-الكاثوليك: يجب على الإنجيليين احترام التقاليد الشرقية والمرأة لا تصلح قسيساً -الإنجيليون : لا يوجد نص فى الإنجيل يمنع أن تكون المرأة قسيساً -الأرثوذكسية: الرجل هو رأس المرأة.. والكتاب المقدس لم يأمر برسامة النساء برزت من جديد أزمة رسامة المرأة قسًا فى الكنائس المصرية، بعدما اجتمع السنودس الإنجيلى فى الأسبوع الماضى، ما أثار الجدل كنسيًا حول رسامة المرأة فى السلم الكهنوتى، والذى يحتكره الرجال منذ أكثر من ألفى عام، وسط تشدد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى رفضها لهذه البدعة، إلا أن السنودس الإنجيلى (مجمع القساوسة الكنسى)، تفادى الصدام مؤقتًا، بعدما أحال الملف كله إلى المجلس القضائى والدستورى للكنيسة الإنجيلية، والذى يعتبر بمثابة المحكمة الدستورية للكنيسة، الذى أجل قراره لحين دراسة المساءلة بشكل مستفيض، مع تأجيل القرار النهائى إلى السنودس المقبل، وسط إصرار الكنيسة الإنجيلية على ترسيم المرأة قسًا. رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر، القس صفوت البياضى، أكد ل«الجريدة» أنه «لا فرق بين الرجل والمرأة، ورسامة المرأة قسًا شىء طبيعى فى إطار المساواة بين الجنسين، لكن مجتمعاتنا الشرقية ترفضه بحكم العادات والتقاليد»، مضيفًا: «الكنيسة الأرثوذكسية ترفض الموضوع على الرغم من عدم وجود تقليد كتابى فى الإنجيل يمنع ذلك، لكن لخوفها من المجتمع، فالنص الوحيد الذى يرفض خدمة المرأة فى الأماكن الدينية، تقليد ورد فى العهد القديم، والأخير أبطل العمل بعد مجىء السيد المسيح». وشدد البياضى على أن السنودس الإنجيلى فى طريقه إلى إقرار رسامة المرأة، وهو القرار الذى لا يعنى تنفيه على الأرض، فربما تختلق الكنائس الإنجيلية الذرائع لمنع تطبيقه فعليًا، لأن المجتمع الذى نعيش فيه مجتمع ذكورى لا يستوعب أن تكون المرأة قسًا، مشيرًا إلى أن تفكير المجتمع فى المرأة لا بد أن يتغير، فلا يصح بعد أن وصلت النساء إلى مناصب رئاسة البلاد والحكومات أن تحرم من المنصب الدينى، خاصة أن السيد المسيح لم ينظر إلى شكل الإنسان ونوعه بل جعل المرأة السامرية مبشرة. فى السياق، قال رئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، الدكتور إكرام لمعى، ل«الصباح»: «الإنجيل نص صراحة على وجود سيدات يخدمن فى الكنائس على عهد بولس الرسول، أهم مؤسسى الكنيسة المسيحية فى التاريخ، وهناك سيدات من ضمن تلاميذ المسيح مثل مريم المجدلية والمسيح، وقال عنهن إنهن من تلاميذه، وأرسل المسيح مريم المجدلية لتبشير التلاميذ بقيامته، وجعلها فى مكانة أعلى من التلاميذ أنفسهم. وأكد لمعى أن الكنائس المسيحية لو درست اللاهوت سوف تفهم ذلك الأمر، ويتأكد من يشكك فى رسامة المرأة أنه موجود فى الإنجيل، لأن من يعارضون ذلك يعتقدون أن مثل هذا الأمر لا يمكن حدوثه فى مصر، ولكن لابد للكنيسة أن تتخذ خطوات استباقية نحو التطور، وتغيير فكر المجتمع، مشيرًا إلى أن الكنيسة الإنجيلية لا توجد بها أسرار كنسية كباقى الكنائس، لأنها تعتقد أن كل المؤمنين كهنة، ومن الممكن لأى شخص أن يتولى مهام القس، لذلك تم تأجيل قرار البت فى رسامة المرأة حتى يتم التوافق عليه من كل المجامع الموجودة فى مصر ثم يتم طلب تغيير الدستور الكنسى وإدراج هذا الأمر فيه. فى المقابل، رفض النائب البطريركى للكنيسة الكاثوليكية فى مصر، الأنبا يوحنا قلتة، اتجاه الكنيسة الإنجيلية إلى إقرار رسامة المرأة، قائلًا: «أرجو من الإخوة الإنجيليين أن ينتهجوا فكرًا شرقيًا، يحترم التقاليد والنظم الشرقية قبل السير على خطى الغرب، حتى ولو كانت لكم أسانيدكم التى تؤكدون بها صحة موقفكم، فلابد من احترام الثقافة الشرقية»، مؤكدًا أن الكتاب المقدس لم يسجل رسامة امرأة قسًا، فكل تلاميذ المسيح من الرجال، ولم يكن للمرأة عمل فى الكنيسة على مر العصور على الرغم من الرسالة العظيمة التى كلفت المرأة بها من الخالق. رأى ممثل الكنيسة الكاثوليكية، وافقته الكنيسة الأرثوذكسية، عبر كاهن كنيسة العذراء بمسطرد، القمص عبد المسيح بسيط، الذى قال ل«الصباح»: «هذا القرار يطبق فقط على من يريده، ولكن لا يمكن تطبيقه داخل الكنيسة الأرثوذكسية، لأنها كنيسة محافظة ترتبط بالآباء الأولين التى لم يسبق فى تاريخها رسامة امرأة، ولم يذكر فى الكتاب المقدس رسم نساء للكهنوت، ولم يذكر فى عهد آباء الكنيسة، وعلى مدار 19 قرنًا، وبالتالى مثل هذا الأمر لا أساس له فى العقيدة المسيحية.
جدير بالذكر، أنه فى عام 2009 تقدمت أول مصرية إنجيلية وتدعى آن زكى، بطلب إلى رئاسة الطائفة الإنجيلية فى مصر لرسامتها «قسيسة»، رافضة أن تتم رسامتها فى الولاياتالمتحدة، ومصرة أن تتم «الرسامة» فى مصر لتكون بذلك أول امرأة تكسر قاعدة تاريخية فى الشرق الأوسط، بتعيينها قسيسة بعد أن تم السماح للمرأة أن تكون شيخًا أى نائبة القسيس، فى ظل إعلان البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأسبق، بأن الرجل هو رأس المرأة حسب تعليم الكتاب المُقدس والكاهن يمثل المسيح نفسه، وهو نفس موقف الفاتيكان رأس العالم الكاثوليكى.