فى ظاهرة غريبة، تسببت زيادة عدد رجال الأعمال المحبوسين فى السجون فى تحول باقى السجناء التقليديين إلى «موظفين» يعملون لديهم، ويحصلون على رواتب فى نهاية كل شهر، وذلك مقابل خدمات يقدمها «السجين العادى» لرجل أعمال أو شخصية عامة مسجونة معه فى نفس العنبر، بل وربما ينال مكافأة نهاية خدمة لو أنهى مدته وخرج! سجن المزرعة يعتبر الأفخم فى مستويات الرفاهية التى يقدمها لنزلائه، لأنه يضم لفيفاً من رجال الأعمال الفاسدين، بالإضافة إلى قضاة أو ضباط ارتكبوا جرائم مادية أو معنوية، وعرفنا من مصادرنا داخل سجن المزرعة أن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى يُعد أعلى المساجين الذين يدفعون رواتب للذين يؤدون الخدمات لهم، فقد حدد مصطفى راتباً شهرياً قيمته 1400 جنيه لسجين تم حبسه لتغيبه عن أداء الخدمة العسكرية، وتم القبض عليه وحبسه لمدة عام، فقام مصطفى بتوظيف هذا المسجون كمساعد يؤدى له بعض الخدمات ويقوم بتنظيف حجرته يوميا، ليصبح أعلى مرتب مسجون داخل سجن المزرعة.
وبعد انتهاء هذا الشاب من فترة حبسه وخروجه من السجن، قام مصطفى بإهدائه سيارة فيرنا موديل 2012 كمكافأة نهاية الخدمة.
بدوره قام أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق، قبل خروجه من السجن بإعطاء راتب للمسجون الذى يساعده يقدر بحوالى 700 جنيه، وهو بهذا أقل راتب يتم إعطاؤه بين المشاهير فى السجن. وجاءت رواتب جمال وعلاء نجلى رئيس الجمهورية الأسبق فى النطاق المتوسط بحوالى 900 جنيه، وعلى الجانب الآخر لم يدفع صبرى نخنوخ أخطر وأشهر البلطجية بمصر رواتب للذين يخدمونه بسبب رصيده الكبير فى عالم الجريمة والبلطجة، لذا فهو يفرض سيطرته ونفوذه بالسمعة وليس بالمال، لكنه أحيانا يقوم بتوفير خدمات جيدة لهم بالسجن، عن طريق دخول طعام جيد ومشروبات غازية بالإضافة إلى السجائر