الدعوات تتكرر لتوحد الأحزاب المدنية فى تحالف انتخابى واحد يكتسح مقاعد البرلمان.. وقانون الانتخاب الفردى يهدد بفشلهم ى ظل الاستعدادات المكثفة لأغلب الأحزاب المصرية لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، جاءت دعوات متكررة لإقامة تحالف مدنى موحد يسهل من استحواذ الأحزاب السياسية المدنية على الأغلبية البرلمانية القادمة، وبالتالى يعطيها حق تشكيل الحكومة بموجب مواد الدستورالجديد. ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهيه السفن المدنية، فالمؤشرات الأولية لقانون الانتخابات البرلمانية تشير إلى أن القانون يتجه لإقرار النظام الفردى بنسبة ما بين 80 و90%، والباقى سيكون لنظام القوائم، وهذا سيؤثر على نجاح فكرة التحالف المدنى، لهذا أعلنت جميع الأحزاب رفضها لهذا المقترح، وقامت بتقديم وثيقة موقعة من جميع الأحزاب لمؤسسة الرئاسة تنصح بتطبيق نظام القائمة، أو النظام المختلط بشرط أن تكون نسبة القائمة أعلى من الفردى. الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد أكد أن الحزب أعلن رفضه لهذه النسب وطالب اللجنة بوضع المساواة فى النسب، بأن يكون النظام الانتخابى مختلطًا بنسبة متساوية بين الفردى والقائمة 50%.
وأضاف البدوى ل«الصباح» أن الوفد يسعى الآن لضم أحزاب للتحالف الانتخابى المنتظر تدشينه بعد تحالفه مع الحزب المصرى الديمقراطى، موضحًا أنه يسعى لتشكيل الحكومة القادمة بأغلبية المجلس، ومؤكدًا أن باب الحزب مفتوح لجميع الأحزاب الراغبة فى الانضمام للتحالف؛ وبات واضحًا هيكلة التحالف الجديد بعد جلسة تم انعقادها بين عدد من الأحزاب المؤيدة للمشير السيسى فى مقر حزب الوفد وإعلان البدوى عن تأسيس أكبر تحالف حزبى بانضمام حزب «النور» السلفى له. فيما أكد مصدر خاص ل«الصباح» على وجود خلاف سيصيب التحالفات الانتخابية المدنية المرتقبة يتمحور فى صراع الأحزاب القديمة على زيادة نسب تمثيلها فى هذه التحالفات. وبدأ الخلاف يظهر بعد جلسة المشير السيسى مع الأحزاب ومديحه لحزب الوفد بالذات، حيث كان أغلب كلام المشير مع الأحزاب موجهًا للدكتور السيد البدوى رئيس الحزب باعتبار الوفد بيت الليبرالية الأول فى مصر، وهو الوحيد القادر على تجمع أكبر تحالف للأحزاب المدنية.
واستكمل المصدر حديثه قائلًا: إن الدكتور أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار والسفير محمد العرابى رئيس حزب المؤتمر بعد حضورهما اللقاء اتفقوا على سرعة تشكيل أكبر تحالف مدنى فى الانتخابات المقبلة.
وبالنظر إلى طبيعة الخلاف بين الأحزاب تجد أن محور الصراع ينحصر بين 5 أحزاب هى «الوفد والمصرى الديمقراطى والمصريين الأحرار والتجمع والمؤتمر». وبعد إعلان حزبى الوفد والمصرى الديمقراطى تحالفهما الانتخابى وفتح الباب لأى حزب فى الانضمام للتحالف رفض المصريين الأحرار الدخول فى هذا الحلف الذى يترأسه الوفد، وأكد مصدر خاص ل«الصباح» أن هناك مفاوضات جادة داخل حزب الوفد من أجل انضمام حزب الحركة الوطنية بقيادة الفريق أحمد شفيق للتحالف، وكذلك تيار الاستقلال الذى يضم أكثر من 17 حزبًا، وهو الأمر المتوقف على موافقة الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى على انضمام الحركة الوطنية للتحالف، بعدها ستبدأ لجان الانتخابات الداخلية للحزب فى الاجتماع ومناقشة آليات التحالف الجديد.
المناقشات بين الأحزاب المدنية بدأت فى التطور بعد إعلان حزب التجمع اليسارى وحزب المؤتمر برئاسة السفير محمد العرابى خوض الانتخابات البرلمانية فى تحالف موحد، بعدها بدأت مفاوضات سرية بين حزب المصريين الأحرار -ذى التوجه الليبرالي- وحزب التجمع -اليسارى- وحزب المؤتمر لعقد تحالف انتخابى ثلاثى بينهما على غرار تحالفهم فى الكتلة المصرية عقب ثورة 25 يناير، والتى كانت كونت جبهة سياسية مدنية لخوض الانتخابات البرلمانية من خلال قائمة موحدة ورمز وشعار موحد، وبهذا يحاول حزب المصريين الأحرار تكوين كتلة كبيرة للفوز بنصيب الأسد فى الانتخابات البرلمانية إذا جرت بنظام القائمة. وعلى جانب آخر توصلت الأحزاب الاشتراكية المتمثلة فى الاشتراكى المصرى والتحالف الشعبى الاشتراكى والشيوعى المصرى إلى توقيع وثيقة سياسية بينهم من جهة، وبين الأحزاب الناصرية والتيار الشعبى وحركتى تمرد وكفاية من جهة أخرى، وذلك لخوض الانتخابات البرلمانية فى تكتل جديد. أهم مبادئ تلك الوثيقة كان تحقيق العدالة الاجتماعية على أرض الواقع. وأكد مصدر حزبى خاص ل«الصباح» أن هناك مشاورات مفتوحة مع كل الأحزاب المدنية للوصول الى تحالف يضم جميع هذه التيارات، أغلب هذه المشاورات باءت بالفشل بعد طلب كل حزب من الأحزاب الكبيرة كالوفد والمصرى الديمقراطى والمصريين الأحرار نصيب الأسد من هذه القوائم، لضمان تمثيل مرشحى كل حزب بنسبة تليق به. المصدر قال إن التحالفات الجديدة سيتم الإعلان عنها بعد انتخاب الرئيس الجديد للبلاد، وأن حزب الحركة الوطنية الذى أسسه الفريق أحمد شفيق قد دخل فى مفاوضات جدية مع حزب الوفد من أجل تحالف موحد لم يتم الموافقة عليه حتى الآن.
فيما أكد مجدى حمدان القيادى بالمصريين الأحرار وأحد مرشحى الحزب فى البرلمان القادم أن الحزب يسعى بتحالفه الجديد فى الاستحواذ على ما لا يقل عن 40% من مقاعد البرلمان، وهدفه الأكبر تشكيل حكومة، موضحًا: « لكننا ننتظر ما ستفسر عنه لجنة إعداد مشروع القانون، والذى يجب أن يكون بالقائمة لأن النظام الفردى سيفتح الباب على مصراعيه لقيادات الوطنى ورجال الإخوان فى التسلل للبرلمان القادم».
وأضاف حمدان ل«الصباح» أن هناك اتجاهًا داخل الأحزاب لتكريم عمرو موسى برئاسة البرلمان القادم، وسيأتى ذلك عن طريق وضعه على رأس قائمة أكبر تحالف انتخابى سيقام إذا كان من حزب المصريين الأحرار أو الوفد أو المصرى الديمقراطى، مشيرًا إلى أن بعض الشباب الذى مثل فى لجنة الخمسين لإعداد الدستور سيكون لهم أيضًا تكريم على قوائم الأحزاب.