المتهمون اعترفوا أمام النيابة بأنهم «فبركوا» تقارير صحفية عن الأحداث بأوامر «الجزيرة» أصبحت قضية «خلية الماريوت» بين عشية وضحاها حديث الرأى العام فى مصر والعالم، خاصة بعدما حاولت دول منها أستراليا وهولندا وبريطانيا التدخل فى الشأن المصرى والتعبير عن «إدانتها» للأحكام القضائية الصادرة على الصحفيين المتهمين بإذاعة أخبار كاذبة وفبركة تقارير إعلامية من خلال عملهم بقناة «الجزيرة» القطرية، وحكم على بعضهم مؤخرًا ب 7 سنوات سجنًا مشددًا. «الصباح» حاورت المحامى فرج فتحى الذى انسحب من القضية ورفض الدفاع عن المتهمين، للتعرف منه عن تفاصيل القضية، ولماذا انسحب، وما الدور القطرى المخُطط له عبر قناة «الجزيرة» فى مصر، ولماذا اعترضت بعض الدول الأجنبية على أحكام القضاء المصرى فى هذه القضية.. وإلى نص الحوار: * فى البداية نود التعرف على تاريخك فى القضايا السياسية؟ -اسمى فرج فتحى فرج، أعمل مستشارًا قانونيًا لعدة بنوك مصرية وأجنبية ولبعض الهيئات الحكومية المصرية، وتربطنى علاقات طيبة مع بعض المحامين والمستشارين فى الخليج وأوروبا، كما أننى كنت من المعارضين لثورة 25 يناير 2011 بسبب تأكدى من أنها كانت مؤامرة على مصر وخاصة من قناة «الجزيرة» التى كانت تقوم بفبركة وتشويه العديد من الحقائق لصالح أجهزة مخابرات عالمية. * وكيف أصبحت محامى قضية «ماريوت» وأى المتهمين فى القضية وكلك للدفاع عنه؟ - هذا حدث بحكم علاقتى ببعض المستشارين القانونيين فى الخارج، إذ جاء المستشار القانونى لقناة «الجزيرة» وهو سودانى الجنسية، ويدعى «أمين سعد» إلى مصر وعرض على الدفاع عن بعض المتهمين العاملين بالقناة فى «قضية خلية ماريوت»، وخاصة المتهم رقم 17 ويدعى «بيتر جريس» وهو أسترالى الجنسية، وأيضًا المتهم السادس، ويدعى «محمد باهر»، والذى علمت بعد ذلك أنه مصرى وعضو فى تنظيم الإخوان، وبالفعل وافقت للدفاع عنهما أمام الجنايات بداية من 29 ديسمبر وحتى 15 سبتمبر الماضى، ثم انسحبت من القضية. * ولماذا انسحبت من القضية بعد كل هذه الفترة؟ - انسحبت لأننى اكتشفت أثناء عملى فى القضية أن اعترافات «بيتر جريس» أمام النيابه تؤكد تصويره وكتابته لتقارير ذات أهداف محددة لصالح قناة «الجزيرة»، وأن القناة طلبت منه تصوير حملة حركة «تمرد» لإسقاط حكم الرئيس السابق محمد مرسى وإثبات أنها ممولة ومدعومة من جهات أمنية وأنها حملة سيئة السمعة. وفى المقابل، تحسين صورة حركة «تجرد» المؤيدة للمعزول مرسى آنذاك. كما اعترف «جريس» بأنهم طلبوا منه تصوير ميدان التحرير من جهة قصر النيل خلال أحداث 30 يونيو، وإظهار أن أعداد المتظاهرين المعارضين لحكم الإخوان ومرسى قليلون مقارنة بالمؤيدين. * ومن هى الشخصيات التى تواصلت معك للدفاع عن متهمى «ماريوت»؟ - السفارة الأسترالية أرسلت لى ممثلة عندها بدرجة قنصل تدعى «إيريكا»، فى حين قامت «الجزيرة» بإرسال مستشارها القانونى لطلب الدفاع عن صحفى القناة. * لماذا سميت تلك القضية ب«خلية ماريوت»؟ - لأنه تم القبض على أعضائها ومعهم معدات بدون تراخيص داخل فندق «ماريوت»، ولذلك سميت ب«خلية الماريوت» نسبة إلى الفندق. * وكيف رأيت القضية بعد انسحابك منها.. وماذا عن كواليس الانسحاب؟ - انسحبت لأننى اكتشفت أن «الجزيرة» تخطط لتشويه صورة مصر بالخارج، لكننى اتخذت قرار الانسحاب بسبب اطلاعى بالصدفة على بريد إلكترونى «إيميل» أرسله أحد كبار موظفى الجزيرة أحدهم يدعى «أيمن جاب الله» إلى زميل له، وكان يقول فيه لزميله «حاول تلحق تكلم فرج وتقول له ما يتكلمش مع وسائل الإعلامية المصرية والأجنبية لأنه كده هيبوظ المخطط بتاعنا»، لذلك أرسلت لهم إيميلا أكدت لهم فيه انسحابى من القضية والتنازل عن أتعابى فيها. * كيف ترى الأحكام التى قضت بها المحكمة على المتهمين مؤخرًا؟ - الأحكام فى تقديرى معقولة، حيث إن المحكمة استبعدت الأحكام المشددة التى تخص الانضمام لجماعة الإخوان، لأن دعم التنظيم باعتباره جماعة إرهابية عقوبته الإعدام، كما أن المحكمة اكتفت فى تهمة تزوير وفبركة تقارير صحفية ب 7 سنوات رغم أن العقوبة الأساسية هى 15 عامًا، والصحفى الذى يخالف القانون لابد من محاكمته مهما كان يحمل أى جنسية أى أجنبية لأن ذلك يعد تهديدًا للأمن القومى المصرى. * وكيف رأيت الحملة التى شنتها بعض الدول الأجنبية للاعتراض على هذه الأحكام؟ -هذه الحملة مقصود بها تخريب البلد وتشويه صورة القضاء المصرى دوليًا، وتصوير أن الحريات فى مصر أصبحت منعدمة، وهو تدخل سافر فى شئوننا الداخلية، وعلى وزير الخارجية استدعاء سفر الدول المعترضة على الحكم مثلما فعلوا معنا لتصحيح الصورة لهم، خاصة أن هناك مخالفات ثابتة ويجب محاكمة هؤلاء الصحفيين، ومعلوم أن الإخوان هم أصحاب المصلحة الأولى لزعزعة الأمن المصرى وتشويه صورته عالميًا. * هل حاول الإخوان الاتصال بك بعد انسحابك من القضية؟ - نعم حاولوا الاتصال بى، وقامت قطر بتهديدى بعدم التحدث عن تفاصيل القضية فى وسائل الإعلام، وأنهم سيرفعون قضية ضدى إذا لم أنفذ كلامهم، لكننى أكدت لهم أننى لا أخاف، وأننى مستعد لمواجهتهم وفضحهم، وأجريت عدة حوارات مع ممثلى قنوات أجنبية، وأكدت لهم أن قناة «الجزيرة» تتاجر بموظفيها لتحقيق مصالح دنيئة. * أخيرًا.. ما الرسالة التى تود توجيهها للدول الأجنبية التى اعترضت على الحكم؟
- أقول لهم إن الحكومة المصرية لم تلق القبض على الصحفيين العرب والأجانب الموجودين بالقنوات والصحف الموجودة بالقاهرة لأنهم يحملون تراخيص بالعمل فى البلاد، وأطالب وزارتى الداخلية والخارجية بوضع خطة لمواجهة مخططات قناة الجزيرة «الصهيو عربية» ضد مصر.