فجرت تحريات جهاز الأمن الوطنى، التى حصلت «الصباح» على نسخة منها، العديد من المفاجآت فى حادث تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة، حين كشفت أن المجند الذى ألقى القبض عليه قبل وقوع الحادث بأسبوع وبحوزته «لاب توب» وكاميرا، جرى تجنيده من قبل عضو بجماعة الإخوان من مدينة المنصورة، وعُرض عليه مبلغ مالى كبير مقابل تصوير مبنى المديرية ومعرفة مواعيد تغيير الورديات ودخول وخروج القيادات الأمنية. المتهم اعترف خلال التحقيقات بأنه تعرف على أحد قيادات الإخوان عن طريق أحد أصدقائه المنتمين للجماعة، وطلب منه معرفة كافة التفاصيل الخاصة بضباط المديرية مقابل مبالغ مالية طائلة، مشيرا إلى أن ظروفة المادية القاسية دفعته للموافقة على ذلك، لافتا إلى أن القيادى الإخوانى سلمه «كاميرا ولاب توب» لتصوير الأهداف المطلوبة وإرسال الصور عبر الإنترنت، بعد تدريبه على كيفية التعامل مع جهاز الكمبيوتر المحمول. وكشفت التحريات أن اللقاءات بين المجند والقيادى كانت تجرى بإحدى الشقق بمدينة المنصورة، وأن القيادى الإخوانى طلب من المجند فى اللقاء الأخير تصوير مبانى المديرية، خصوصا المبنى الموجود به مكاتب القيادات المهمة، إضافة إلى رصد أسماء كافة القيادات الموجودة بالمديرية، وأن المجند نفذ المطلوب منه بتصوير المديرية وكافة أدوارها وأرسل الصور للقيادى الإخوانى. من جهته، قال مصدر أمنى رفيع المستوى إن الانتحارى الذى فجر نفسه بعد أن اقتحمت سيارته محيط مديرية أمن الدقهلية وبداخلها العديد من العبوات الناسفة والمتفجرات، عُثر على أشلائه، وتبين أنه ينتمى لتنظيم جهادى من سيناء. وأضاف المصدر أن السيارة المفخخة التى جرى تفجيرها «بدون لوحات معدنية»، وأن العملية تم التخطيط لها منذ ما يقرب من شهر، وشارك فى التنفيذ عناصر من حماس، وجهاديون من سيناء أعضاء بجماعة «أنصار بيت المقدس». وأوضح المصدر أن الأمن الوطنى تمكن من تحديد هوية بعض القيادات الإخوانية التى شاركت فى تسهيل تنفيذ العملية، وتمت مداهمة منازلهم إلا أنهم كانوا لاذوا بالفرار إلى سيناء، مؤكدا أن هذه العملية لن تكون آخر عملية ينفذها التكفيريون، وأن بعد نجاحهم فى العملية ستكون هناك عمليات أخرى مماثلة لأهداف أخرى مثل بعض المواقع الشرطية. كانت أجهزة الأمن بمديرية أمن الدقهلية ألقت القبض على مجند يدعى «عبدالله عرفات» 23 سنة، وبحوزته جهاز «لاب توب» وكاميرا، وتولى جهاز الأمن الوطنى التحقيق مع المتهم، وأكدت التحريات أن المتهم له انتماءات إخوانية، ووالده كان من ضمن المعتصمين برابعة العدوية.