »2 مع الراحل خالد صالح.. أسرار فيلم جديد يستعد لخوض دور رئيسى فيه مع النجم العالمى فاندام.. وموضوعات أخرى كثيرة كانت محور الحديث مع النجم أحمد السقا بطل فيلم الجزيرة الجزء الثانى.. حوار جسد فيه السقا تفاصيل ما دار فى كواليس العمل الذى حاز على أعلى نسب مشاهدة وعبر فيه عن عمق الحزن لرحيل خالد صالح ولماذا لايزال الإنتاج المصرى للأعمال التاريخية دون المستوى.. السقا فتح قلبه ل »الصباح « فى الحوار التالى: فى البداية أريد الحديث عن وجود جزء ثان من الجزيرة بعد 7 سنوات، رغم أننا فى مصر لم نتعود على فكرة الأجزاء؟ بالفعل فى مصر لم نتعود على وجود أكثر من جزء لكن الجزيرة عمل كان يفترض طرحه بعد الجزء الأول بثلاث سنوات، لكن الظروف السياسية هى التى جعلتنا ننتظر، وهى المعادلة الصعبة، فلا أحد يعلم إذا قدمناه وقتها هل سيكون بنفس الجودة؟ وهل كنا سنعرض هذه الفترة المهمة فى تاريخ مصر؟ فى كل الأحوال تأخيره جاء بفائدة لنا. ماذا عن أبرز صعوبات الجزء الثانى من الفيلم؟ بالتأكيد خاصة أنك تصور فى ظروف قاسية جدًا، ولكى تخرج من أجل التصوير الخارجى كانت مأساة، وبدون حب وصداقة فريق العمل الموجودين خلف الكاميرا وأمامها لبعضهم البعض لم يكن العمل ليخرج بهذا الشكل، والحمد لله التوفيق من عند ربنا. هناك العديد من الأزمات الإنتاجية التى واجهت العمل خلال فترة تصويره فكيف واجهتها؟ هى ليست أزمة إنتاجية بقدر ما هى تذليل عقبات تأخذ وقتًا، لأنك لا تصور فيلمًا فى غرفة مثلا، وهذا ما أسهله، لكنك تصور عملا كبيرا يحتاج لأعداد كبيرة، وتذهب إلى أماكن يكون خلفك 700 فرد يتحركون معك وليس كما ترى على الشاشة. وما حقيقة عرض السبكى للمشاركة فى العمل؟ هشام عبد الخالق هو منتج الفيلم، وحدث لغط كثير خلال فترة التصوير، ولم يكن هناك عروض بالمشاركة فى الإنتاج من أحد؛ وشائعة عدم وجود الإمكانيات المادية سمعناها لكن كنا نعمل تحت ضغوط صعبة كثيرة. الفيلم تحدث عن الجماعات الإرهابية مثل داعش، كما أن طرحه جاء بعد انتشار هذه الجماعات؟ الفيلم انتهى تصويره قبل ظهور داعش من الأساس، ومصممة الأزياء ناهد نصر الله كانت تحاول أن تختار ملابس لا تشبه أحدًا حتى لا يكون هناك إسقاط على أحد لكن هم من ظهروا بعد ذلك، وقال ضاحكا: «زى ما يكون منتظرين مشاهدة الفيلم حتى يرتدوا نفس الملابس». وهل نعتبره إسقاطًا على الإخوان؟ الفيلم لا يوجد به إخوان أو غيره ولا رمزية لأحد، لكنه إسقاط وليس مسميات لأى شىء، فهو عرض لوجهات النظر ولأيديولوجيات وليس فرض لأيديولوجيات معينة، وباختصار الجزيرة الجزء الأول قصة مستوحاة من الواقع والجزء الثانى هو الواقع الذى عشناه. وما أهمية عرض هذه النماذج والإسقاطات؟ هذا تاريخ وتأريخ لما حدث خلال الفترة التى شاهدناها منذ 24 يناير 2011 حتى منتصف 2012. لكن العمل سيطرت عليه النماذج السلبية؟ ليس كلها نماذج سلبية، فهناك عرض لمعدلات إيجابية مثل أحمد مالك والمستقبل المشرق، وهنا لديك التفاؤل، لكن العيون دائمًا تذهب إلى اللون الفاقع، ولا نشاهد الأجزاء الأخرى، لكن لابد أن نرى الأشياء عن طريق «fish eye» بزاوية 180 درجة وترى كل شىء حولك وتكون النظرة أكثر شمولية. الجزيرة فى الجزء الأول كانت جملة الختام أنها أصبحت خالية من المخدرات وفجأة فى الجزء الثانى أصبحنا نشاهد جزيرة بكل أساليبها السيئة بل وجد بها الجماعات الإرهابية فما تعليقك؟ أنت تتحدث فى وقت معاصر وكل هذا حدث فى مصر خلال الفترة التى تناولناها فى الفيلم، فنحن نتحدث عن أرض الواقع عن حدوتة حدثت بها أكثر من شىء ولا نضع فرضيات؛ لأن الفن هو الانتقاء من الواقع عن طريق إعادته وتأهيله وتقديمه للناس من خلال عمل فنى، والحد الأدنى من متطلبات السينما بشكل عام هو المتعة، وإذا حدثت متعة فهذا دليل نجاح؛ وإذا وجدت الفكرة فهو أنجح أكثر وأكثر. وهل ترى أن الجزيرة كعمل سينمائى أَرَّخ بالفعل لهذه الفترة؟ أتمنى أن يكون كذلك؛ حتى إذا جاء أولادنا بعد سنوات طويلة يجدوا فيه ما يمكن أن يفهموا من خلاله ماذا حدث فى مصر وقتها؛ أتمنى أن يكون الفيلم قد عرض ما حدث طبقًا للحقيقة. عرضت أن جهاز الشرطة به الكثير من الفساد كان على هوى قياداته؟ الجزء الثانى يتحدث عن رجل استقال بعد ذلك من جهاز الشرطة وبدأ يتحدث عن قضية شخصية ويتعامل معاملة إنسانية، خاصة بعد مقتل أولاده، ونحن لسنا مع أو ضد لكن نعرض وجهات النظر والمعادلات المواجهة لهم مثل عادل ومالك، ونعرض الفاسد والصالح فى الشرطة مثلما وقف معه ضابط وقال له: «لا يعجبنى أسلوبك فى العمل لكن مهمتنا أن نقدم المجرم إلى القانون». ولم تقلق من هجوم الداخلية ورجال الدين على العمل؟ «مش بخاف غير ربنا» فما الداعى للقلق من أى شىء فنحن نعمل لكى نسعد الجمهور، ولا أريد أن أضايق أحدًا، وأقدم ما يسعد الناس حتى لو به مخاطرة، والتاريخ يحاسبنى على ذلك والحمد لله نحن لا نخالف ضميرنا فيما عرضنا، وأعتقد أن الجميع شاهد ذلك. وهل شعر «الصعايدة» بالضيق من العمل؟ الصعايدة حبايبى وأجدع ناس، وهم صخر الجبل، ومبسوطين جدًا وفخور أنى انتميت لهم. ولماذا كان التركيز فى الثورة على من استغلوها فى فتح السجون وغيرها؟ هذا يوضح لك وجود عناصر اندست وسط الثورة وقاموا بتشويه صورة الثوار مثل منصور الحفنى فلماذا لم نأخذها من هذا المنطلق، وتحدثنا على أننا نعرض الثوار كالبلطجية، وهذا أمر خاطئ، فنحن نتحدث عن المندسين، وهذا ما حدث بالفعل؛ فهناك من كان يبيع البرشام ومن كان يسرق وغيره، وهذا موجود فنحن لا نعيش فى الحياة المثالية أو الجنة لكننا على أرض الواقع. قلت إن مالك كان الصورة الإيجابية فى العمل لكنه تحول وأصبح كبير الجزيرة فى النهاية؟ مالك كان المستقبل والتفاؤل وهو يحب والده لكنه يرفض سلوكياته وهذه هى الحقيقة، فطبيعى أن يحبه ويسانده رغم رفضه لسولكياته. مدة الفيلم الطويلة لم تجعلك قلقًا من شعور الجمهور بالملل؟ المدة طويلة بالفعل؛ لكن هل شعرت بذلك؟ فالسينما إيقاع والفن إيقاع أيضًا وفى فيلم «kill bill» كان مدته 6 ساعات وتم تقسيمه لجزأين، وفيلم «scar face» مدته أربع ساعات وعشر دقائق، و«تايتنك» والعديد من الأفلام الطويلة والتى لم تصب جمهورها بالملل؛ لأن كل هذا يتوقف على إيقاع مخرج وكاميرا ومونتير وتمثيل، فهناك أفلام ساعة ونصف لكنك تشعر أنها طويلة جدًا، وهذا هو الفرق. وهل حسبت قبل تصوير الجزء الثانى خطوة نجاحه من عدمه؟ الحياة مغامرة وأنا عملت شيئًا بضمير، ومعتمد على ربنا والحمد لله أننا نجحنا ووفقنا. نعرف مدى حبك لخالد صالح... ولكن هناك من قال إن نجاح الفيلم يعود لرحيله؟ نحن لا نريد أن نربط الحياة الدنيوية بقدر ربنا، ولكل أجل كتاب؛ وإذا كان هناك شخص حزين على وفاة خالد لن يكون مثلى، وكان نفسى يكون عايش لمشاهدة حب الناس له ومشاهدة نجاح العمل، ونحن أصدقاء منذ زمن وليس زمالة فن وبيننا عيش وملح ونصف تاريخى السينمائى معه.. ومازلت أقول «لو الرضا اللى عند خالد اتوزع على مصر هيفيض». النهاية المفتوحة للعمل إشارت إلى إمكانية وجود جزء ثالث.. فما حقيقة ذلك؟ النهاية المفتوحة هى نهاية فنية للصراع المتواصل بين الثلاثة وإسقاط على الواقع خلال هذه الفترة لكن لم نقصد بها جزءا ثالثًا، وأنا أداة تمثيل لا أستطيع أن أعطى لك وعد بوجود جزء ثالث من عدمه، فالمهم ماذا سنفعل به وليس فكرة وجود جزء آخر. وما حقيقة استبعاد الفنان محمود عبد المغنى من العمل؟ هذا كلام غير صحيح، لكن الإسكربت نفسه هو من فرض ذلك، ولا وجود لأى ضغائن أو أزمات والظروف هى من فرضت هذا، خاصة أنه كان من الممكن أن يذهب بنا الضابط الإيجابى لاتجاه آخر. وما الذى يحلم به أحمد السقا؟ بالستر والرضا وحب الناس وحسن الختام. وما الجديد فى فيلمك مع فندام وهل تبحث عن العالمية؟ لا أبحث عن العالمية، وبحلم بحب الناس، وهذا أقصى طموحى، وفيلم «فاندام» مشروع قائم مازال فى حيز الدراسة؛ لأن شغل «الخواجات» مختلف عنا كثيرًا لأنهم يأخذون وقتًا طويلاً فى التحضيرات. وماذا عن مسلسلك الجديد «ذهاب وعودة»؟ هو سيناريو وحوار عصام يوسف، وإخراج أحمد شفيق، ومستوحى عن قصة حقيقية حدثت فى مصر سنة 2010، ولو مقدر لينا إن شاء الله سنتواجد به فى رمضان القادم. وماذا عن حلمك بتجسيد شخصية طارق بن زياد وخالد بن الوليد؟ حلم أتمنى تحقيقه لكن أين المنتج الذى سيقدمه. هذا يعنى أنه يوجد أزمة فى تنفيذ الأعمال التاريخية؟ هناك أزمة بالتأكيد، ومن الصعب أن نقدم مثل صلاح الدين مرة ثانية؛ لكن «ربنا يكرم». وماذا عن التعاون مع المنتج هشام عبد الخالق فى الفترة المقبلة؟