كشفت مصادر سيادية ل«الصباح» النقاب عما يدور داخل مطبخ التنظيم الدولى لجماعة الإخوان فى تركيا، بعد أن عقدت مجموعة من قادة التنظيم عدة لقاءات مؤخرًا فى مدينة إسطنبول، لدراسة الأوضاع فى مصر خصوصًا بعد فشل كل محاولات الضغط على القاهرة من أجل الخروج من الأزمة الراهنة للجماعة. وأوضحت المصادر أن التنظيم الدولى يعقد اجتماعات دورية مع أعضائه منذ عدة أسابيع فى إسطنبول، تحت رعاية شخصية من رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا، لبحث خطط بديلة لإنقاذ التنظيم فى مصر وإعادة هيكلة خسائر الجماعة بعد ثورة 30 يونيو التى نجحت فى عزل محمد مرسى واجتثاث الإخوان من الحياة السياسية المصرية، بعد إعلان مجلس الوزراء مؤخرًا اعتبار جماعة الإخوان «منظمة إرهابية». ولفتت المصادر إلى أن القيادى الإخوانى إبراهيم منير عقد اجتماعات حضرها زكى بن أرشيد، المراقب العام لجماعة الإخوان بالأردن، وعبدالمجيد الذنيبات، المراقب العام السابق، تزامنت هذه اللقاءات مع وصول قادة من حركة حماس إلى إسطنبول ضمن وفد ضم 15 قياديًا فلسطينيًا، على رأسهم إسماعيل هنية من غزة، وخالد مشعل من دمشق. الاجتماع الاخير للتنظيم الدولى عُقد بمقر «الجمعية الاسلامية العامة» بمنطقة «السلطان أحمد» فى إسطنبول بحضور الدكتور عمرو دراج، والدكتور جمال حشمت القياديين بالجماعة، الهاربين مؤخرًا من مصر، فضلًا عن الدكتور جمعة أمين مفكر الجماعة والدكتور إبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولى ومجموعة من قادة التنظيم حول العالم . ولم تستبعد المصادر أن يكون الهدف من هذا اللقاء هو رسم ملامح مستقبل التنظيم الدولى فى الخارج، خاصة فى ظل ملاحقة الأمن المصرى لأعضاء التنظيم عبر الإنتربول، بالإضافة إلى المحاولات الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من فلول الجماعة فى الداخل. كما تهدف الخطة إلى إرباك النظام السياسى فى مصر وخلخلة الوضع الأمنى من أجل الضغط ل«تحرير الصقور» من قادة الجماعة وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد السابق ومجموعة من قيادات الإخوان منهم الدكتور محمد البلتاجى، والدكتور عصام العريان بالتنسيق مع بعض عملاء الجماعة فى مصر من المنشقين عنها فى الظاهر مؤخرًا مقابل إعادتهم إلى أحضان الجماعة، وعلى رأسهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذى يتجه أعضاء التنظيم الدولى لدعمه بالتوافق مع كوادر الإخوان فى مصر على أن تتم الصفقة بالتصعيد فى الشارع والجامعات من قبل طلاب الإخوان وشباب التنظيم الخاص، بالإضافة إلى الدور الخفى لقسم «الأخوات» الذى يشرف عليه أيمن عبد الغنى زوج ابنة «الشاطر»، الذى ينفذ تعليمات رئيسه جمعة أمين مفكر الجماعة والرئيس الروحى لقسم «الأخوات» . «تحرير الصقور» رصدت «الصباح» سعى أعضاء التنظيم الدولى للإخوان فى الفترة الأخيرة إلى تنفيذ خطة إثارة الفتن والفوضى فى مصر، ومحاولة إحراق البلد، واللعب على وتر الفتنة الطائفية بتدمير الكنائس، والتعرض لتجارة الاقباط، سعيًا للتدخل الأجنبى فى مصر بزعم «الإصلاح وفض النزاع والخلاف وحفظ الأمن والسلام». التعليمات التى يتلقاها كوادر التنظيم فى مصر من خلال التوصيات الأخيرة الموجهة إلى الإخوان والمكاتب الإدارية التابعة لها والمنتشرة فى المحافظات، تقضى بقطع الطرق والسكك الحديدية ومحاصرة الأجهزة سيادية ومبانى المحافظات والاعتصام حولها. وتخطط الجماعة أيضا لإلهاء مصر على الحدود، وإحداث حالات فوضى من خلال عناصرها الإرهابية فى سيناء، وعلى رأسها حركة «حماس» وبعض الجماعات التكفيرية التى يسيطر عليها المرشد الحالى الهارب إلى غزة محمود عزت، بالإضافة إلى جماعة «أنصار بيت المقدس» التى نجحت مؤخرًا فى التغلغل داخل أحياء مناطق فى الدلتا وداخل القاهرة الكبرى وبعض الجبال القريبة من الحيز السكنى للعاصمة. ويهدف المخطط الإجرامى إلى تفجير مبنى المخابرات العامة، واستهداف السجون من أجل اغتيال قيادات الجماعة لإرباك الوضع السياسى فى مصر، مما يسهل عملية الاستقواء بالخارج، ويفتح الطريق للتدخل الخارجى فى شئون مصر الداخلية . وثيقة «بديع» وتكشف وثيقة موقعة بخط المرشد العام السابق للجماعة الدكتور محمد بديع، كتبها فى شهر رمضان الماضى أثناء اعتصام رابعة العدوية، وبعد عزل «مرسى» مباشرة، عن التعليمات التى أصدرها «بديع» لكوادر التنظيمات والشفرات التى لا يفهمها أحد من أعضاء الجماعة سوى مسئولى المحافظات فقط. وجاء فى الوثيقة ما يلى نصًا «السادة أعضاء المكاتب الإدارية والمناطق بناء على قرار التنظيم الدولى يجب العلم أن المساجد هى نقاط انطلاق كوادر التنظيم من صفوف الجماعة غير المعروفين إعلاميًا أو الذين هم ضمن قوائم الرصد الأمنية، عليكم أن تحاصروا مؤسسات الدولة فى المحافظات ومديريات الأمن والاعتصام فى أماكن حيوية، مع قطع الطرق فى الميادين العامة بالمحافظات وقطع خطوط الكهرباء والخدمات الأولية ومقاطعة حكومة الانقلاب، وإعلان العصيان المدنى وبعدها ستكون كل الأمور تحت تصرفنا»، والتوقيع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين «محمد بديع». قائمة التمويل أما مستند التمويل القطرى لكوادر الإخوان وبعض الموالين لهم فى القاهرة والمحافظات، والذى كانت «الصباح» قد حصلت على صورة ضوئية منه، فهو يفيد بتلقى بعض الأسماء السياسية والدينية التى كانت بارزة على الساحة إبان حكم الجماعة، تمويلًا كبيرًا من إمارة قطر، ومن هؤلاء الدكتور عبد الرحمن البر مفتى الإخوان، وعبد المنعم عبد المقصود محامى الجماعة، وسيف عبد الفتاح المستشار السابق للمعزول «مرسى»، وصفوت حجازى القيادى الإخوانى المعروف، ومحيى حامد عضو مكتب الإرشاد، بالإضافة إلى الدكتور محمد سليم العوا، وعصام العريان ومحمد البلتاجى والدكتور أسامة ياسين وزير الشباب السابق والدكتور عمرو دراج، والدكتور رفيق حبيب نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» ومجدى أحمد حسين رئيس حزب «العمل الجديد»، وعزة الجرف «أم أيمن» عضو مجلس الشعب ، وآخرون. ومن جهة أخرى، تمكنت جماعة الإخوان من بناء تنظيم شديد الهرمية بأوجه مختلفة داخل الولاياتالمتحدة، بمعرفة بعض قادة الإخوان المقيمين فى أمريكا، فى حين عمدت هذه الفروع المنتمية للإخوان إلى إخفاء تبعيتها للتنظيم الخاص بسبب سمعته السيئة. ويقول ثروت الخرباوى القيادى المنشق عن الجماعة «إن الأجندة التى تبغى تلك المنظمات تطبيقها بعيدة إلى حد كبير عن الأهداف العامة للمنظمات ذات الصلة، مثل حماية الحقوق المدنية للمسلمين مثلا، إلا أنها تهدف أصلًا إلى العمل على تمكين الإخوان حول العالم وليس فقط فى مصر، والهدف الأساسى الذى وضعته كل المؤسسات الإخوانية فى مقدمة أجندتها منذ بداية التسعينيات وحتى الآن هو تقديم الدعم المادى والسياسى لأعضاء الجماعة خصوصًا فى مصر بعد عزل مرسى ولحركة حماس فى غزة، من أجل مساندة الإخوان فى حربها على الدولة المصرية حاليًا». وعلى رأس هذه المؤسسات «الجمعية الإسلامية الأمريكية» التى يتبعها العشرات من المنظمات الإسلامية منذ عام 1990، و«الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية» التابعة للجماعة منذ 1981، و«المعهد العالمى للفكر الاسلامى» ، و«رابطة الطلاب المسلمين» التى يتزعمها جهاد الحداد مستشار المعزول، والأخيرة هى المحور الأساسى لمخططات الجماعة وتنظيمها الدولى فى تركيا الراعى الدولى لجماعة الإخوان، بالإضافة إلى قطر، الراعى الإقليمى للتنظيم، من أجل «تخريب مصر».