-مخاوف قبطية من تأييد السلفيين للسيسى وتأثيرهم على مواقفه أكدت قيادات قبطية أنه على الرغم من رفض بعض الائتلافات والحركات السياسية المسيحية مسألة ترشح المشير عبدالفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة المقبلة بدعوى أن ترشحه استمرار ل»الحكم العسكرى» بدعوى أن ثورة 30 يونيو «انقلاب» -على حد زعمهم إلا أن الأغلبية العظمى من الأقباط تعتبر السيسى «أعظم شخصية مصرية وطنية أنقذت مصر من الهلاك، وهو المرشح الأبرز لرئاسة الجمهورية». وقال الأنبا بولا أسقف المعصرة وحلوان ل«الصباح»: «إن السيسى هو المرشح الأنسب للرئاسة لأسباب لا حصر لها، أهمها أنه عبر بالبلد من المأزق السياسى الذى كانت تعيش فيه طوال العام الماضى، وسيعبر بها وبالشعب كله من هذه الفترة العصيبة إلى بر الأمان». وأكد الأنبا موسى أسقف الشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن «الأقباط وجميع الحاضرين فى احتفالات أعياد الميلاد الماضى صفقوا بفرح شديد عندما نطق البابا اسم المشير تأييدًا له». فيما اعتبر الدكتور صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية أن «السيسى قائد عسكرى ووزير دفاع ناجح وقدم نفسه على طبق من ذهب للمصريين، وأعتقد أنه سيكون رئيس الجمهورية مختلفًا تمامًا عن سابقيه، وهو الأنسب من بين مرشحى الرئاسة لتولى هذا المنصب فى تقديرى». ومن جانبه، أعلن «إئتلاف أقباط مصر» عن دعمه وتأييده للسيسى كمرشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة عبد الفتاح السيسى لتولى منصب الرئيس، لافتا إلى أن «دعمه ترشيح السيسى جاء بناء على موافقة أغلبية أعضاء الائتلاف بلجانه التسع وفروعه الستة عشر فى كافة المحافظات، مع وضع خطط عمل لدعم السيسى فى هذه المحافظات مع بداية فتح مرحلة الانتخابات الرئاسية وحتى انتهاء العملية الانتخابية». وقال فادى يوسف رئيس الائتلاف: «إن السيسى أصبح شخصية وطنية وله شعبيته، وهو المرشح الأبرز والأهم لرئاسة الجمهورية، فقد أنقذ الرجل مصر من الدخول فى آتون الحرب الأهلية، والأقباط باعتبارهم جزءًا من ثورتى 25 يناير و30 يونيو سيدعمونه للترشح للرئاسة بكل قوة». أما هانى الجزيرى رئيس «حركة أقباط من أجل مصر» فقال «إن مصر منقسمة إلى أربعة أجزاء، جزء يرفض السيسى، وهم من أنصار التيارات الدينية، وبالتحديد الإخوان، وجزء آخر يرى أنه سيحول الدولة المدنية إلى دولة عسكرية، وجزء ثالث يضم ما يسمى (الثورية الأناركية)، وهم الرافضون لأى سلطة، ويرون أن الثورة سرقت منهم، أما الجزء الرابع فهو يضم الغالبية من المصريين الذين يرون أنه لابد من ترشح السيسى للرئاسة لأنه سيكون وريث الزعيم الراحل جمال عبد الناصر». وفى المقابل، اعتبر رامى كامل رئيس «مؤسسة شباب ماسبيرو للتنمية وحقوق الإنسان» أن «ترشح السيسى للرئاسة ما هو إلا رجوع إلى الدولة العسكرية، ولكن قبل موافقة المؤسسة على ترشح المشير للرئاسة سيطرح ملف (مذبحة ماسبيرو) بصفته كان رئيس المخابرات الحربية وقتها، وسننتظر قضاءه فى هذه القضية التى لم نعرف الجناه الحقيقيين فيها حتى الآن». وفى السياق نفسه، طالب الناشط السياسى رامى جان مؤسس حركة «مسيحيون ضد الانقلاب» أقباط مصر ب«تذكير أنفسهم بأحداث ماسبيرو وما فعله العسكر بهم»، على حد تعبيره. وأضاف جان «رسالتى للشباب عموما مسيحيين ومسلمين أغنياء وفقراء عمال وفلاحين، لا تصدقوا القيادات وعودوا بالذاكرة ستجدون أن قادة الكنيسة فى مجلس الشعب كانوا يصفقون لقرار السادات بعزل البابا شنودة من أكثر من بقية الأعضاء، عودوا بالذاكرة ستجدون العسكر لا يؤمنون بالديمقراطية أبدًا». من جهة أخرى فإن تقارب السيسى مع السلفيين دق أجراس القلق فى نفوس المسيحيين وجعلت البعض منهم يراجعون مواقفهم من تأييد السيسى فى الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية شهر مايو المقبل. هواجس الأقباط ظهرت على السطح فى الآونة الأخيرة من تقارب قيادات السلفيين،وفى مقدمتهم نائب رئيس الدعوة السلفية ياسربرهامى، والمشير عبدالفتاح السيسى، مما أدى إلى انقسام الأقباط إلى فريقين أولهما متخوف من انحياز السيسى لأفكار السلفيين، والثانى يرى أن هذه هواجس تنتاب بعض الأقباط نظرًا لما مروا به أثناء حكم جماعة «الإخوان » الإرهابية،أحد أهم أسباب المخاوف القبطية راجعة إلى تحالف السيسى مع المملكة العربية السعودية،بعد وقوف الأخيرة مع مصر منذ ثورة 30 يونيو،خاصة فى ظل تأييد مشايخ السلفية لترشح السيسى. منسق «اتحاد شباب ماسبيرو »، الدكتور مينا مجدى، أكد أن التقارب بان المشير السيسى والقيادات السلفية يثير القلق فى نفوس المسيحيين خاصة بعد تجربة حكم الرئيس «الإخوانى » محمد مرسى، والذى تعاون مع جماعات كانت تريد إجبار المسيحيين على دفع الجزية، لذلك رغم أننالا نستطيع أن نجزم بوجود تقارب بين السيسى والسلفيين، لكن التسريبات التى تخرج بين الحين والآخر وتصريحات قيادات حزب «النور » السلفى،تدل على وجود هذا التقارب. وشدد مجدى على أن المسيحيين لديهم تفهم كامل لمساعى السيسى حشد جميع فئات الشعب المصرى خلفه، خاصة أن بعض التقارير الدولية تتحدث عن أن السيسى لابد أن يغازل السلفيين حتى يضمن أصوات الاسلامي ن بعيدًا عن «الإخوان ،»وليست لدينا مشكلة من هذا التقارب شريطة ألا يكون على حساب المسيحيين، خاصة أن بعض قيادات السلفيين عادة ما تكون تصريحاتهم عدائية ضد المسيحيين، لذلك غير بعض شباب الأقباط ممن هم دون الثلاثين تأييدهم للسيسى إلى مرشحين آخرين فى السباق الرئاسى. من جهته، قال المفكر القبطى، الدكتور فوزى هرمينا، إن الأقباط لديهم مخاوف حقيقية من شيوخ السلفية أمثال ياسر برهامى، الذى يعتبره معظم المسيحيين معاديًا لهم، ويهدف إلى التمكين السياسى بغية طردهم من مصر أو بحد أدنى إجبارهم على دفع الجزية، لذلك على السيسى أن يعى حقيقة أن أصوات الأقباط لن تمنح له على بياض، وإذا كان يريد أصوات المسيحي ن وهى بالم اي ن فعليه أن يضع النقاط على الحروف بخصوص العلاقة مع السلفيين، ودورهم فى البلاد مستقبلآ. وذهب الناشط القبطى مجدى موريس إلى أنه حال ارتماء السيسى فى أحضان السلفيين سيكون بمثابة النكسة التى تقضى على أحلام الأقباط، لأن السلفيين أخطر من الإخوان، وأشد قسوة فى لغتهم عند الحديث عن حقوق المسيحيين، فالسيسى كمنقذ للشعب المصرى وضع المسيحيون الكثير من الأحلام الوردية على وصوله إلى الحكم، وإقامة دولة مدنية تعتمد على الكفاءة بعيدًا عن الاختيار وفقًا للدين أو الجنس، مشددًا على أنه إذا تحالف السيسى صراحة مع السلفيين على حساب الأقباط، فإن معظم المسيحيين ستتوجه أصواتهم إلى المرشح الذى يضمن مدنية الدولة التى تتسع للجميع. فى المقابل، أكد محامى الكنيسة الأرثوذكسية رمسيس النجار أن السلفيين كيان قائم فى مصر والسيسى رمز لكل المصريين، لذلك عندما يتحدث البعض عن أن هناك تقاربًا بان السيسى والسلفيين، فلابد أن نقول هناك تقارب بين السيسى والأقباط والصوفية وغيرهم، لأن السيسى يتحدث بلسان المصريين جميعًا. ووجه الناشط القبطى ممدوح رمزى رسالة إلى الخائفين من التاييد السلفى للسيسي، «قائلاً: لاتكونوا رأس حربة ضد المشير السيسى، فهو يعى تمامًا ما يفعله، حيث عرض حياته للخطر وتصدى لجماعة الإخوان وعزل رئيسهم انتصارًا لإرادة الشعبية، ويجب أن نقف مع الرجل بكل قوة لبناء مصر الجديدة وألا ننساق وراء الشائعات التى تحاك ضده .