فى 7 نوفمبر 1978.. ولد موسيقار كرة القدم المصرية فى الألفية الثالثة «محمد أبوتريكة».. ومع احتفال أمير القلوب بعيد ميلاده الخامس والثلاثين، كان المشهد مختلفاً عن كل عام يطفئ فيه «حبيب الشهداء» شمعة جديدة، إذ إن عيد ميلاده الخامس والثلاثين يتزامن مع أكثر من مناسبة تبدو وكأنها مفترق طرق فى حياة النجم الكبير. أطفأ تريكة شمعة جديدة فى احتفالية أقرب إلى السرية، بناءً على تعليمات الجهاز الفنى للأهلى، حتى لا يخرج اللاعبون عن تركيزهم فى معسكر الإعداد للقاء أورلاندو بنهائى دورى أبطال إفريقيا، والذى يعنى الفوز به تأهل الأهلى للمرة الخامسة لنهائيات كأس العالم للأندية المقررة إقامتها بالمغرب، وتأجيل قرار تريكة العصيب باعتزال كرة القدم،حتى يناير المقبل.. من أجل المشاركة فى المونديال، ما لم تحدث معجزة فى ملعب الدفاع الجوى يوم 19 نوفمبر بتأهل منتخب مصر على حساب غانا! ويبدو أن هذه الظروف الاستثنائية دفعت رئيس النادى الأهلى حسن حمدى إلى إنهاء حالة القطيعة مع النجم الأول فى القلعة الحمراء خلال العشرين عاما الأخيرة، ولأول مرة منذ أكثر من 14 شهرا يتحدث «حمدى» مع أبوتريكة ويذيب جبل الجليد الذى خيم على العلاقة بين الطرفين، بعدما رفض النجم الكبير المشاركة فى كأس السوبر المصرى بين الأهلى وإنبى، متضامنا مع رغبة أولتراس أهلاوى فى عدم استئناف النشاط الرياضى قبل القصاص لشهداء مذبحة بورسعيد، وهو الاعتذار الذى أدى لحرمان تريكة من شارة قيادة الأهلى مدى الحياة، وخصم 500 ألف جنيه من مستحقاته المالية. وطلب «حمدى» من تريكة التركيز مع زملائه، وعدم الخوض فى أى أمور سياسية خلال المرحلة الحالية، وهنأه بعيد ميلاده الخامس والثلاثين.. وهو أمر كان له تمهيد عن طريق هادى خشبة، رئيس قطاع الكرة بالأهلى، والذى ينتمى لجماعة الإخوان شأنه شأن تريكة، لكنه استطاع الفصل بين الانتماء للجماعة كمذهب سياسى، وعمله كمسئول فى الأهلى. هادى خشبة تحدث مع «تريكة» فى رحلة العودة من جنوب إفريقيا، بعد التعادل مع أورلاندو بهدف لكل منهما، وطلب منه عدم التحدث فى أى أمور سياسية، والتركيز على أن يرسم البسمة كما كان يفعل دائما على وجوه المصريين، بإنجاز جديد، ربما يكون الأخير له حال تمسكه بالاعتزال. وتاريخ أبوتريكة مع الأهلى ربما يكون معروفا للجميع، لكن هناك ملفات لا تبدو كذلك فى حياة تاجر السعادة الكروية فى مصر.. ففى يناير من عام 2004، انضم اللاعب السابق بنادى الترسانة لجدران القلعة الحمراء، بعد أن فشلت محاولات ضمه للزمالك، وشعر اللاعب بسعادة غامرة حين رفض الدكتور كمال درويش رئيس نادى الزمالك الحالى «وكان رئيس الزمالك فى ذلك الوقت أيضا» ضم اللاعب قائلا: هما عايزين فى الترسانة 350 ألف جنيه ليه.. كفاية عليهم 300 ألف جنيه.. فكان الفشل مصير الصفقة بسبب 50 ألف جنيه، وكأن الدكتور كمال درويش يقدم عن طيب خاطر أغلى هدية للأهلى عبر تاريخه. خرج تريكة من الزمالك ليوقع على بياض للنادى الأهلى، بعد أن تدخل طاهر أبوزيد، وزير الرياضة الحالى وعضو مجلس إدارة الأهلى فى ذلك التوقيت، ليطالب مجلس إدارة الأهلى بالتحرك فورا لضم اللاعب، وتدخل الخطيب مع عدلى القيعى، مهندس صفقات الأهلى، للحصول على توقيع تريكة، بينما لا ينسى تريكة أبدا أول جملة قالها له الراحل العظيم ثابت البطل، مدير الكرة الأسبق بالأهلى، «انتماؤك للإخوان لا يجب أن يؤثر على علاقتك بأحد «.. وهى الجملة التى لا يزال يرددها كل مسئولى الأهلى للاعب الكبير حتى وقتنا هذا. بعد توقيع تريكة للأهلى فى فترة الانتقالات الشتوية موسم يناير 2003/2004، قرر أداء مناسك العمرة.. وهناك كان الإلهام الإلهى، حين وجد نفسه يدخل الحرم المكى من الباب رقم 22، فقرر ارتداء القميص رقم 22 مع النادى الأهلى، ولا يزال يلازمه حتى الآن، وصنع به تاريخاً ناصعاً مع الأهلى والمنتخب الوطنى. «تريكة» ترتيبه الرابع بين أشقائه وله شقيقة واحدة هى الأولى فى سلالة الحاج محمد أبوتريكة الأب، و3 أشقاء آخرين، بينما أنجب النجم الكبير 4 أبناء هم سيف وأحمد «توأم».. ورقية.. وآخر العنقود «مودة».