التجنيد يتم برسائل «SMS» بعد اختيار دقيق.. والانتقال من تركيا و سوريا «الخنساء» أقوى كتيبة نسائية بالتنظيم وتتولى حمل السلاح وتركيب المتفجرات لم يكن لتنظيم مثل «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» المعروف إعلاميًا ب«داعش» أن يستمر ويتمدد على رقعه واسعة، وأن يكون بهذا الصيت الإعلامى الواسع، دون أن تكون لديه المقومات التى تساعده على بناء وإتمام إمارته المزعومة. وفى مقدمة المقومات التى تتناسب مع من يسمون أنفسهم ب«المجاهدين» فى داعش «النساء» سواء كن زوجات أو ملك يمين، وعلى الرغم من البحث المستمر عن العنصر النسائى داخل «داعش» ومحاولة معرفة كيف يعشن؟ وما هو دورهن؟، وهل الداعشيات هم فقط من سورياوالعراق؟ أسئلة كثيرة حاولت «الصباح» الإجابة عنها فى هذا التحقيق الذى يكشف عن العالم السرى لنساء «داعش» وانتمائهن ودورهن، وموقفهن من حمل السلاح بجانب الرجال. فى البداية قد يتضح الأمر كثيرًا عند معرفة أن قيادات «داعش» لا توافق على انضمام أية عضوات أو أعضاء لها دون الحصول على تزكية من رجلين من رجال «داعش» أو 4 سيدات ليشهدن للعضو الجديد بالأخلاق وتطبيق الشرع والاعتراف بخلافة أبو بكر البغدادى- وذلك حسبما أكدت مصادر جهادية مطلعة. البداية كانت بعض التغريدات على موقع تويتر لبعض النساء المنضمات لتنظيم «داعش» بسورياوالعراق، اللاتى كن يتفاخرن بنشاطهن فى صفوف داعش، بل إن بعضهن نشرن صورًا خاصة لبعض المشاهد لما يحدث بالعراق من عمليات لداعش، فيما نشرت أخريات صور لرؤوس مقطوعة للأكراد والأيزيديين والمسيحيين والشيعة، ومنهن أيضًا من تهتم بالدعوة للخليفة البغدادى وتدعو النساء لترك بلادهن واللحاق بأرض الخلافة. وخلال بحث «الصباح» عن حقيقة نساء داعش تبين أن بعض الصحف الأجنبية مثل «الديلى ميل» و«التليجراف» نشرت أخبارًا وصورًا كثيرة فى الفترة الأخيرة عن فتيات ونساء تركن منازلهن وفوجئن بالتحاقهن بدولة «داعش» المزعومة، خاصة أن معظمهن من أصول عربية وإفريقية وباكستانية. 15 صورة هى مجمل ما حصلت عليه «الصباح» من حسابات نساء داعش على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، كان الحساب الأول لفتاة تطلق على نفسها «أم مهاجر التونسية»، والتى كانت تنتمى لتنظيم أنصار الشريعة فى تونس وهو التنظيم الذى يعد فرعًا من أفرع تنظيم القاعدة فى بلاد العرب، ونشرت نص بيعتها للخليفة البغدادى على حسابها، أم مهاجر التونسية انتقلت من العراق إلى سوريا مع زوجها، وتولت قيادة كتيبة «الخنساء» النسائية فى الرقة بسوريا، وبحسب وسائل إعلام غربية فإن هذه الكتيبة تشتهر نساؤها بارتداء اللثام على وجوههن، وذلك تشبهًا بقبيلة عربية قديمه تدعى «الطوارق»، كما أن «كتيبة الخنساء» تستطيع نساؤها حمل أسلحة نارية متطورة ك الآلى والمتعدد ونشرت صور لهن على مواقع التواصل. الحساب الثانى وكان لسيدة تسمى نفسها «أخت جليبيب» وكتب عن نفسها، أنها مهاجرة من بلاد الحرمين إلى أرض الشام، ويتابعها على تويتر ما يقترب من 10 آلاف متابع، وبعد التقصى عن حقيقتها اتضح أن اسمها الحقيقى ندى القحطانى، وتعد أول مقاتلة سعودية فى تنظيم داعش، وكتبت على حسابها أنها التقت بأخيها بعد عام من الفراق ثم زوجها ثم أبيها على أرض الدولة الإسلامية، وكتبت لأولادها بعد نشرها صورة لهم أنها ستلتقى بهم فى الجنة بعدما تركتهم للمشاركة فى الجهاد مع دولة الخلافة، وتصف «أم جليبيب» نفسها بأنها ابنة رجل عظيم وزوجة شيخ فاضل من خريجات جامعة يوسف عليه السلام، كما أعلنت نيتها القيام بعملية انتحارية، لتكون أول انتحارية فى التنظيم، قائلة: «دعواتكم لى بالعملية الاستشهادية، وأن يثبتنى الله». أما عن الحساب الثالث الذى تتبعه محرر «الصباح» فكان لسيدة تسمى نفسها «أم ليث»، والذى اتضح أنها كانت متزوجة من أحد الجهاديين فى داعش، والذى دعاها للعيش معه فلبت نداءه، وعلى الرغم من أنها من أصول بريطانية إلا أنها وصلت عبر سوريا ثم العراق، وصنفتها وسائل الإعلام الغربية على أنها أخطر سيدة فى داعش، وذلك لأنها تتولى مهمة تجنيد النساء الغربيات، وذلك من خلال نصحهن بعدم الاهتمام بما يقوله العالم عنهن حول جهاد النكاح، بل تشجعهن على أن يكن زوجات للشهداء، كما يتابعها يتابعها أكثر من ألفى متابع على تويتر، وتقدّم النصائح والمشورة عبر دليل على شبكة الإنترنت، مركزة على مباهج الحياة الأسرية الجهادية، وشرف إنجاب مقاتلين جدد لخدمة التنظيم وقضيته، والسعادة التى تشعر بها المرأة مع تقديم الحياة الأسرية التى يحتاجها المجاهد المحارب لخدمة الإسلام. حنين «أم القادة»، كانت صاحبة الحساب الرابع، وهى عراقية تسمى دولة داعش «ولاية البركة» وتهتم بنشر صور القتلى والمذبوحين من الجيش العراقى من الشيعة والأكراد، كما تسمى مجاهدى داعش «الليوث».، لاحظ محرر «الصباح» حسابًا شخصيًا لسيدة كويتية تسمى نفسها «كويتية موحدة»، وكتب تغريدة قالت فيها «امض يا شيخنا أبا بكر، نحن جندك وسهام فى قوسك ترمى بنا أينما شئت، فوالله مازادتنا الحملة الشرسة على المناصرين الأصدقاء بمنهج الدولة ثباتًا وعزيمة»، ولاحظنا أن عدد متابعيها 7 آلاف متابع من الكثيرين المنضمين لداعش. أما «أم المقداد» والذى اعتبرتها وسائل إعلام غربية أنها أميرة نساء التنظيم على الرغم من أنها فى العقد الرابع من عمرها لكنها كانت المسئولة عن تجنيد فتيات ونساء ولاية الأنبار العراقية، وتم تلقيبها بهذا الاسم بعدما تم اعتقالها سابقًا على يد قوات الجيش العربى وتم الإفراج عنها بعد صفقة تبادل أسرى مع داعش ببعض الجنود العراقيين، واعتبرها البعض أنها زوجة الخليفة البغدادى. سلمى حلانى، وزهرة حلانى، وهم من أصول صومالية وكانتا تعيشان فى بريطانيا، وتلقوا دعوة من أختهما الأكبر التى تزوجت من جهادى بداعش ولذلك انتقلوا إلى سوريا ثم وصلوا العراق، وأصبحت مهمتهما هناك هى صناعة المتفجرات اليديوية البدائية خاصة أن تعليمهما عالٍ حيث كانتا تدرسان الطب، كما وهبتا حياتهما لمساعدة المجاهدين والتزوج منهم. أم صهيب، كانت صاحبة آخر حساب تتبعه محرر «الصباح» والذى وجد أنها تدعو جنود الدولة الإسلامية لتوجيه ضربة كبيرة فى أمريكا على غرار أحداث 11 سبتمبر، وذلك ليتفوق داعش على تنظيم القاعدة - بحسب وصفها.
وحصلت «الصباح» على صورة لرسالة من داعش توضح أنه يتم استقطاب السيدات للانضمام لداعش عن طريق رسائل «SMS»، وذلك بعض اختيار دقيق وتحريات موسعة عن استعداد الفتاة المراد تجنيدها، وأنها تطلع للعمل بالشريعة، ويكون محتواها أن الخليفة أبو بكر البغدادى يدعوكِ للانضمام للدولة الإسلامية للمشاركة فى صفوف المجاهدين، والذى ردت عليه إحدى الفتيات الكويتيات قائلة «ضموك إلى جهنم إن شاء الله».