هل كانت هناك أغراض سياسية وراء رفض «حبيب الشهداء» محمد أبوتريكة الصعود للمنصة من أجل تسلم ميدالية التتويج بدورى أبطال إفريقيا؟.. الحقيقة يكشفها محمد أبوتريكة نفسه عندما قال للمقربين منه إنه بالفعل تعمد عدم الصعود للمنصة، ليس بسبب موقفه من نظام الدولة الذى يمثله طاهر أبوزيد بصفته وزيرا للرياضة، ولكن لأن هناك خلافات شخصية بينه وبين الوزير، رغم اعتراف نجم الأهلى بأنه دخل الأهلى بتوصية من طاهر أبوزيد عندما كان عضوا بمجلس إدارة الأهلى. تريكة أكد أن فكرة رفض الحكومة بدعوى أنها انقلابية، لم تكن فى ذهنه إطلاقاً حين رفض تسلم ميدالية الفوز بدورى الأبطال، مستنكراً أن يختزل أحد تفكيره فى تصنيف المصريين، مشددا على ذلك بقوله: «لو أننى رفضت التعامل مع كل من يرى من وجهة نظر الإخوان أنه انقلابى لخاصمت معظم أصدقائى!» هذا التصريح الخطير من الداهية الكبير، يعكس بعدا جديدا وراء خلافه مع طاهر أبوزيد، ووضع الأمر فى نصاب شخصى، من دون أن يكون نابعا من أجندة «إخوانية» يسير عليها تريكة وكأنه ألة مبرمجة. وأكد أبوتريكة أن طاهر أبوزيد لم يقف إلى جواره فى أزمة اتهامه بإهانة ضابط الجيش الذى كان مكلفاً بحماية وتأمين بعثة الأهلى العائدة من الكونغو، بعد مواجهة ليوبارد فى دور المجموعات. وأضاف أنه كان ينتظر من الوزير أن يصدق روايته، وألا يظن أنه كذاب عندما شدد على أنه لم يتطاول على الضابط أو غيره، مشيراً إلى أن طاهر أبوزيد حكم عليه بالإدانة فى أمر شائك، وقال إن الجيش خط أحمر، وأن على تريكة أن يفهم ذلك، ما أصاب نجم الأهلى بالحزن، لأن الوزير لم يناقشه ولم يصدق تصريحاته، ثم كان الفتور الذى تعامل به طاهر معه فى لقاء غانا بكوماسى، حين داعب لاعبى المنتخب، ثم مد يده ليصافحه بفتور أثار استياء تريكة، فقرر رد اعتباره بعدم الصعود لمنصة التتويج من أجل مصافحة أبوزيد. واللافت أن تريكة يتخذ مواقفه بهدوء وبذكاء شديدين، ما كفل له هذه الشعبية الطاغية التى كثيرا ما منعت إدارة الأهلى من أن تعصف به، كما هو الحال مع الموقف الساذج لعبد الظاهر، رغم أن مصر كلها تعرف أن علاقة أبوتريكة بجماعة الإخوان قوية للغاية، واتصالاته مع قيادات الجماعة بدءاً من خيرت الشاطر ومحمد بديع مروراً بمحمد مرسى كانت سبباً فى استخدام اللاعب فى الدعاية السياسية فى انتخابات رئاسة الجمهورية، لكن ذلك دار كله فى إطار لا يخلط السياسة بالرياضة، حتى عندما رفع شعار «تعاطفا مع غزة»، ساقت إليه الأقدار من يبرئ ساحته مثل أبوريدة، إضافة إلى أن المنافس فى اللقاء كان السودان وهى دولة عربية، لا يمكن أن تحتج على الشعار، إضافة إلى أن الاتحاد الإفريقى كان يعلم حساسية معاقبة تريكة، والغضب الذى كان يمكن أن يسفر عنه إيقاف اللاعب، فقرر غض الطرف عن الواقعة والاكتفاء فقط بالتحذير.