لا يزال ملف الأحوال الشخصية، هو الأسخن داخل أروقة الكنيسة المصرية، خاصة بعد انقسام الأقباط إلى فريقين، الأول يطالب بإقرار لائحة تبيح الزواج الثانى، والآخر يهاجم ذلك من منطلق أنه يمثل خرقًا لتعاليم الكتاب المقدس، وهو الأمر الذى سيتصدر اجتماع المجمع المقدس خلال شهر نوفمبر المقبل. مصادر قبطية أكدت أن الكنيسة كانت على وشك حل هذه الأزمة، خاصة بعدما أعلن الأنبا بولا رئيس المجلس «الإكليريكى»، أحد المعارضين بشدة لقضية الزواج الثانى عن استقالته، إلا أن المصادر أكدت أن الأنبا بولا التقى البابا تواضروس الثانى فأقنعه بالعدول عن قراره والعودة إلى رئاسة المجلس لما له من خبرة كبيرة فى ملف الأحوال الشخصية، وهو الأمر الذى أشعل حالة الخلاف من جديد حول قضية الزواج الثانى. المصادر كشفت عن أن البابا تواضروس وعد الأنبا بولا بأنه سيكون نائبه فى رئاسة المجلس، عندما يتم تقسيمه إلى ستة أفرع، بالإضافة إلى إسناد مسئولية الملف السياسى للكنيسة إليه أيضًا، خاصة أنه كان ممثل الكنيسة الأرثوذكسية فى لجنة الخمسين لإعداد الدستور. فى السياق ذاته، اشتعلت المناظرات بين المؤيدين والمعارضين لفكرة الزواج الثانى، على بعض المواقع القبطية، وأبرزها تلك المناظرة التى تم أجرؤها بين مينا أسعد مؤسس مجموعة حماة الإيمان، أحد الرافضين للزواج الثانى، ونادر الصيرفى مؤسس رابطة «أقباط 38»، أحد المؤيدين بشدة للفكرة. نادر الصيرفى قال ل«الصباح»: لابد من إعادة النظر فى ملف الأحوال الشخصية، فما تقره الكنيسة بأنه لا طلاق إلا لعلة الزنا «خرافة»، ومن يدعى ذلك يجب محاكمته بتهمة تحريف الإنجيل، لافتًا إلى أنه تم الاتفاق على طرح ملف الأحوال الشخصية لحوار مجتمعى قبل إقرار اللائحة الجديدة للأحوال الشخصية فى اجتماع المجمع المقدس القادم حتى لا تزداد حالة الانقسام والتشتت فى صفوف الأقباط. الصيرفى تابع: أعلم جيدًا أن غالبية الأقباط يعارضون فكرة الزواج الثانى، بسبب موقف البابا تواضروس من القضية ذاتها، قائلًا: لو أن البابا غير موقفه ووافق على تعديل اللائحة، سنجد هؤلاء الرافضين قد أعلنوا تأييدهم المطلق لمطلب الزواج الثانى، وبالتالى فهؤلاء يعلنون رفضهم خوفًا من غضب البابا، متابعًا: خلافنا مع الكنيسة فى ملف الأحوال الشخصية لا يقلل من احترامنا لها. فى المقابل، رد مينا أسعد، قائلًا: لا زواج إلا لعلة الزنا، ولابد أن نحترم تعاليم الكنيسة، لكن للأسف هؤلاء المعارضين لا يعلمون أن الزواج الثانى مرفوض بمقتضى وصية كتابية من جميع أبائنا، متابعًا: تقليد الكنيسة يحرم الكاهن الذى يشارك فى فسخ زيجة فما بالنا بالأزواج، كما أن الزواج الثانى للأرامل غير مستحب، فما بالنا بالزواج الثانى لغير الأرامل. على جانب آخر، ترددت أنباء عن تولى الأنبا بيشوى، أكثر الأساقفة المتشددين، رئاسة المجلس الإكليركلى، وهو الأمر الذى أثار جدلًا واسعًا، وطالبت حركة شباب كرستيان بتولى الأنبا بافلى أسقف كنائس عزبة النخل رئاسة المجلس الإكليريكى إذا تم اعتماد استقالة الأنبا بولا، فيما وصف مصدر كنسى ما تردد عن رئاسة المجلس الإكليريكى بأنها «شائعات» هدفها إثارة البلبلة فى الأوساط القبطية قبل اجتماع المجمع المقدس فى نوفمبر المقبل.