استشهد الرائد فادى محمود سيف عواد، الضابط بإدارة مرور بورسعيد، الأسبوع الماضى، بعدما سكنت جسده 6 رصاصات غادرة أثناء أدائه عمله، أطلقها «مجهولون» يستقلون دراجة نارية من مسافة قريبة لا تتعدى مترًا واحدًا ثم لاذوا بالفرار، فلقى الضابط مصرعه على الفور. «الصباح» زارت موقع الحادث للكشف عن غموض قضية الرائد «فادى» الذى علق الأهالى صوره فى بعض شوارع بورسعيد مكتوب عليها «القصاص لدم الشهيد»، وهو متزوج ولديه طفل لم يكمل عامه الأول، وطفلة عمرها 3 سنوات، ومعروف بالسمعة الطيبة فى جميع أنحاء المدينة. وقال محمد أحمد، سائق تاكسى يسكن فى نفس الشارع الذى كان يعيش به الشهيد: «كان فى قمة الاحترام ولم نسمع عنه إلا كل طيب، فهو من أسرة محترمة ووالده كان رجلًا متدينًا جدًا لا يترك فرضًا»، واصفًا عملية اغتيال الضابط بأنها «قمة الخيانة، ومن قاموا بارتكاب هذه الجريمة لابد من إعدامهم فى ميدان عام». فيما أوضح مصدر - طلب عدم ذكر اسمه - ل«الصباح» أنه بعد الحادث بيوم واحد ورد اتصال هاتفى لإدارة شرطة النجدة من مجهول أبلغها فيه بأسماء الجناة مرتكبى الحادث، وهما - حسب المصدر- كل من رجب محمد عزام وشهرته «رجب شهامة»، وآخر يدعى «محمود الزقلط»، وتبين أنهما مسجلا خطر ومقيمان بحى الزهور، إلا أن الأمن لم يتعامل مع الاتصال بجدية، ولم يقم حتى باستدعاء «شهامة» و«زقلط» لسؤالهما فى الحادث، على الرغم من أنهما مشهوران بتلقيهما الأموال مقابل القيام بأعمال البلطجة. تفاصيل أخرى فى واقعة التهديدات تكشف مفاجأة أخرى، وهى أن المجنى عليه كانت له واقعة قبل اسشهادة بثلاثة شهور عندما قطع طريقه مسجلو خطر وأجبروه على النزول من سيارته وتعدوا علية بالشوم والعصى والسنج حتى كاد يفارق الحياة، وتم نقله إلى المستفشى فى حالة خطرة ومكث بها شهرًا، والغريب أنه تم إلقاء القبض على المتهمين وإحالتهم إلى النيابة، وعندما أخبرهم المحامى الخاص بهم أنهم سيحصلون فى تلك القضية على حكم بالمؤبد، حاولوا التصالح معه إلا أن محاولات الصلح باءت بالفشل، ولم تمض أيام حتى وصلت إليه رسائل تهديد عبر الهاتف، وتقدم المجنى عليه بطلب إلى مدير أمن بورسعيد يطلب فيها شغل أى منصب إدارى ولا ينزل الشارع إلا أن الطلب قوبل بالرفض .
وقال أحد أصدقاء الشهيد المقربين «فادى أبلغنى قبل الحادث بيوم أنه ورد إليه تهديد على موقع «فيسبوك» أنه ماينزلش الشارع خلال الأيام المقبلة إلا أنه رفض الانصياع للتهديد وخرج إلى عمله»، مرجحًا أن «يكون الحادث بدافع الانتقام من الشهيد الذى تعرض للضرب من قبل بعض البلطجية قبل 3 أشهر، وحرر ضدهم محضرًا ثم رفض التصالح معهم على الرغم من الضغوط التى مورست عليه للتنازل عن المحضر، كما أن المتهمين لم يكونوا ملثمين وقتلوه ب6 رصاصات ولم يصيبوا سائقه برصاصة واحدة». وأضاف صديق الشهيد أن «مجهولين هددوا فادى قبل أسبوع من الحادث بقتل أولاده وزوجته وأخبروه أنهم يعلمون مواعيد خروجهم ودخولهم حتى رقم السيارة التى يستقلونها، إلا أنه لم يبال بتهديداتهم. وفى يوم الحادث فوجئت باتصال هاتفى من أحد المقريبن لى يقول لى إن مجهولين قتلوا عسكرى شرطة بشارع الجولف أمام إشارة المرور فهرعت على الفور إلى مكان الحادث لأجد فادى غارقًا فى دمائه فلم أصدق عينى، فقد استشهد فى الحال». وكشف تقرير الطب الشرعى عن الحادث أن الرصاصات التى سكنت جسد المجنى عليه أُطلقت من على بعد متر منه تقريبًا، ولم تكن من مسافة بعيدة، وأول رصاصة كانت فى رقبته ظنًا من الجناة أنه كان يلبس واقيًا ضد الرصاص». ومن جانبه، كشف مصدر أمنى ل«الصباح» عن أن التحريات حددت هوية المتهمين بارتكاب الواقعة، وأنه سيتم إلقاء القبض عليهم خلال الأيام المقبلة، مؤكدًا أن الجناة لم يغادروا مدينة بورسعيد حتى هذه اللحظة، وأنه فى نفس اليوم الذى استشهد فيه الضابط «فادى» تم إلقاء القبض على شخص «جهادى» من المتهمين بارتكاب عدة أعمال إرهابية. ونفى المصدر الأمنى ما نشرته بعض المواقع الإلكترونية عن أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المتهمين فى الواقعة، لافتًا إلى أن «هذا الكلام عارٍ تمامًا من الصحة، فلم يتم القبض على أحد حتى هذه اللحظة».