تمكنت قوات الأمن من إحباط أحد أخطر المخططات الإرهابية، والذى استهدف اغتيال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى ليلة قداس عيد القيامة المجيد، بعدما ألقت الشرطة القبض على خلية إرهابية، تمت بصلة إلى تنظيم جماعة «الإخوان» الإرهابية، هدفها اغتيال البابا وإشعال نار فتنة طائفية تأكل الأخضر واليابس، فى محاولة يائسة لإعادة المعزول محمد مرسى إلى الحكم. وقال مصدر مطلع ل«الصباح» إن قوات الأمن تمكنت من إلقاء القبض على 8 أشخاص، هم أعضاء خلية إرهابية، يطلقون على أنفسهم «العائدون الجدد»، تنسق مع تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى، وتنظيم «أنصار «بيت الشريعة»، للقيام بعملية إرهابية كبيرة تستهدف البابا تواضروس، بتنفيذ عملية اقتحام لمقر الكاتدرائية المرقسية، أثناء أداء البابا لصلاة عيد القيامة، والقيام باغتياله. وأشار المصدر إلى أن المتهمين تلقوا رسائل مشفرة من القيادى الإخوانى، محمود عزت، للتنسيق مع آخرين فى سيناء، فضلًا عن تلقيهم معلومات من القيادى الإرهابى الليبى، عبدالحكيم الحاج، تفيد «بضرورة الانتقام من الأقباط ومن أعداء الدين والانتقام لأخواتنا الذين تم القبض عليهم»، حسب إحدى الرسائل، التى طالب فيها بالانتقام من البابا باعتباره أحد المشاركين فى الإطاحة بالرئيس «الإخوانى» محمد مرسى، 3 يوليو الماضى. وكشف المصدر عن أن المتهمين خططوا لتقسيم أنفسهم إلى مجموعتين، مجموعة تذهب إلى القاهرة، والأخرى تذهب إلى الإسكندرية، إضافة إلى التنسيق مع عناصر أخرى فى محافظات الصعيد، لإشعال الوضع هناك، كما خطط المتهمون للقيام بالعملية الإرهابية مع عناصر تابعة لثروت شحاتة القيادى بتنظيم القاعدة، وكان الاتفاق على ذلك، إلا أنه تغير، ليقوم المتهمون بالنزول فى شقة فى مدينة نصر تابعة لأحد أنصار التيار الإسلامى، ومن هناك يتم الانطلاق صوب الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وتابع المصدر أن المتهمين أعدوا متفجرات من مواد شديدة الانفجار، وبدأوا فى زرعها فى إحدى السيارات المسروقة، تمهيدًا لاستخدامها فى تفجير الكاتدرائية، مشددًا على أنه وجد مع المتهمين صورًا للبابا تواضروس وخرائط لأماكن وأبواب الكنائس. وأكدت التحقيقات أن العملية كانت إحدى كبرى العمليات التى سيقوم به ثروت صلاح شحاتة، أحد قيادات تنظيم «القاعدة» ضد المسيحيين فى مصر، لأنهم انقلبوا على الشرعية بعد مشاركتهم فى الإطاحة بمرسى، وحتى تشتعل مصر بالفتنة الطائفية، مما يتيح الفرصة للتدخل الأجنبى وإعادة مرسى. وأفاد المصدر أن القوات المسلحة ستشارك بقوات الانتشار السريع لتأمين مقر الكاتدرائية، وتأمين الكنائس بالكامل على مستوى الجمهورية بجانب أن الأجهزة الأمنية قامت بتركيب أجهزة تشويش وأجهزة تصوير ليلى فضلًا عن أن خبراء المفرقعات سيؤمنون مداخل ومخارج الكنيسة بالكامل للكشف عن أى مفرقعات مبكرًا، وأن هناك غرفة عمليات بالتنسيق بين الشرطة والجيش لتأمين الكنائس بالتعاون بينهم مؤكدًا أن تأمين الكنائس سيكون مشددًا تحسبًا لأى عمليات إرهابية. ميدانيًا، شهدت الكنائس فى محافظات مصر المختلفة، استنفارًا أمنيًا، لتوفير أجواء من الأمن للأقباط للاحتفال بأعياد أسبوع الآلام، بعدما تم تمشيط المناطق المجاورة للكنائس، من قبل خبراء المفرقعات، من جانبها أقامت الكاتدرائية مصدات حديدية خارج أسوارها لمنع توقف السيارات أمامها أثناء عقد البابا تواضروس الثانى لصلاة القداس، علاوة على تركيب كاميرات مراقبة إضافية على أسوارها الخارجية فيما قامت كنائس أخرى بتعلية أسوارها، وتركيب كاميرات المراقبة بناءً على طلب الأمن. وكان خبراء المفرقعات والحماية المدنية تمكنوا من إبطال مفعول قنبلة عثر عليها الأحد الماضى أثناء الاحتفال بأحد الشعانين بجوار كنيسة العذراء بمركز الصف التابع لمحافظة الجيزة، كما قامت قوات الأمن بتمشيط محيط الكنيسة، تحسبًا للعثور على أية قنابل. وقال الأب أيوب يوسف راعى كنيسة مارجرجس للأقباط الكاثوليك بدلجا ل «الصباح»، إنهم يصلون وسط بقايا حطام الكنيسة التى لم تنته القوات المسلحة من ترميمها بعد، مشيرًا إلى إنه قام بإرسال جدول مواعيد صلوات «البصخة» خلال أسبوع الآلام للجهات الأمنية، لتوفير التأمين اللازم.