لا يزال مسلسل اعتداء رجال الدعوة السلفية على المساجد مستمرًا، فعلى الرغم من منع وزير الأوقاف أئمة الجماعة السلفية من اعتلاء المنبر قبل الخضوع للاختبارات والحصول على تصريح بالخطابة، إلا أنهم أصروا على اعتلاء المنبر واستخدامها كمنصة هجوم على وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، وعدد من الإعلاميين. وأكد الدكتور إبراهيم عبد الفتاح، إمام بوزارة الأوقاف، ومنسق عام حركة الأئمة الأحرار، أن أحد شيوخ الدعوة السلفية ويدعى فؤاد عبد العزيز، منع الشيخ إيهاب عسر خطيب الأوقاف وإمام مسجد «قباء» بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، من أداء خطبة الجمعة ومن اعتلاء المنبر، حيث قام الشيخ السلفى بإلقاء خطبة اتهم فيها جميع وسائل الإعلام سواء المسموعة أو المرئية أو المطبوعة، بنشر الشائعات والأكاذيب المضللة عن السلفيين بشكل خاص، ورجال الدين بشكل عام، كما وجه الخطيب اتهاماته إلى عدد من الإعلاميين، متهمًا إبراهيم عيسى بالكفر، قائلًا: «الراجل أبو حمالات، قال إيه بيقول أن مفيش حاجة اسمها عذاب القبر هو لو كان مسلم مكنش قال كده » على حد تعبيره. وقال محمد القطاوى منسق حركة «أئمة بلا قيود»: «للأسف بعض السلفيين يستغلون عدم إحكام السيطرة على المساجد من جانب وزارة الأوقاف، لإلقاء الخطب السياسية»، لافتًا إلى أن السلفيين والإخوان لم يغيبوا عن اعتلاء المنابر فى المساجد على الإطلاق. وأضاف: «من غاب هم بعض الرموز السلفية فقط، ولكن الكوادر والأئمة الذين هم موجودون فى المساجد ولم يتركوا أماكنهم»، مشيرًا إلى أن الدعوة السلفية متغلغلة فى الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، ومطالبًا بتنقية ومراجعة الأزهر والأوقاف من الداخل وتطهيرهما ممن ينتمون للسلفية والإخوان، على الرغم من أنهم ملء السمع والبصر. مسجد «مجمع المهاجرين والأنصار» التابع للجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسُنة المحمدية بمنطقة الصاغة بمحافظة الغربية، لم ينجوا من سيطرة السلفيين، حيث قام أحدهم بالحديث فى السياسة وتحريض المصلين ضد وزير الأوقاف، قائلًا: « وزير الأوقاف بيضيق على رجال الدين وبيقفل المساجد والزوايا وبيمنع عباد الله من الصلاه فى بيوت الله» على حد تعبيره. وفى السياق ذاته، قام أحد السلفيين بمنع الدكتور نادى حسين عبد الجواد الأستاذ بجامعة الأزهر، من استكمال خطبة الجمعة بمسجد «الشهداء « بجنوب سيناء، حيث تناولت الخطبة المشروعات الاقتصادية وضرورة العمل والإنتاج، حيث رفض الشاب مضمون الخطبة، ومنعه من استكمالها بالقوة. كما شهد مسجد الهدى بالقليوبية، منع إمام الأوقاف الشيخ مصطفى عبد الهادى من إلقاء خطبة الجمعة، ليعتلى المنبر متحدثًا عن أحد ما آلت إليه مصر من أوضاع متدنية من ارتفاع أسعار السلع والكهرباء والمياه منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم. وعلى جانب آخر، أحال الدكتور حسنى أبو حبيب مدير عام أوقاف بورسعيد، 10 من أئمة المساجد على مستوى المحافظة للشئون القانونية، للتحقيق معهم فى استخدامهم مكبرات الصوت الخارجية بالمساجد لغير أغراض الأذان والإقامة بالمخالفة لتعليمات وزير الأوقاف. كما قام بتحرير 3 محاضر بقسم شرطة الزهور، لإلقاء أعضاء الدعوة السلفية دروسًا بعدد من المساجد دون تصريح من الأوقاف. وعلى صعيد متصل، حذر الدكتور محمد عز وكيل وزارة الأوقاف لشؤن الدعوة ومساعد الوزير، من محاولة السطو على المنابر لإلقاء الخطب والدروس، مشيرًا إلى أنه سيتعامل بحزم ضد المتجاوزين، فيما قامت الوزارة بتحرير العديد من البلاغات ضد بعض القيادات السلفية، وعلى رأسهم الدكتور ياسر برهامى.