الأردن وقطر وتركيا ولبنان ساحات جديدة لتلقى التدريبات.. وتسليم الأموال باليد داخل مصر بعيدًا عن البنوك وسط حالة الصخب السياسى الذى تعيشه مصر تراجع شباب الثورة - كما يطلقون على أنفسهم - واختفى الكثيرون عن المشهد، منهم من اكتفى، ومنهم من قبض الثمن، ومنهم من تم رشوته وانضم إلى صف النظام الجديد إلى حين أما الباقى وهم كثيرون فمازال فى طريقه وعلى عهده القديم ينتظر المعونات الخارجية حيث بريق الدولار واليورو، ومنتظرًا الأمر الجديد لإشعال البلاد من جديد تحت أى شعار ثورة كان أو فوضى، وهو الآن مازال يتلقى التدريبات والدولارات. مخطئ من يظن أن الأحداث قد انتهت فى مصر بعد رحيل الإخوان، وبعد اختفاء شباب الثورة فما زالت التحركات الخفية القذرة تتم بشكل جديد وبشباب جديد فالجيل الأول من الشباب ممن تلقى التدريبات فى الخارج أصبح ورقة محروقة للمنظمات ووجوهم لم تعد مطلوبة، لذلك فقد بحثوا عن عناصر جديدة وجوه لم تكن معروفة، وتنتظر الفرصة لتتسلم الراية مما جعل شباب الجيل الأول يبحث هو بنفسه عن واجهة جديدة يقدمها للمنظمات، ويعمل هو من الخلف وهو ماتم بالفعل، وقدم عددًا كبيرًا من الجيل الأول أسماء جديدة تم اختيارها بعناية لتكون تحت أمرة الجيل الأول، وتعود الأموال كما كانت من جديد لكن بأسماء أخرى، وأصبح الآن هناك عدد كبير من الشباب يسافر إلى الدول الغربية لتلقى التدريبات و المحاضرات بل ويتلقى المعونات، وهذه المرة تم اختيار الشباب الجديد بعد أن تم تسفير معظمهم إلى الدنمارك والسويد، وهناك تلقوا محاضرات عن حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية ووقع معظم هؤلاء تحت المراقبة المشددة وتم اختيار عدد كبير منهم حدث هذا فى منتصف العام الماضى، ومنذ قيام ثورة يونيه بدأت التدريبات المكثفة فى دول مختلفة هذه المرة وهى دول الأردن ولبنان وقطر وتركيا وصربيا والدنمارك والسويد، وعدد قليل فى إنجلترا، والهدف المعلن هذه المرة هو شعار الثورة الثالثة ضد حكم العسكر من بين الشباب الذى يتلقى التدريبات الجديدة شباب من الإخوان مع بقية التيارات السياسية فهم فى تلك المنظمات يبحثون عن عنصر يشبه محمد عادل بانتمائه للإخوان، وتواجده المستمر بين التيارات الأخرى التدريبات التى يتلقونها فى تلك الدول تكاد تكون متطابقة فى المنهج، وهى محاضرات عن نشر الديمقراطية والتوعية الاجتماعية بالحكم الديكتاتورى وحقوق وواجبات المواطنين تجاه الدولة وتجاه الأنظمة المختلفة، وفى أحد تلك التدريبات كان قد تلقى 15 شابًا مصريًا تلقوا تدريبًا على «تفكيك النظام، وكيفية التخلص منه بعد الخلاص من وهم داخلى، يقول بأن الحكام يسيطرون على مقاليد الأمور، لذا يجب إزاحة هذا الوهم أولًا، ثم مساعدة الآخرين على التخلص منه، كبداية لحشد الجميع للنضال السلمى وتغيير النظام، ذلك البرنامج كان ضمن برنامج متكامل للتدريب النظرى عن «استراتيجيات الكفاح السلمى تحت إشراف الناشط شريف منصور نجل الدكتور أحمد صبحى منصور، والناشطة سارة أحمد فؤاد. فى منتجع (باليتش) فى صربيا ضمن برنامج أعد خصيصًا لجيل جديد من نشطاء العالم الثالث، ليتمكنوا- حسب البرنامج الذى تموله مؤسسة فريدوم هاوس بالتعاون مع بعض المنظمات المحلية- من خلق جيل جديد لدعاة الديمقراطية، إلى النضال السلمى ضد السلطة. حيث يقول برنامج التدريب، إن المظاهرات لا يجب أن تكون هى الخيار الأول، ويفضل أن يكون الأخير، لأنها خيار مكلف وغير مضمون العواقب، ولابد من الإعداد الجيد لها حتى لا يقع منظموها تحت طائلة الظروف المناخية السيئة، أو موانع للمشاركين، ويفضل قضاء الوقت فى تجميع الناس حول الفكرة، بدلًا من تجميعهم للوقوف أمام الشرطة ويخسرون من الاصطدام معها. ذلك البرنامج هو أول البرامج النظرية التى تقام هناك حيث سيقام فى المرحلة الثانية من التدريبات التدريب على استعمال الأسلحة الخفيفة وحرب العصابات بأسلحة متطورة، وقد تولى التدريب فى مدينة باليتش أعضاء مركز كانفاس، بجانب أعضاء مؤسسين لحركة أتبور «أكاديمية التغيير فى صربيا»، وحاضر سيردجا بوبوفيتش حول الآليات التى قامت بها حركة أتبور فى الدعاية للكفاح السلمى. ومن أبرز ما جاء فى التدريب توزيع كتاب عن الكفاح السلمى وغير المسلح لصنع التغيير، وتدريب النشطاء على استراتيجيات الكفاح السلمى، والكتاب مكون من 50 نقطة حاسمة «النهج الاستراتيجى للتكتيك اليومى»، وكيفية العمل تحت ضغط أو قمع الأمن، وكيفية استخدام وسائل الاتصال الحديثة فى الكفاح السلمى، ويقدم الشرح بالصور البسيطة على ذلك حتى يسهل للنشطاء تنفيذ هذه الخطوات، واستعراض تجارب صربيا وجورجيا وأوكرانيا. تلك الدورة التدريبية تتم كل عام فى وقت محدد مسبقًا حضر آخر دورة فيها محمد عادل فى العام الماضى، وكانت الدورة التدريبية عبارة عن أسبوع للتدريب النظرى على استراتيجيات الكفاح السلمى و اللاعنف أثناء الإقامة فى منتجع «باليتشن» بينما جاء الأسبوع الثانى للتدريب العملى، و تم فيه زيارة منظمات مجتمع مدنى و صحف، و زيارة مقر بلدية بلجراد، و عقد لقاءات مع بعض السياسيين الصربيين فى بلجراد، بترتيب من الشريك المحلى أيضا. و تم استعراض آليات التغيير بوجه عام ، بداية من الاعتراض حتى الاعتصام والإجبار على تقديم تنازلات، و قد تم التدريب على كيفية تنظيم المظاهرات بشكل جيد و إسناد دور لكل متظاهر لمنع ظهور الخوف فى نفوس المتظاهرين، وشغل الوقت بالهتاف، وقد فجرت فضيحة تدريب شباب 6 إبريل فى دولة «صربيا» حالة من الشكوك حول الدور الذى لعبته حركة «أوتبور» السياسية الصربية و« هى حركة سياسية نشأت فى صربيا عام 1998، بعشرين شابًا من معارضى رئيس الحكومة الصربية سلوبودان ميلوسيفيتش، وتطورت هذه الحركة وازدادت شعبيتها بسرعة كبيرة مكّنتها من إسقاط ميلوسيفيتش، ومن ثمَّ أصبحت «أوتبور» رمزًا أساسيًا من رموز الكفاح المناهض للأنظمة، وخلال الشهور التى تلت سقوط ميلوسيفيتش فى الخامس من أكتوبر أصبح أعضاء «أوتبور» أبطالًا فى صربيا كلها، كما فى أعين الحكومات الغربية، ونظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة فى صربيا فكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية تقوم بتمويل الحركة، ولكن «أوتبور» رفضت أن يكون مقابل ذلك أىّ تدخل أمريكى أو خارجى فى الشأن الصربى، بل وقرر مجموعة من نشطاء الحركة أن يقوموا بتقليص دورها بعد أن رأت أن مهمتها قد انتهت بتحقيق الديمقراطية، ولكن تحولت بعد ذلك إلى حزب سياسى فى أواخر عام 2003، وكانت أهم تحدياته هو أن يقدم للناس برنامجًا سياسيًا متماسكًا وكاملًا. ومن أهم قيادات تلك الحركة هو «سيرجيو بوبوفيتش» زعيم حركة أوتبور، وأشرف بنفسه على تدريب نشطاء سياسيين من 37 دولة للعمل على إسقاط الأنظمة بها، و كان نجاحه متمثلًا فى عدة ثورات قامت «أوتبور» بتدريب نشطاء دولها، هى: جورجيا وأوكرانيا والهند والمالديف ولبنان وتونس وأخيرًا مصر، متمثّلة فى حركة 6 إبريل، القائمة مرشحة للتزايد فى ظل وجود تدريبات أخرى لنشطاء حقوقيين وسياسيين فى فنزويلا وروسيا وإيران. «أوتبور» لا تعمل من تلقاء نفسها بل هى تتلقى دعمًا ماليًا من واشنطن وفقًا لأجندة أمريكية، أما الجديد فى تلك المرحلة فهو كيفية تلقى الأموال، فبعد أن فجرت قضية المعونات الخارجية لبعض النشطاء والجمعيات الأهلية ومنظمات حقوق الإنسان بعد مراقبة دخول الأموال عن طريق البنوك وأصبحت كل طرق تلقى الأموال محل إدانة من القانون تغير أسلوب تلقى الأموال حيث أصبحت تسلم باليد، يأتى فرد من المنظمة من الخارج ومعه الأموال المهربة ويسلمها للشباب فى حقائب بداخل مصر للبعد النهائى عن مراقبة خط سير الأموال كى لا تكون دليل إدانة الأمر خطير كما ترون ولا نعلم ما الغرض هذه المرة، وما المخطط الجديد وما هو الهدف الأيام ستكشف كثيرًا من الأسرار لكن علنا نتعلم.