مازالت جماعة الإخوان الإرهابية تحاول نشر أفكارها المسمومة فى المجتمع بكل الطرق، لم يكفها أن نفس هذه الأفكار التكفيرية الهدامة قد شقت الوطن واستحلت دماء أبنائه البريئة، بل مازالت تبحث عن منابر تنشر من خلالها رؤيتها المنحرفة للأمور فى مصر. الأفكار الإخوانية ستطل علينا الآن من خلال عدة قنوات فضائية جديدة يحاول التنظيم من خلالها أن يثبت أنه مازال موجودا على الساحة، ويحاول أيضا السيطرة على عقول الشعب المصرى وتشويه أفكاره. طموح الإخوان الفضائى لم يتوقف بعد غلق القنوات الخاصة بهم عقب ثورة 30 يونيو، بل ظلوا يفكرون فى بث قنوات أخرى بالتعاون مع تركياوقطر، وتحقق لهم ما أرادوا عن طريق قناة «رابعة» التى تبث كل المواد التحريضية التى يريدونها. «رابعة»– قناة الوجوه المألوفة رغم إعلان جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، لم يتراجع أعضاء التنظيم عن أفكارهم التى قادت الوطن كله إلى حافة الهاوية، بل قاموا بالإعلان عن قناة فضائية جديدة تحمل اسم «رابعة» تحت شعار «نبض الحرية»، وسخرت الجماعة ميزانية ضخمة لتمويل افتتاح القناة، وعندما فشل إطلاقها من بيروت فى المرة الأولى وقع الخيار على تركيا التى يحكمها حزب إخوانى، فأصبح بث القناة يأتى من إسطنبول. القناة هدفها نقل أفكار الجماعة إلى بلدان العالم العربى والإسلامى من خلال مجموعة متنوعة من البرامج الإخبارية والسياسية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب بعض التغطيات الحية والتفاعلية لآخر التطورات والأحداث، كما تعرض «رابعة» دوماً فيديوهات لفض اعتصامى «رابعة» والنهضة وما حدث يومها لكن من وجهة نظر إخوانية بحتة تروج لكون التنظيم ليس لديه دور فى قتل أحد. المشاهد سيجد بعض الوجوه المألوفة بين مقدمى برامج «رابعة»، مثل «عاطف عبدالرشيد» رئيس مجلس إدارة قناة الحافظ السابقة والمقيم بتركيا حالياً، و«خالد عبدالله» أحد مقدمى البرامج فى القنوات الإسلامية والهارب حاليا خارج البلاد، و«عاصم عبدالماجد» المنتمى للجماعات الإسلامية والمقيم بقطر حالياً ولكنه يظهر على شاشة قناة «رابعة» فى برنامج يومى يحمل اسم «انقلاب ضد العسكر بمصر». قناة «رابعة» تبث الآن عبر ال«يوتيوب» فى البداية وبعدها ستنطلق على النايل سات على حد قول عاصم عبدالماجد، والراعى الرسمى لها بمصر هو حزب البناء والتنمية الذراع السياسى للجماعة الإسلامية، لهذا فهو يقوم بعرض برامج القناة على موقعه الرسمى لحظة بلحظة. الندى - عودة الشيوخ: بعد إغلاق قناتى الناس والحافظ، لجأ شيوخ القناتين إلى انطلاقة جديدة فى فضائية «الندى» التى تبث على نايل سات حاليا، وهدفها كما يقول مقدموها إعادة الثقة لكل ما هو إسلامى، وتسليط الضوء على المشاريع الخدمية التى تعنى بشئون المسلمين فى كل مكان. تمويل «الندى» جاء من قبل الشيوخ أنفسهم وعلى رأسهم أبى إسحاق الحوينى ويوسف القرضاوى، بينما يتكون فريق مقدمى البرامج بقناة «الندى» من الشيخ أشرف بن محمد بن عبد ربه عامر «المعروف بأشرف عامر»، الذى يقدم برنامج تعليم أحكام تجويد القرآن الكريم، والشيخ إبى إسحاق الحوينى يقدم برنامج طاعة الإخوان المسلمين، والدكتور عمر عبدالكافى مقدم برنامج حكماء الإخوان، والشيخ أسامة على محمد سليمان، الذى يقدم برنامجا عن القرآن ومدى ارتباطه بأنصار السنة المحمدية، والشيخ أحمد عبدالرحمن النقيب، الذى يقدم برنامج اعتصموا، والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ محمد حسان، والشيخ محمود المصرى الذى يقدم برنامج هنا الجنة وغيرهم من الشيوخ. الندى لم تغفل الاهتمام بالشباب، لهذا سنجد فيها برامج دينية شبابية يقدمها د. حسام أبوالبخارى ومحمد الهجان ومحمد جعباص ومحمد حمزة ومصطفى وافى ود. محمد أبو فرحة وشادى صبرى وطارق منصور، والقناة يتم بثها من تركيا أيضا، وتم إنشاؤها عقب ثورة 30 يونيو. «أحرار 25» - قناة الأخوات: وهى قناة إخوانية لا تقدم إلا برامج نسائية تقدمها بعض قيادات تنظيم الأخوات المسلمات، ويتم بثها من قطر وتقدم 6 برامج فقط: برنامج الدعوة، وبرنامج «انقلاب شباب ثائر» وتقدمه الدكتورة باكينام الشرقاوى، وبرنامج مرسى حبيب الله وتقدمه القيادية عزة الجرف، وبرنامج شاطر يا سيسى الذى تقدمه عزة الشاطر، وبرنامج مقاومة الحرائر الذى تقدمه فتيات حركة 7 الصبح وبعض الحركات الإخوانية. القناة النسائية تعرض ليلاً صورا لضحايا فض اعتصامى «رابعة» والنهضة من أجل ابتزاز المشاهدات عاطفيا. قناة «الشرعية» - شاشة محمود عزت: قناة الشرعية هى آخر المنابر الإعلامية الإخوانية، هدفها الدفاع عما تسمية «الشرعية» وتدافع عن الرئيس المعزول محمد مرسى بكل الطرق الممكنة، وأغلب محتواها يهاجم الجيش المصرى والفريق أول عبدالفتاح السيسى. القناة حالياً يتم بثها عبر ال«يوتيوب»، وهى لا تقدم برامج، فالبرنامج الوحيد الذى يتم تقديمه على شاشتها هو برنامج لتعليم «المنهج القطبى» على أيدى محمود عزت مرشد الإخوان المؤقت الهارب إلى قطاع غزة ومجموعة من أنصار بيت المقدس، حيث يتناول فى كل حلقة موضوعا مختلفا، فيوما يتناول أهمية السمع والطاعة لدى الجماعة، وضرورة تنفيذ الأوامر بدون نقاش حتى ولو كانت عملية انتحارية، وحلقة يحاول فيها تبرير الارتباط الوثيق بين جماعة الإخوان وحركة حماس، وتوضيح إلى أى مدى هم كيان واحد ووحدة واحدة، وحلقة يتناول فيها كيفة صناعة القنابل اليدوية وكيفية استخدامها عند الاحتياج إليها. القناة لا تتوقف أبدا عن الهجوم على الجيش المصرى وتشويه شخصية الفريق عبدالفتاح السيسى ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ونشطاء 25 يناير وتمرد، أى كل من عارض الإخوان، ثم تعرض فيديوهات لأطفال لا يتعدون ال5 أعوام يصغون لتعاليم من كتب سيد قطب. تحدثنا مع على عبدالرحمن، مستشار رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، والذى أخبرنا ان قنوات الإخوان سواء كانت قناة «رابعة» العدوية أو قناة الشرعية أو قناة الندى وقناة «أحرار 25» لا تبث من مصر، ولا على القمر النفسى نايل سات، حيث إن النايل سات له قواعد صارمة فيما يتعلق بالقنوات الدينية، ويرفض بث القنوات الموجهة التى تحرض المشاهد ضد موضوع ما، لكن هذه القنوات الإخوانية تتغلب على هذا بالبث على أقمار أخرى فى نفس المدار الذى يشغله النايل سات « 7 غرب»، مثل القمر البحرينى نور سات، أو القمر القطرى سوهين، أو أقمار دولية أخرى تقترب من المدار 7 غربا، وعليه فإن مشاهد مصر يستطيع أن يستقبل هذه القنوات بدون الحاجة لأى تعديلات، لكنها لا تبث على النايل سات وبالتالى لا تملك الدولة المصرية أن تتحكم فى محتواها. أما فيما يتعلق بالمحتوى التحريضى التى تمتلئ به تلك القنوات، والمواد الإعلامية التى تشجع على العنف فقال عبد الرحمن إنه يرجح اللجوء إلى القضاء والتحكيم الدولييْن، وتقديم شكوى لاتحاد الإذاعات الدولى.. أما علميا فيمكننا اللجوء إلى التشويش الهندسى على الإرسال، مؤكدا أنه مع الوقت ومع زيادة الوعى السياسى لدى المشاهد المصرى سيتأكد الجميع أن هذه القنوات تخالف كل الثوابات الوطنية والدينية المصرية، وبالتالى فإن المشاهد سوف يلفظها تماماً من نفسه، مبرهنا على وجهة نظره بانخفاض نسبة مشاهدة قناة الجزيرة عقب سقوط الأقنعة وانكشاف وجهها الحقيقى.
