-مصدر خاص يكشف وجود صيغة تفاهم بين التحالف و «الجبهة الوطنية» -«السعيد» يحذر: الفُرقة ستؤدى إلى حصول «الإسلاميين» على أغلبية مقاعد البرلمان المقبل فيما تسعى القوى السياسية لحجز «مقعد» داخل البرلمان المقبل بشتى الطرق، وتتمسك بالتحالفات و«التربيطات» الانتخابية لتحقيق مآربها، أصبح الغموض هو سيد الموقف فى هذه التحالفات، حتى إن بعض السياسيين صاروا يعقدون صفقات من أجل تجميل صورتهم السياسية فقط! وفى هذه الصدد، التقى عمرو موسى، رئيس «لجنة الخمسين» الأسبق، الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق عدة مرات مؤخرًا، وتم الاتفاق بينهما على تكوين «قائمة موحدة» غير حزبية تضم كفاءات وكوادر قادرة على تحمل المسئولية البرلمانية، فى خطوة قد تؤثر على مستقبل التحالفات الانتخابية التى تشكلت بالفعل. من جهة أخرى، أكد مصدر خاص أكد ل«الصباح» أن «موسى» أعلن لمستشاريه أنه سيبتعد عن «التربيطات» الحزبية فى التحالفات الانتخابية المدشنة بالفعل، بعد أن تم استبعاده من تحالف «الوفد المصرى» بعد أن سيطرت عليه وجوه مثل الدكتور مصطفى الفقى، الذى قال البعض إنه سحب البساط من تحت أقدام «موسى»! وأوضح المصدر أن خطوة «موسى» بلقاء «الجنزورى» والتنسيق معه لوضع قائمة وطنية بعيدة عن الحزبيين تضم كفاءات وكوادر قادرة على تحمل المسئولية البرلمانية، جاءت بعدما فشلت جميع جهود الوساطة التى قادتها شخصيات عامة وعلى رأسها «الجنزورى» نفسه لدمج التحالفات الانتخابية وتوحيد القوى المدنية خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. وكشف المصدر أن «موسى» بدأ بالفعل فى التواصل مع عدد من الشخصيات العامة والسياسية لضمهم إلى قائمته، وهو الإجراء نفسه الذى بدأه «الجنزورى» أيضًا، لافتًا إلى أن الاثنين سيعلنان خلال مؤتمر صحفى يسبق بدء إجراءات الصراع الانتخابى عقب إصدار قانون «تقسيم الدوائر الانتخابية»، جميع التفاصيل بشأن القائمة الوطنية الموحدة غير الحزبية وعدد من الشخصيات التى ستضمها هذه القائمة فى كل المحافظات. وتضم القائمة، حسب المصدر، بعض الأسماء من أبرزها عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق واللواء مراد موافى رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق والدكتور أحمد زكى بدر وزير التعليم السابق واللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق والسفيرة منى عمر أمين عام المجلس القومى للمرأة واللواء محمد عبد السلام محجوب وزير التنمية المحلية السابق واللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجى والدكتور جودة عبد الخالق وزير التموين السابق وفايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى السابقة ومحمد الطيب شقيق شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأن هناك مفاوضات جادة بين «الجنزورى» والمستشار عدلى منصور، للترشح على رأس القائمة الوطنية فى الانتخابات البرلمانية المقبلة. ولكن «موسى» وضع عدة شروط للانضمام للقائمة على رأسها الكفاءة والخبرة فى العمل السياسى والتنفيذى وألا تكون الشخصية حزبية ملتزمة بقرارات موحدة لفصيلها السياسى، وأن تمتلك رؤية للنهوض بالبلد سواء اقتصاديًا أو سياسيًا أو ثقافيًا. وأوضح المصدر أن «موسى» يُضفى طابعًا من السرية على مشاوراته مع الشخصيات المختلفة، منوها إلى أن الشخصيات التى يلتقيها «موسى» غير محسوبة على أى من الأنظمة السياسية السابقة أو الأحزاب القائمة حاليًا، وأن «الجنزورى» كذلك التقى شخصيات حزبية خلال الفترة الماضية لمناقشة إمكانية الانضمام للقائمة بشرط «التجرد من التحزب السياسى والعمل داخل البرلمان بشكل يخدم مصالح الوطن». من جهة أخرى، كشف مصدر خاص من داخل المكتب الرئاسى لتحالف «الوفد المصرى» رئاسة السيد البدوى، عن وجود صيغة تفاهم بين التحالف و«الجبهة الوطنية» بزعامة أحمد شفيق، لإنشاء قائمة موحدة حزبية تجمع الشخصيات العامة من التحالفين معًا، مشيرًا إلى أن القائمة مازالت تُدرس من قبل كلا التحالفين، وأن هناك لقاءات عده ستجمع الطرفين لإنهاء القائمة المرتقبة التى ستضم عددًا من الشخصيات العامة منهم مصطفى بكرى وزياد بهاء الدين والدكتورة هالة شكر الله. ومن جانبه، قلل المهندس حسام الخولى رئيس لجنة الانتخابات فى حزب «الوفد» من تأثير «القائمة الوطنية» التى يشكلها عمرو موسى على التحالفات الانتخابية قائلًا: «كلها جهود من أجل خدمة الوطن، ولكن التحالفات القائمة لن تتأثر بالقائمة الوطنية ولكنها ستشعل المنافسة بين التحالفات المختلفة بما يصب فى النهاية فى صالح مصر». ولفت الخولى إلى أن «تحالف (الوفد المصرى) يمتلك قائمة بمرشحين غير حزبيين لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ولن يمانع فى التعاون مع أى من التحالفات أو القوائم المدنية، ومعظم التحالفات المختلفة التى تم الإعلان عنها أو المزمع إعلانها قريبًا لن تجد طريقًا غير التنسيق فيما بينها لقطع الطريق على أحزاب الإسلام السياسى للعودة مرة أخرى للبرلمان عبر المقاعد الفردية». فيما قال رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشارى لحزب «التجمع» إنه «حتى الآن لا يمكن القول إن التحالفات فشلت موضحًا، ولكن مازال هناك تعثر وعدم توافق، خاصة أن الكل يدور حول قضية القوائم»، حسب قوله، معتبرًا أنه «طالما لا يوجد توافق بين التحالفات ومازال هناك تمزق وفرقة، فإن هذا سيؤدى إلى حصول الإسلاميين على أغلبية مقاعد البرلمان المقبل، فمن المعلوم أن أنظمة الفردى تعانى مشكلات أخطر من القوائم، حيث تتدفق الأموال بلا حدود على المرشحين، ومن الطبيعى أن من سينفق أكثر سيكسب المقعد». وطالب «السعيد» بأن «تدرك الأحزاب والقوى السياسية الوطنية خطورة الموقف، وأن انتخابات البرلمان المقبل لابد أن تكون بها كوادر تستحق المقاعد، وإلا سيكون الوطن هو الخاسر فى نهاية المطاف».