مع فشل مخطط التظاهرات المسلحة وجر البلاد إلى العنف فى الداخل، قرر التنظيم الدولى لجماعة «الإخوان» الإرهابية، نقل معركته مع الشعب المصرى إلى الساحة الأفريقية، بعدما تأكد من انهيار شعبية الجماعة داخلياً. المخطط الإخوانى الجديد يهدف إلى حشد الدول الأفريقية للاعتراف بأن ما جرى فى «3 يوليو» الماضي، انقلاب عسكري، وليس ثورة، والمطالبة بمقاطعة أفريقية كاملة للقاهرة، بزعم أن التضييق الأفريقى قادر على إعادة الرئيس «المعزول» محمد مرسى وقيادات جماعته إلى الحكم، فى ظل دعم أفريقى تقوده دولة جنوب أفريقيا، التى تتبنى مواقف مضادة لثورة 30 يونيو، حيث دأبت فى الفترة الأخيرة على استضافة اجتماعات قادة التنظيم الدولي. مصدر إخوانى مطلع كشف ل«الصباح» عن تحركات قيادات التنظيم الدولى لجماعة «الإخوان» الإرهابية، لإقناع الدول الأفريقية بالوقوف ضد النظام المصري، والمطالبة بعودة الرئيس المعزول إلى الحكم، من خلال عرض وجهة النظر الإخوانية على مؤتمر القمة الأفريقية الذى عقد هناك الأسبوع الماضي، والذى غابت عنه مصر للمرة الأولى، فضلاً عن عقد لقاءات بين قيادات التنظيم الدولي، مع عدد من قيادات الدول الأفريقية خاصة جنوب أفريقيا وإثيوبيا ومالي، والتى تمت بشيء من السرية بعيداً عن أنظار أجهزة التخابر الدولية، بغية تعزيز الضغوط الدولية على مصر والتى تعمل على تضييق الخناق سياسياً واقتصادياً على القاهرة فى القارة الأفريقية. وكان من أبرز الحضور فى القمة الأفريقية، ممن سعوا لترويج الشائعات ضد النظام المصري، السفير القطرى فى جنوب أفريقيا، السيد سالم عبدالله الجابر، وعضو التنظيم الدولى للإخوان عن دولة إندونيسيا، إميل سالم، والذى تربطه صداقة عميقة، بوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الاقتصادية والاجتماعية، السير نيتين ديساى، وأمين عام جماعة «الإخوان»، محمود حسين، والأمين العام للتنظيم الدولي، إبراهيم منير، ووزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية السابق، الإخوانى محمد محسوب. وهدفت قيادات الجماعة من زياراتها إلى جنوب أفريقيا، الحصول على التزام سياسى من جانب الدول الأفريقية، بالاعتراف بأن ما حدث فى مصر فى «3 يوليو»، انقلاب عسكري، والتعهد بالعمل على مساعدة قيادات التنظيم لإعادة الرئيس المعزول إلى السلطة، وهو ما ترجم فى بيان أصدرته قيادات التنظيم الدولى عقب انتهاء المؤتمر حمل عنوان «بيان مستقبل مصر»، تحدث عن وقوف الدول الأفريقية بجوار قيادات التنظيم حتى إسقاط ما وصفوه ب«الانقلاب العسكري»، والإفراج عن معتقلى الإخوان، وعودة المعزول إلى السلطة. ويلعب التنظيم الدولى على وتر توتر العلاقات بين مصر وإثيوبيا على خلفية بناء الأخيرة سد «النهضة»، من أجل إحراج مصر أفريقياً، ويسعى التنظيم إلى استخدام ملف السد الإثيوبى للضغط على مصر فى المحافل الأفريقية، وتركيعها، خاصة أن دولة إثيوبيا تأخذ جانب «الإخوان». الاستقطاب الإخوانى لقادة الدول الأفريقية تجلى واضحاً فى كلمة نائب وزير العلاقات الدولية والتعاون فى جنوب أفريقيا، إبراهيم إسماعيل إبراهيم، فى افتتاح قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي، والتى أدان خلالها السلطات المصرية الحالية، ونعتها ب«الانقلابية»، مشدداً على سلمية جماعة «الإخوان». وحاول أمين عام جماعة «الإخوان»، محمود حسين، خلال كلمته، شحن المجتمع الدولى ضد مصر، بمحاولة تشويه صورة الجيش والشرطة أمام دول القارة السمراء، والتحريض ضدهم بهدف الحصول على دعم كبار المسئولين من الحضور فى مؤتمر «جوهانسبرج»، وأكدت المصادر الإخوانية ل«الصباح»، أن حسين استطاع أن يقنع كبار المسئولين فى أفريقيا بعدم الاعتراف بشرعية السلطة الحالية فى مصر، والمطالبة بعودة الرئيس المعزول، ومخاطبة الدول الداعمة مادياً لمصر، بوقف ضخ أموالها لعدم وجود مناخ استثمارى ملائم، معتبراً أن غياب مصر عن الساحة الأفريقية الرسمية سببه عدم اعتراف دول أفريقيا بالانقلاب العسكري، على حد زعمه.