مريم المجدلية.. واحدة من بين أكثر النساء إثارة للجدل وسط الشخصيات التاريخية؛ فما بين شائعات بزواجها من السيد المسيح عليه السلام، وإشادات بدورها فى حياته.. تباينت الآراء التاريخية حولها، يرى فيها البعض شخصية ثرية دراميا تضمن نجاح أى عمل يتناول قصة حياتها، وعلى الرغم من ذلك لم يلق أحد عليها الضوء من قبل على الرغم من عدم رفض الكنيسة تجسيدها على الشاشة.. لكن يبدو أن تلك الشخصية لفتت انتباه الكاتبة اللبنانية كلوديا مارشيليان التى قررت تناول سيرة حياتها فى فيلم سينمائى يحمل اسم «وصار إنسانا» يتم تجسيدها من خلاله بالإضافة لتجسيد المسيح عيسى عليه السلام، وتقوم ببطولته سيرين عبد النور، التى توقعت أن يثير الفيلم موجة من الانتقادات ضدها بسبب تجسيدها لشخصية مريم المجدلية وتجسيد عيسى عليه السلام أيضا؛ إلا أنها طالبت الجميع بانتظار عرض الفيلم لتقييمه وعدم إصدار أحكام مسبقة عليه، وقالت إنها ترى فيها شخصية تستحق التجسيد فهى كانت خاطئة وتابت عندما استمعت إلى تعاليم المسيح، والتقت به وتعلمت منه تلك الملامح الإنسانية.. المعلومات التاريخية حول مريم المجدلية تقول إنها من أهم الشخصيات المسيحية المذكورة فى العهد الجديد، وتعتبر من أهم النساء من تلامذة السيد المسيح والشاهدة على قيامته، وأول الذاهبين لقبره حسب ما ذكر فى «الإنجيل» .. وحسب الروايات عالجها المسيح بإخرج سبع أرواح شريرة منها، وكانت إحدى النساء اللاتى يخدمنه فى الجليل.. لكن على الرغم من عدم اعتراض الكنيسة على تجسيدها فإن ملمح الاعتراض الوحيد حولها هو ظهورها بشعرها، وهو الأمر الذى ترفضه الكنيسة بشكل قاطع. يتوقف نجاح العمل وجذب الجمهور إليه على كاتبته كلوديا مرشيليان، خاصة أننا نفقتد إلى الأعمال الدينية القوية فى الوطن العربى، وتستعد سيرين لبدء تصوير الفيلم فى شهر يناير المقبل فى لبنان، وسيتناول الفيلم حياة المسيح عليه السلام وآلامه من وجهة نظر مريم المجدلية التى تم التطرق لها ولشخصيتها بشكل كبير فى الفيلم الأجنبى « آلام المسيح The passion» للمخرج ميل جيبسون ورفضت الكنيسة المصرية وقتها دخول الأطفال لحضور الفيلم لبشاعة مشاهد التعذيب، كما ظهرت مريم المجدلية أيضاً فى عدد من الأفلام التى تعرضها الكنيسة على القنوات الدينية ويخرجها ماجد توفيق ومنها فيلم «أم النور» الذى يجسد شخصية السيدة العذراء مريم. حاولنا معرفة آراء عدد من النقاد فى فكرة تقديم شخصية مريم المجدلية على الشاشة وهل سيواجه العمل فعلا موجة من الانتقادات فى حال تقديمه فقالت لنا الناقدة ماجدة موريس: إن شخصية مريم المجدلية ثرية دراميا وتستحق إنتاج عمل كامل يتناول حياتها وما حدث لها من عملية تحول كبير من شخص مخطئ إلى التوبة والتطهر على يد المسيح، لكن قوة العمل تتوقف على جهة الإنتاج ومن يقدمه، والمهم الالتزام بما يوجد بالكتاب المقدس ليصبح عملا متوازنا وجيدا. وأضافت: الجهة المنتجة دائما مهمة حتى لا نقع فى يد إنتاج ليس لديه محاذير ويعمل على الإساءة للشخصيات الدينية، وهو ما حدث من رفض لبعض الأفلام الأوروبية التى تحاول فعل ذلك. وأشارت إلى أن الأعمال الدينية المسيحية لا توجد إلا فى الكنيسة وهى أفلام شبه وثائقية لا يعتد بها سينمائيا، لكن ليحدث ذلك فى مصر يحتاج إلى جهة إنتاج قوية لأنها أعمال مكلفة شأنها شأن الأعمال التاريخية. وأكدت أننا نحتاج إلى الأعمال الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية، خاصة أنه تم عرض مسلسل «مريم العذراء» و«يوسف الصديق» و«عمر بن الخطاب» ووجدنا إقبالا جماهيريا كبيرا عليها، وحققت نجاحا قويا وكذلك الفيلم الأجنبى «آلام المسيح»، وحاليا لا يوجد أى أسباب للمنع خاصة أن المجتمع يحدث به تحولات كبيرة بعد الثورات. واتفقت معها الناقدة خيرية البشلاوى التى ترى أن شخصية مريم المجدلية ثرية جداً وتكتسب أهميتها من تعاملها مع المسيح عليه السلام وشهادتها فى الصراعات التى حدثت .. وبالتالى إذا تم تقديم فيلم عنها فسيكون قويا ويتحمس له الجمهور، ولا أرفض الفكرة، فهى مناسبة لكن يتوقف نجاحها وحماسنا لها بمجرد إنتاجها، ولابد من سيناريو جيد والتشخيص للشخصيات من لحم ودم وليست معالجة سطحية وساذجة كما تعودنا بأن نجد أعمالا مصرية يتم تناولها بشكل سطحى وتقليدى ومختزل فى مجموعة صفات متكررة، بعكس الأفلام الأوروبية التى يتم إنتاجها بشكل جيد. وتابعت: فيلم «وصار إنسانا» الذى سيتناول حياة مريم المجدلية يتوقف على الجهة المنتجة، لأن العمل مكلف من أجل ظهور عناصر بصرية جذابة، ويتوقف أيضا على كاتبة العمل التى يجب أن تظهر الشخصية بكل تفاصيلها حتى تقنع الجمهور. فيلم «وصار إنسانا» من تأليف كلوديا مارشيليان وإخراج إيلى حبيب.