-السودان مصدر 80% من الجمال فى السوق المصرى.. وإثيوبيا والصومال والمغرب تحتل المراكز التالية -الجمل البلدى المصرى مصدره قنا.. نادر الوجود بسبب قلة الإنتاج ولحومه الأفضل لا يعرف المصريون كثيرًا عن الجمال سوى ما درسه البعض خلال سنوات التعليم من أن الجمل يسمى ب«سفينة الصحراء»، نظرًا لقدرته على تحمل الجوع والعطش، وعلى الرغم من أن سوق الجمال الأكبر فى مصر فى مدينة برقاش التابعة لمحافظة الجيزة، والذى يحظى بمكانة عالمية لا يبعد سوى عدة كيلومترات عن قلب العاصمة؛ إلا أن قليلين فقط هم من سمعوا به أو زاروه.. «الصباح» قامت بزيارة ميدانية إلى السوق. يستقبل سوق برقاش شهريا قرابة 15 ألف جمل وناقة من العديد من الدول، على رأسها السودان، وهى مصدر لأكثر من 80% من جملة الجمال الموجودة وتليها إثيوبيا والصومال والمغرب، والسوق له بوابة حديدية كبيرة وأسواره مرتفعة للغاية، وتبلغ مساحته 84 ألف متر مربع أى ما يعادل 20 فدانا وبه وحدة بيطرية كبيرة لخدمة الجمال والماشية على مساحة 500 متر مربع، ويتم عقد مزاد كل ثلاث سنوات وللمستأجر حق الانتفاع بالسوق وإدارتها بشروط يتم تحديدها وتشرف على تنفيذها الوحدة المحلية ببرقاش ورئاسة مجلس مدينة منشأة القناطر، ويقوم المستأجر بتسديد 4 ملايين جنيه و980 ألف جنيه كل 3 سنوات نظير تأجير هذه المساحة من القرية، وتسدد بواقع نحو 450 ألف جنيه كل 3 أشهر، ويتم توريد المبلغ بالكامل إلى حساب الموازنة العامة للدولة. ويعد هذا السوق قبلة كل الراغبين فى الحصول على الجمال، بل إنه مزار سياحى، حيث يذهب إليه مئات السياح ليستمتعوا برؤية الجمال وركوبها كلما تمكن لهم ذلك. سالم عادل، أحد التجار قال ل«الصباح»: إن سوق الجمال لا يتأثر بالشائعات التى تثار حوله، وهذا أمر يعرفه التجار جيدًا، بل كل من لديه خبرة التعامل مع الجمال، فالجمال لا تصاب بالأمراض التى تصاب بها الدواب الأخرى، لأن الجمل ليست لديه مرارة، لذا فهو لا يصاب إلا بالسل الرئوى، وإذا مرض فهو لا يعيش أكثر من يوم، مؤكدًا أن لكل جمل بطاقة خاصة به، وتحتوى على سلالته ومكان نشأته، وهناك نوعان هم الأكثر رواجاً، والذين يقبل عليهم المئات وهما «البكرة والأعود» وسبب الطلب عليهما هو وفرة اللحم بهما. رجب المحمدى تاجر بالسوق قال: إن الإقبال على لحوم الجمال تراجع عن ذى قبل حيث كان سعر لحمها أقل من اللحوم العادية قديماً، فلم تكن تتجاوز 30 جنيه إلا أن السعر ارتفع الآن ليصل إلى 60 جنيه للكيلو، وهذا أدى إلى قلة إقبال المواطنين على شراء لحومها، مضيفًا أن الجمل البلدى المصرى ومصدره إسنا بمحافظة قنا رغم ندرته فإنه الأفضل ولكن للأسف إنتاجه قليل، مؤكدا أن السوق مفتوح طوال الوقت إلا أن موسم الوفرة هو الشتاء وكمية الجمال تقل فى الصيف بشكل ملحوظ. الحاج طه راشد، أحد أصحاب «الزرائب»، التى بها مئات الجمال خارج السوق فى الجيزة قال ل«الصباح»: إن أنواع الجمال كثيرة منها «البشارى والرشيدى والعبادى والمغاربة والصومالى والسودانى»، والبشارى مثلًا يستخدم فى الترحال للركوب فى السفر، أما السودانى فيعلف ثم يتم ذبحه، ويتراوح وزن الجمال من 200 كيلو إلى 800 كيلو، وأسعاره تبدأ من 11 ألف جنيه إلى 16 ألف جنيه، ويصل سعر الكيلو فى الجمل القاعود إلى 60 جنيها، مؤكدا أنه يقوم بشراء الجمال من سوق أبو قاريش ويربيه من 4 إلى 8 شهور، ويتم علفها بالزرائب ثم يقوم ببيعها للجزارين أى أنه يلعب دور التاجر الوسيط بين السوق الرئيسى والجزارين. وأضاف راشد، أن طعام الجمال قد يكون كزبا مخلوطا بدشيشة الذرة وبطاطا وبرسيما وعرش بطاطا وتبنا مخلوطا بالفول وتبن الفاصوليا والتبن، مخلوطا على قمح، فضلًا عن جميع الخضراوات، إلا أن أهمهم على الإطلاق هو عرش البطاطا والذرة الصفراء، أما السن فتختلف أعمار الجمال إلا أنها فى المتوسط تتراوح من 7 إلى 10 سنوات، مؤكدا أن تربية الجمال مكلفة للغاية، وهذا أحد أهم أسباب ارتفاع سعرها عن باقى المواشى الأخرى التى تباع بأقل من ربع ثمن الجمل المتوسط الحجم. وعن الوضع الوبائى العالمى للمرض أفادت تقارير منظمة الصحة العالمية حتى اليوم إصابة 213 حالة، منهم 89 حالة وفاة، وذلك منذ ظهور المرض فى نوفمبر 2012، والحالات مكتشفة من 11 دولة هى: السعودية، قطر، الأردن، الإمارات، تونس، فرنسا، المملكة المتحدة، ألمانيا، إيطاليا، عمان، الكويت، ومعظم الحالات وعددها 162 حالة مبلغة من المملكة العربية السعودية. وأكد عدد كبير من العلماء أن الجمال حتى الآن لا علاقة لها بنقل المرض للإنسان، وأنها تصاب بالفيروس دون حدوث مرض لأن جهازها المناعى يتغلب عليه، لكنها تعتبر خازنًا للمرض، وقد تكون أسهمت فى حدوث طفرات وراثية للفيروس عند إصابتها، مما مكن الفيروس من إصابة البشر. وعلق محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية ل«الصباح»، أن الجمال نوعان: الأول البلدية وهناك نوع محلى يوجد بالساحل الشمالى ومرسى مطروح، ونوع آخر وهو جمال حمراء اللون وصغيرة فى الحجم إلى حد ما، وهذه السلالة بدأت تتواجد فى مصر، والجمال السودانية أيضًا تعتبر من نفس السلالة البلدية وجميعها من الدرجة الأولى، وسعرها يتراوح بين 45-55، وتأتى فى الدرجة الثانية لحوم الجمال المستوردة من الصومال وجيبوتى وإثيوبيا، وهى المطروحة للبيع فى الشوادر، ويتروح سعر الكيلو منها ما بين 40-45 جنيه. وقد وصل استهلاك لحوم الجمال فى مصر إلى حوالى 35% من نسبة الاستهلاك، والمواطن بدأ يتجه للحوم السودانية، لأنها جيدة وأسعارها فى المتناول، كما أشار أن سوق الجمال سوق واعد جدًا، والمستهلك بدأ يتجه للحومها، وكان استهلاكها فى السابق لا يتعدى 15%. وقد شهد ميناء سفاجا البحرى، إجراءات طبية على كافة الركاب القادمين من السعودية، حيث تم وضع سيارات إسعاف على الأرصفة لسرعة التعامل مع الحالات المرضية وفحصها جيدا خوفا من إصابتها من كورونا، ويقوم الحجر البيطرى داخل الميناء بفحص جميع العجول والجمال القادمة من إثيوبيا والسودان، حيث يتم أخذ عينات قبل دخولها إلى الميناء، وتحليلها بالقاهرة داخل المعامل المركزية.