كشفت مصادر أمنية عن تنظيم سرى جديد تابع لجماعة الإخوان، مهمته إشعال أعمال العنف والبلطجة والإرهاب داخل الجامعات بتمويل من المهندس خيرت الشاطر، المحبوس حاليا على ذمة اتهامات بقتل المتظاهرين أمام مكتب إرشاد الجماعة قبل 30 يونيو الماضى. وقالت المصادر ل«الصباح « إنه تم اختيار 10 عناصر من الجماعة غير معروفين إعلاميا أو أمنيا، للإشراف على عمليات التنظيم داخل الحرم الجامعى، بعدما تم وضوع مخطط كامل على مستوى كل جامعات مصر يجرى تنفيذه حاليا فى عدة جامعات على رأسها جامعة الأزهر، ويقوم المخطط على حشد شباب الجامعات المنتمين للجماعة فى اجتماعات سرية لوضع سيناريو الهدف منه إحداث الفوضى فى المؤسسات التعليمية. وحسب المصادر، تهدف الخطة التى تم وضعها بمعرفة قيادات الجماعة إلى حشد أكبر عدد ممكن من الشباب عن طريق إغرائهم بالأموال من أجل تعطيل حركة الدراسة بالجامعات، مع الاستعانة بالشباب سيئ السمعة من الطلبة للقيام بأعمال العنف واقتحام الحرم الجامعة والتعدى على الأساتذة واحتجازهم داخل مكاتبهم. وتتضمن الخطة وضع 20 منسقا لكل جامعة يتم اختيارهم من قبل قائد التنظيم بعد نجاحهم فى بعض الاختبارات، وتكون مهمة هؤلاء التنسيق مع شباب جامعاتهم من المنتمين للجماعة بهدف وضع خطط لإيقاف الدراسة والتجمهر أمام مكاتب الأساتذة والعمداء والمطالبة بعودة «الشرعية» المزعومة. ومن جانبه، كشف مصدر بمديرية أمن الجيزة عن أنه تم ضبط أكثر من 100 طالب بجامعة القاهرة، بتهمة افتعال مشاجرات مع أصدقائهم داخل الجامعة ودخول بعضهم الحرم وبحوزتهم أفرد خرطوش بدعوى «الدفاع عن النفس». وأوضح المصدر أن «تنظيم البلطجة» التابع للإخوان داخل الجامعات، لديه شبكة اتصالات واسعة بكل الشباب المنتمين للجماعة، نظرا لكونه يقوم بتوزيع الأدوار على كل طالب لكى تكون له مهمة محددة فى المخطط سالف الذكر، ومن بين تلك المهام محاولة بالتأثير على باقى الطلبة غير المنتمين سياسيا لحشدهم ضد أجهزة الدولة، وخاصة الشرطة والجيش، وهما الهدف الأول لهتافات وكتابات طلاب الإخوان المسيئة داخل الجامعة. ويلجأ التنظيم فى سبيل القيام بدوره المرسوم على أكمل وجه إلى إغراء بعض الطلبة بالأموال للمشاركة فى أعمال الشغب، حيث يتم منح كل طالب يجرى تجنيده مبلغ 1000 جنيه فورا، مع التركيز على اختيار الطلبة الفقراء بوجه خاص، ومناقشتهم من منظور دينى وسياسى للموافقة على «الوقوف مع شباب الجماعة وتعطيل الدراسة». وأكد المصدر أن تنظيم الجامعات تم إنشاؤه بعد أن فشل أعضاء الإخوان فى حشد أنصارهم فى الشوراع خلال الفترة الماضية، وهو ما ظهر جليا فى أثناء محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى، فضلا عن عجز الجماعة عن القيام بأعمال عنف مؤثرة فى ظل التضييق الأمنى، وهو ما دفعهم إلى التفكير فى ممارسة البلطجة داخل الجامعات. وكشف المصدر أن جهاز «الأمن الوطنى» رصد تحركات لعنصر من التنظيم يتردد على مدير إحدى شركات خيرت الشاطر، للحصول على أموال بهدف تنفيذ تلك الخطة، موضحا أن التنظيم استعان بأساتذة جامعيين من المنتمين للجماعة ليطلب مساعدتهم فى تجنيد الطلبة وحثهم على تنفيذ مهامهم، وإمداد التنظيم بكل المعلومات التى تتدوالها إدارة الكلية تجاة طلاب الجماعة، حتى يتم تغيير الشباب الذين تم الكشف عنهم لدى الإدارة أو لدى أمن الجامعة، فيما يمد بعض الأساتذة التنظيم بمبالغ مالية على سبيل التبرع لدعم القدرة على الحشد. وفى السياق ذاته، تمكن «الأمن الوطنى» من القبض على شخصين أحدهما مصرى والآخر سورى داخل جامعة الأزهر مؤخرا، تم تجنيدهما مقابل أموال للقيام بأعمال بلطجة وتخريب داخال الجامعة، عن طريق طالب من أعضاء للجماعة، ووافقا بعد أن عرض عليهما مبالغ مالية ومعيشة ميسورة وتوفير كل سبل الراحة لهما. ومن اللافت للنظر أن التنظيم يركز أعماله على جامعة الأزهر التى يوجد بها أكبر عدد من شباب الجماعة والمؤمنين بأفكارها، بالإضافة إلى سبب آخر وهو أن الأزهريين «متدينون بطبيعتهم»، ومن خلال دراستهم للشريعة يكونون أكثر تأثيرا من غيرهم على باقى الطلبة غير المسيسين. والمثير أن التنظيم تمكن من اختراق مكاتب المعيدين بجامعة الأزهر، وأكدت التحريات تورط أكثر من 5 معيدين بمختلف كليات الأزهر فى التحريض على أعمال العنف والإرهاب، وهو الأمر الذى دفع «الأمن الوطنى» إلى إعداد قائمة بأسماء العناصر المتورطة فى مخطط إحداث الفوضى داخل الجامعة، وتضم القائمة بعض الطلبة والأساتذة، ومن ثم تقديمها إلى اللواء محمد إبرهيم وزير الداخلية لإصدار أوامر بإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للنيابة للتحقيق معهم. وأكد المصدر قيام التنظيم بتجنيد موظفين بالمشيخة من أجل متابعة تحركات وأخبار الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أولا بأول، وإخطار الجماعة بأى قرارات يتخذها «الطيب» حيال المظاهرات التى تعرقل سير الدراسة. كما نجح التنظيم فى تجنيد بعض الموظفين ومنهم سكرتيرو بعض عمداء الكليات بجامعة الأزهر، لمعرفة القرارات الإدارية التى تتخذ ضد شباب الجماعة ومعرفة كشوف الأسماء التى تصل إلى مكتب العميد من أجل اتخاذ إجراء ضد طلبة الجماعة. وشدد المصدر الأمنى على أن تنظيم البلطجة واحد من أخطر التنظيمات التى عمدت جماعة الإخوان إلى تفعيلها مؤخرا، خاصة أنه يتمكن من الوصول إلى عقول شباب الجامعات والسيطرة عليهم عن طريق «برمجة فكرهم» أو إمدادهم بالأموال، فضلا عن أن التنظيم لم يكتف بتحريض الطلبة على الحشد وتنفيذ أعمال العنف فقط، ولكنه سيُقدم -حسب المصادر- على القيام بأعمال «تصفية جسدية» لبعض أساتذة الجامعات الذين وقفوا ضد شباب الجماعة خلال الأحداث الأخيرة منذ الإطاحة بحكم «مرسى» حتى محاكمته أمام أنظار العالم كله مؤخرا.