أثار صدور كتاب «الطلاق فى المسيحية» من تأليف مدرس اللاهوت الدفاعى، مينا أسعد، الجدل فى الأوساط القبطية، لاسيما وأنه يتناول واحدة من أكثر المناطق جدلاً فى الوسط القبطى، وهى أزمة الزواج الثانى، وبينما ينتصر الكتاب ما دفع بعض الحركات القبطية والساعين للحصول على تصريح بالزواج الثانى للهجوم على الكتاب كونه يدعم توجه المجمع المقدس. الكتاب المكون من سبعة فصول، يتناول أحكام الطلاق عبر الزمن وآراء المفسرين فى مسألة الطلاق، كما يتناول العديد من شروط الطلاق فى المسيحية، فيما يتطرق الفصل الثالث والرابع من الكتاب إلى قوانين الكنيسة التى وضعها البطاركة والمجامع الكنسية لمسألة الطلاق والزواج بالوثائق، وأقوال الأباء، بينما يجيب الفصل الخامس عن سبب إباحة الطلاق لعلتى الزنى وتغيير الدين فقط فى العقيدة الأرثوذكسية، وأما الفصل السادس فيتحدث عن الأسباب التى يراها البعض ذريعة للطلاق بخلاف السببين السابقين وموقف الكتاب المقدس منها، ورفضهما فى كل فصول الأناجيل، ويرد الفصل السابع من الكتاب على الادعاءات التى تؤكد أن الطلاق لعلة الزنا هو تشريع ظهر فى الربع الأخير من القرن العشرين، فقط ولم يكن له وجود من قبل. من جانبه، يقول مينا أسعد- مؤلف الكتاب ومدرس اللاهوت الدفاعى- فى تصريحات ل«الصباح»، إن كتابه يضم 109 اقتباسات من مراجع كنسية معتمدة، كما يحتوى صور ووثائق من قرارات المجمع المقدس، ويتحدث عن تاريخ قوانين الطلاق، ويفند الادعاءات القائلة أن هناك بطاركة وافقوا على الطلاق، معتمدًا فى كل ذلك على مراجع كنسية أصلية ومحايدة لا يستطيع أحد الطعن فيها. وتابع أسعد قائلاً: «الكتاب يتعرض لنقاط مهمة لم يتم التطرق لها من قبل أى مرجع يختص بموضوع الطلاق، فهو يناقش لماذا الزنا تحديدًا هو المسبب الوحيد للطلاق؟، وأيضًا لماذا لا يوجد تصريح بالزواج الثانى للطرف المخطئ؟»، مؤكدًا أن الكتاب اعتمد على آراء مفسرين من جميع الطوائف وليست الأرثوذكسية فقط لإثبات وحدة فكر أنه لا طلاق إلا لعلة الزنا قبل شيوع حالة الانقسام الكنسى وبعده أيضا.
ويؤكد أسعد، أن الهجوم على الكتاب مصدره طالبى تصريح الزواج الثانى، مشيرا إلى أن الكتاب وصل إلى البابا تواضروس وإلى أساقفة المجمع المقدس بأكملهم، ولم يستطع أحد الطعن على محتواه. ويقول نادر الصيرفى- مؤسس رابطة أقباط 38- أن الكتاب مجهود متميز، لكنه يعالج الموضوع من وجهة نظر واحدة، مشيرا إلى أن الكتاب يتناول أن الطلاق المصرح به هو لعلة الزنا، حيث يلزم بإثباتها مع أنها لا تحتاج إلى إثبات ويعترف بها الجميع. مؤكدا أن هناك جوانب أخرى تجاهلها الكتاب مثل التطليق، وهو أمر معترف به منذ أيام الرسل. وتابع الصيرفى، بأن مؤلف الكتاب اختار توقيت نزول الكتاب قبل إقرار اللائحة الجديدة فى اجتماع المجمع المقدس لتدعيم جبهة «لا طلاق إلا لعلة الزنا» فى المجمع، مضيفا أن البابا تواضروس طلب دراسات حول قضايا الأحوال الشخصية، وأنه سعيد بنزول الكتاب كونه يحدث حالة من الزخم الفكرى المفيد لهذه القضية. وكانت حركة شباب «كرستيان» لقضايا الأقباط، قد أصدرت بيانا عبر صفحتها على الفيس بوك، تهاجم فيه الكتاب. مؤكدة أنه يتعارض مع قرارات البابا تواضروس الثانى حول مسألة الطلاق، ومطالبة بضرورة مراجعة أى كتاب دينى يصدر من قبل البابا تواضروس والمجمع المقدس، والكشف عن الميزانية التى يتم من خلالها الصرف على إصدار مثل هذه الكتاب. يذكر، أن البابا شنودة الثالث المتنيح، قد أصدر كتابا بعنوان «شريعة الزوجة الواحدة فى المسيحية» عام 1958 أثناء رهبنته، والذى طبع أكثر من مرة ومازال يباع فى مكتبات الكنائس حتى الآن، حيث يعارض فكرة الطلاق فى المسيحية لغير علة الزنا.