فى لقاء لا ينقصه الصراحة تطرق لصناعة الإعلام فى مصر.. استضاف خيرى رمضان، مقدم برنامج ممكن على فضائية ال«سى بى سى»، ثلاثة من مُلاك ورؤساء القنوات الفضائية، للحديث عن أسرار الإعلام المصرى والرد على كل ما أُثير فى الفترة الماضية، حول أن الإعلام يتحرك بالأوامر، وأن مالكى القنوات الفضائية يعملون وفق أجندات سياسية ومصالح شخصية.. رافق خيرى فى تقديم الحلقة الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز، وفى ضيافتهما الدكتور أحمد بهجت مالك مجموعة قنوات دريم الفضائية، والدكتور حسن راتب مالك قنوات المحور، وألبرت شفيق رئيس قناتى أون تى ڤى وأون تى ڤى لايف. خلال الحلقة أكد الدكتور أحمد بهجت مالك قنوات «دريم» أنه واجه أزمات ومشاكل عديدة فى عهد النظام الأسبق، إبان عهد مبارك، بسبب قناة «دريم»، موضحا أنه تعرض لضغوط فى عهد المخلوع، وأشار إلى أنه تعرض لمساومات عدة للتنازل عن ممتلكاته أو الزج به داخل السجن بعد إنشاء قنوات «دريم» وإذاعة برامج سياسية تنتقد النظام الحاكم، مشيرا إلى أن القناة عندما أذاعت محاضرة بالجامعة الأمريكية فى 2002، كادت تتسبب فى خراب بيته -على حد قوله- موضحا أنه تعرض للتهديد بسبب هذه الحلقة. وكشف الدكتور بهجت عن أن فكرة إنشاء إطلاق قناة «دريم» فى البداية، كانت لعرض الإعلانات الخاصة بمنتجات الشركات، وتم افتتاح القناة لأغنيات الفيديو كليب، مضيفا أنه فكر فى إنشاء قناة أخرى واستعان فيها بالكاتب محمد حسنين هيكل. وشدد بهجت على أن قناة «دريم» تنقل الحقيقة فقط، ولا تحرف أخبارا أو أحداثا، مضيفا: نحن لا نخترع الأحداث، وكل ما تفعله دريم هو نقل ما يحدث على أرض الواقع، موضحا أن القنوات الخاصة أصبحت مصدرا للأخبار، رغم الإمكانات المحدودة، إلا أنها تنقل الواقع والمواطن يلتف حولها. وأشار مؤسس قنوات «دريم» إلى أن الإعلام الخاص يعد أهم أسباب قيام ثورة 30 يونيو ونجاحها، مشيرا إلى أن أخطاء الأنظمة يعلمها الشعب من خلال القنوات الفضائية الخاصة، لافتا إلى أن قناة «الجزيرة» من القنوات ذات التمويل الضخم، ولا تستطيع قناة أخرى يملكها فرد أن تنافس قناة تملكها دولة مثل قناة «الجزيرة»، ورغم ذلك لم تنجح لأنها لو كانت ناجحة أو مؤثرة بالشكل الذى يتصوره البعض، ما كان لثورة 30 يونيو أن تنجح. وكشف بهجت عن نيته إطلاق قناة فضائية تحمل مسمى «إف إم» فى جنوب السودان، مؤكدا أن الهدف منها استثمارى، موضحا أن العائد المادى من القنوات الفضائية لا بأس به، حيث يبلغ حجم الإعلانات فى مصر 1٫2 مليار، والمحصلة فى النهاية مربحة، مشيرا إلى أن «دريم» لا تتكبد خسائر، وتحقق عائدا ربحيا معقولا فى رده على سؤال لياسر عبدالعزيز حول حجم خسائر قنواته. وفى رد آخر على سؤال ياسر عبدالعزيز حول استغلال قناة «دريم» فى مصالح خاصة سياسية أو غيرها، أكد الدكتور بهجت أنه لا يستخدم قناة «دريم» فى توصيل رسائل سياسية ولا يمارس ضغوطا على إعلاميى القناة، ولا يتدخل فى المحتوى المقدم على الشاشة، موضحا أنه راض عن شكل القناة ولكنه يتمنى تقديم الأفضل خلال الفترة المقبلة. من جانبه، أكد الدكتور حسن راتب، مالك قنوات «المحور»، أن تكلفة القناة فى الوقت الحالى تبلغ 50 مليون دولار، حيث أصبحت صناعة الإعلام مكلفة وثقيلة، ومن أصعب الأعمال التى قام بها. وتابع راتب أن الإعلام منظومة لها إطار عام والإعلام الرسمى ملك الشعب، مؤكدا أن الدوافع الأساسية لإنشاء القناة كانت من أجل القيمة الاجتماعية وخدمة الثقافة المصرية، موضحا أن التواجد تحت الضوء ليس أمرا إيجابيا، والخلط بين السياسة والتجارة شىء خطير وخاطئ. وعن شكل قناة «المحور» أكد راتب أنه غير راض عن القناة، وقد يستخدمها أحيانا لتوصيل رسالة سياسية، ولكن ليست الرسالة لمساندة نظام أو توجيه الشارع مثلما تفعل قنوات عربية أخرى مثل «الجزيرة القطرية»، فهى قناة صنعت «المزيد عن الإعلام» الإعلام أن يخاطب الآخر فى الخارج، فلابد أن يخاطبه بلغته وثقافته وأن يصل إلى أراضيه. وفى رده على سؤال ياسر عبدالعزيز حول خسائر قناته قال إنها فادحة. من جانبه، أوضح الإعلامى ألبرت شفيق، رئيس قناة «on tv»، أن أى قناة فى العالم لها توجه سياسى، ولكن هناك رسالة ثقافية إعلامية وطنية تقدم للمشاهد، معربا عن رضاه التام لما تقدمه القناة منذ إطلاقها. وعن موقف الإعلامية ريم ماجد من القناة، أكد أنه لم يمنعها من الظهور، ولكنها طلبت التوقف بعد انتهاء عقدها مع القناة، موضحا أنه تحدث معها بشأن عودة برنامجها، ولكنها أكدت أنها تفضل التوقف فى الفترة الحالية، كما شدد شفيق على أنه لا يوجد إعلام محايد، ولكن يوجد إعلام موضوعى. وفى رده على سؤال الخسائر من ياسر عبدالعزيز، أكد أن قناته تخطت مرحلة الخسائر الفادحة للأفدح. من جانبه، أكد المهندس محمد الأمين، مالك قنوات «cbc»، أنه بصدد إنشاء غرفة صناعة التليفزيون بمشاركة 10 قنوات فضائية، ليكون هدفها الأول حماية صناعة القنوات الفضائية الخاصة. وتابع الأمين: لابد من وضع ميثاق شرف إعلامى من خلال غرفة صناعة التليفزيون لحماية الإعلاميين وأصحاب القنوات الفضائية، وضمان عدم تدخل النظام الحاكم فى محتوى القناة، ولكى يقدم الإعلام الخاصة المهنية المرجوة منه. وأرجع الأمين رغبته فى إنشاء غرفة صناعة التليفزيون، للضغوط التى تعرض إليها فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، والذى وصفه ب«الغاشم»، مؤكدا ألا يوجد قناة لا تحمل فكرا، وأن ما يهمه هو الشعب «المزيد عن المصرى» المصرى تحديدا دون النظر إذا كان ما يقدم سيرضى النظام أو يغضبه، مؤكدًا أن الحرية الإعلامية موجودة. وعن أسباب إلغاء برنامج «البرنامج» الذى يقدمه الإعلامى الساخر باسم يوسف، أكد الأمين أن جهات فى الدولة طلبت منه استمرار «البرنامج» ولكنه رفض لقناعات شخصية ولأسباب تجارية، مشيرا إلى أن رصد ردود أفعال سلبية من البرنامج وغالبية مصرية كانت رافضة لمحتوى الحلقة الأولى من الموسم الجديد للبرنامج. واختتم الأمين تصريحاته، بأن هناك إشكالية قانونية فى البرنامج، بسبب البيان الصادر عن الشركة المنتجة للبرنامج، والذى تضمن فسخ العقد مع القناة.