مازالت التساؤلات حائرة بشأن العناصر التى تقوم بتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة وتجهيز القنابل بدائية الصنع، التى تستخدمها جماعات الإرهاب المسلح فى استهداف قوات الجيش والشرطة، طوال الفترة السابقة، لكن «الصباح» تمكنت من الإمساك بطرف الخيط، لينفتح المشهد أمامنا على مفاجأة من العيار الثقيل مفادها تشكيل جماعة «الإخوان» الإرهابية «شعبة لتصنيع المتفجرات» قوامها أعضاء الجماعة من خريجى كليات العلوم والصيدلة.
البداية كانت من معلومة حصلت عليها «الصباح» من أحد المصادر المقربة من الإخوان، والتى تفيد بأن جماعة «الإخوان» قامت بإصدار تعليمات لكل عناصرها من طلاب وخريجى كليات العلوم أقسام الكيمياء، لتكوين شعبة إخوانية جديدة تسمى «شعبة تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة»، لمواجهة قوات الجيش والشرطة، وخاصة بعد تزايد الأخبار التى رجحت قرب إعلان وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، وعزز هذا التصور القبض على صيدلى إخوانى يقوم بتصنيع المتفجرات وأيضاً المضبوطين فى الأحداث الأخيرة والذى اتضح أنهم خريجو كليات علمية متخصصة.
من جانبه قال اللواء سيد شفيق، مساعد وزير الداخلية مدير مصلحة الأمن العام، إنهم تمكنوا من كشف 3 خلايا إخوانية إرهابية، كانت تخطط لعمليات ضد سجن برج العرب المحبوس به الرئيس المعزول محمد مرسى وعدد من قيادات الإخوان، وتمت عملية الضبط فى عدد من قرى منطقة العامرية والدخيلة القريبة من سجن برج العرب - ووفقاً لمركز المزماة البحثى الإماراتى الوثيق الصلة بالأجهزة السيادية والأمنية فى مصر - فإن عملية كشف تلك الخلايا تمت بعد ضبط أحد عناصر الإخوان فى منطقة أبو الحول بالعامرية، وهو يقوم بتصنيع عبوات ناسفة وقنابل محلية الصنع، وهذا العنصر الإخوانى هو أسامة على أحمد زكى، وهو حاصل على بكالوريوس علوم قسم كيمياء، وأن جماعة الإخوان قامت بإصدار تعليمات لكل عناصرها من طلاب وخريجى كليات العلوم أقسام الكيمياء لتكوين شعبة إخوانية جديدة تسمى «شعبة تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة».
وقال المقدم محمد نبيل عمر رئيس وحدة المفرقعات بالإسماعيلية: من الوارد أن يقوم الإخوان بتخصيص شعبة لصناعة المتفجرات من أبنائهم الكيميائيين، وخاصة بعد تصنيفهم كتنظيم إرهابي، كما أن خريجى كليات الطب والصيدلة لديهم درجة عالية من التفكير والإمكانية لتصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات بأقل تكلفة خاصة أنهم قد تدربوا جيدا داخل معامل كلياتهم، ولا يحتاجون إلى أماكن أى معامل مخصصة لصناعة المتفجرات، لأنها تتم فى أى مكان وبدون معدات خاصة، كما أن طلاب الإخوان يقومون فقط بصناعة وتكوين الدوائر التفجيرية لكنهم لا يقومون بتنفيذ العمليات، بل يتولى هذه المهمة «انتحاريون».
وبحسب المعلومات التى حصلت عليها «الصباح»، فإن قوام هذه الشعبة والذى انخرط أعضاؤها فى الأحداث الأخيرة يزيد على 500 فرد من خريجى كليات العلوم فى الثلاث دفعات الأخيرة، واستطاعت قوات الأمن القبض على عدد قليل منهم.
من ناحية أخرى، أوضح القيادى المنشق عن الجماعة الإسلامية الشيخ محمد كروم، أن فكرة قيام التنظيمات الجهادية باستغلال طلابها من خريجى كليات العلوم أقسام الكيمياء فى أعمال عدائية ضد الدولة، ليست بجديدة فقد فعلت الجماعة الإسلامية هذا الموضوع منذ فترة طويلة، وأنه من المتوقع أن تقوم جماعة الإخوان بإحيائها من جديد حيث إنهم يستغلون كل إمكانياتهم المتاحة ضد الدولة، لأنهم يعتبرون أنهم فى حالة حرب ووجب فعل أى شىء مهما كانت عواقبه. وقد كشف اللواء محمد جمال، مدير إدارة المفرقعات بوزارة الداخلية، أن شباب الإخوان المتورطين فى التفجيرات الأخيرة قد تلقوا تدريبات على هذه الأعمال داخل قطاع غزة على أيدى قوات حماس، وبعضهم تلقى التدريبات داخل سيناء خلال حكم المعزول محمد مرسى - ووفقا لمركز المزماة - فإن المعلومات المبدئية تشير إلى أن المجموعات التى تم تدريبها على هذا الأسلوب، وخاصة تجهيز السيارات المفخخة يقدر بنحو 500 عنصر إرهابى، نصفهم على الأقل موجود حتى الآن داخل سيناء، وبعضهم هرب إلى قطاع غزة، والآخرون منتشرون فى المحافظات المصرية استعداداً لتلقى أى تعليمات لهم. مشيراً إلى أن وزارة الداخلية تقوم حالياً بتكثيف الاتصالات مع عدد من الدول الأوروبية واليابان حالياً، لتوقيع بروتوكولات للتعاون والتدريب وأيضاً بعثات من الضباط المصريين للتدريب هناك على أحدث وسائل كشف المفرقعات، والتعامل معها، فى ظل التطور الذى تشهده العمليات التفجيرية خاصة أن القائمين بهذه الأعمال حالياً تخلوا عن أسلوب العمليات الانتحارية لعدم وجود عناصر لديهم بعد قضاء الجيش على هذه العناصر فى سيناء.