أسعار اللحوم والدواجن اليوم 17 مايو    الشرطة الأمريكية تفض اعتصاما داعما لغزة بجامعة ديبول في شيكاغو (صور)    رد مفاجئ من «نتنياهو» على حقيقة استقالته بعد خلافات مع بايدن.. ماذا قال؟.. عاجل    «القاهرة الإخبارية»: جالانت يشدد على ضرورة حماية المدنيين في رفح الفلسطينية    قلق في إسرائيل بعد إعلان أمريكا التخلي عنها.. ماذا يحدث؟    «الأرصاد» تحذر من طقس ال 6 أيام المقبلة.. تعلن عن الأماكن الأكثر حرارة    مواعيد القطارات الجمعة على خطوط السكك الحديد    مهرجان إيزيس لمسرح المرأة يكرم مبدعات المسرح العربي    نجوم الفن يحتفلون بعيد ميلاد عادل إمام.. «شكرا يازعيم»    يوسف زيدان : «تكوين» استمرار لمحاولات بدأت منذ 200 عام من التنوير    بسمة وهبة عبر: يجب إعداد منظومة لمعرفة خط سير كل سائق في «أوبر»    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    الأزهر للفتوى يوضح سنن صلاة الجمعة    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة وأكثر من 30 ألف مسيرة    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    أضرار السكريات،على الأطفال    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    فودة ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل أبو جالوم    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    باسم سمرة يُعلن انتهاءه من تصوير فيلم «اللعب مع العيال» (صور)    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    بنده السعودية.. أحدث عروض الهواتف المحمولة حتى 21 مايو 2024    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السوفييت زودوا مصر بقنابل «نووية » خلال حرب أكتوبر
نشر في الصباح يوم 12 - 11 - 2013

انتهت الدراسة بالنسبة للطيار المصرى المتفوق «محمد حسنى السيد مبارك» فى أكاديمية «فرونزى» العسكرية الروسية للإدارة ورئاسة الأركان، وقد نال معها شهادة اللغة الروسية التى يتحدث بها حتى يومنا هذا بطلاقة.
ورأى مبارك أدبيًا وأخلاقيًا قبيل مغادرته العاصمة السوفيتية موسكو أن يزور الجنرال أليكساندر ساخاروفسكى صديقه الرفيع الذى تعرف عليه مبارك وظل يتعامل معه حتى النهاية على أساس أنه مسئول العلاقات العامة فى الجيش الروسى فرع الاستخبارات العسكرية الجوية.
هدف الطيار المصرى التقليدى من الزيارة تقديم الشكر إلى ساخاروفسكى عن المساعدات والتسهيلات والمساندة التى وفرها الاتحاد السوفيتى له لإحراز التفوق والعودة إلى بلاده عظيمًا.
طبقًا لوثائق أرشيف الاستخبارات السوفيتية KGB «عظيمة السرية» التى وثقت عملية «الابن البار»، شهد ذلك اللقاء الأخير بين الاثنين تقدم الجنرال ساخاروفسكى بأول طلب ضمنى منه إلى مبارك.
حيث نصحه ساخاروفسكى، بدعوى المصلحة المصرية العليا، أخبار الملحق العسكرى الروسى فى سفارة الاتحاد السوفيتى بالقاهرة كلما شعر مبارك بوجود حقيقة تهدد القوات الجوية والجيش المصرى من قبل إسرائيل.
وبشر الجنرال الروسى فى نهاية اللقاء الحميمى صديقه الطيار المصرى المتميز أنه سيعين عقب عودته إلى مصر بسبب تميزه العلمى والمهنى فى منصب قيادى مرموق، متمنيًا له التوفيق والنجاح، ومشددًا على أن موسكو لن تنسى مبارك.
وافق مبارك دون تفكير إيمانًا منه أنه سيحمى بذلك المصالح القومية المصرية، عن طريق استدعاء قوة الاتحاد السوفيتى العسكرية بجانب القاهرة وقت الطوارئ وبدا له طلب صديقه الجنرال ساخاروفسكى وطنيًا خالصًا يصب فى مصلحة مصر.
وقدرت الاستخبارات السوفيتية KGB أن المعلومات الخاصة الممكن أن يفصح مبارك عنها وقت الضرورة، من خلال دوافع وطنية خالصة لديه، ستعتبر بيانات مصدر رسمى موثوق فوق مستوى الشبهات. مما سيمثل من الناحية المنطقية تحذيرًا مباشرًا وحقيقيًا من صديق رفيع للاتحاد السوفيتى داخل النظام الحاكم بالقاهرة، مما سيمكن موسكو من التصرف على أساسه سياسيًا بشكل رسمى سريعًا وناجعًا.
فى نهاية اللقاء بينهما أبلغ الجنرال الروسى أليكساندر ساخاروفسكى صديقه مبارك أنه تنتظره فى مصر مفاجأة مهنية سارة مطالبا إياه أن يساعد بلاده على اتخاذ قرار تحديث وتطوير أسطولها الجوى العسكرى من ترسانة الصناعات الجوية السوفيتية.
مع وعد روسى رسمى للطيار المصرى أن موسكو ستلازمه عن كثب، وأن ثمار صداقته سترد إليه مباشرة فى شكل مساعدة سياسية سوفيتية حتى دون أن يطلب مبارك المساعدة من موسكو.
انتهز الجنرال أليكساندر ساخاروفسكى فرصة اللقاء الحميمى، وهو يتعامل مع صديقه مبارك - حتى النهاية - على أساس أنه مسئول العلاقات العامة فى الجيش الروسى فرع الاستخبارات العسكرية الجوية مع أنه فى الحقيقة رئيس فرع التجسس والعمليات الخارجية فى الاستخبارات السوفيتية KGB.
وكشف إلى الطيار المصرى الجالس أمامه لأول مرة خريج الأركان السوفيتية الحديث فى أكاديمية «فرونزى» حقيقة السر وراء التدخل السوفيتى الرسمى لمساندته عقب تعرضه للأسر على أيدى القوات المغربية أثناء «حرب الرمال».
تأكد الطيار المصرى محمد حسنى السيد مبارك أن استدعاءه لتنفيذ المنحة الدراسية المفاجئة فى الأكاديمية العسكرية الشهيرة فى موسكو لم يكن حظًا سعيدًا أو مجرد صدفة عارضة، لكنها خطة تخدم فى الأساس المصالح الروسية.
ومع ذلك كان مبارك من الذكاء حيث قرر طبقًا لعقيدته فى الحياة استغلال العلاقة مع الاتحاد السوفيتى حتى النهاية، كورقة مهنية من شأنها مساندته الارتقاء إلى قمة سلم القيادة الذى حلم أن يصعده للنهاية.
عاد الطيار محمد حسنى السيد مبارك إلى مصر منتصف عام 1966، وكما بشره الجنرال أليكساندر ساخاروفسكى فى موسكو عين فورًا قائدًا لقاعدة غرب القاهرة الجوية، ومنها مباشرة إلى منصب قائد قاعدة بنى سويف الجوية.
فى 5 يونيو 1967 تعرضت قاعدة مبارك الأخيرة للقصف، ونجا هو لكن دون طائراته، وعلى الرغم أنه أبلغ قبلها الملحق العسكرى فى السفارة السوفيتية بالقاهرة بخطورة الموقف والخلل فى ميزان القوة الجوية لصالح إسرائيل طبقًا لاتفاق ساخاروفسكى معه فى موسكو.
لكن لم تأت المساعدة العسكرية السوفيتية العاجلة مثلما وعده صديقه الجنرال أليكساندر ساخاروفسكى مسئول العلاقات العامة فى الجيش الروسى فرع الاستخبارات العسكرية الجوية فى آخر لقاء معه.
بل وقف الاتحاد السوفيتى يتابع نكسة مصر دون أدنى تدخل مع أن موسكو كانت على علم مسبق ودقيق بموعد الضربة الجوية الإسرائيلية مع كامل تفاصيل خطة الهجوم الإسرائيلى على القواعد الجوية المصرية.
تسبب التصرف الروسى الخطير فى أولى ساعات للنكسة المصرية وإدراك مبارك بعينيه حقيقة الإمبراطورية السوفيتية ومشاهدته الوجه القبيح لأهداف مصالح موسكو الخفية فى مصر أن يقرر الثأر لسلاحه ودم زملائه وبلاده فى الوقت المناسب.
انتهت الضربة الإسرائيلية الخسيسة بما اصطلح على تسميته النكسة، وفى 10 يونيو التاريخ الرسمى لانتهاء حرب 1967 بدأ الجيش المصرى مسيرة إعادة بناء قواته استعداده لرد الصفعة للعدو المتغطرس المنتشى بنصر مسموم مزيف ومساعدة أمريكية غربية سافرة.
فى نوفمبر 1967 عين مبارك قائدًا للكلية الجوية، وأصبحت الفرصة سانحة أمامه للثأر من إسرائيل أولًا والاتحاد السوفيتى ثانيًا، والمعروف أن مبارك ظل محتفظًا بذلك المنصب حتى عام 1969.
لم يكن التوقيت مناسبًا للثأر من موسكو حيث معظم الطائرات المصرية سوفيتية الصنع فأجبر الأمر الواقع القائد مبارك الاستمرار على مضض فى استغلال صداقته بالاتحاد السوفيتى.
فقرر مبارك تجنيد كل علاقاته الروسية والشرقية لإعادة بناء القدرة الجوية المصرية بالمتاح الذى يسمح به الاتحاد السوفيتى تماشيًا مع مصالح موسكو فى مصر والشرق الأوسط.
سقطت شبكة الجواسيس السوفيتية داخل النظام المصرى فى 15 مايو 1971، وحاول الاتحاد السوفيتى إنقاذ العلاقات مع القاهرة فوقعت معاهدة الصداقة المصرية - الروسية بتاريخ 27 مايو 1971.
وهى تلك المعاهدة التى ألغاها الرئيس محمد أنور السادات رسميًا فى شهر مارس عام 1976، ومع ذلك لم تسجل المستندات السوفيتية الرسمية وجود أى تأثير سياسى فى قرار إلغاء تلك المعاهدة لنائب رئيس الجمهورية المصرية وقتها محمد حسنى السيد مبارك.
لكن المفاجأة أن وثائق أرشيف الاستخبارات السوفيتية KGB «عظيمة السرية» تكشف أن مجموعة عملاء موسكو داخل النظام المصرى للرئيس السادات حاولوا تجنيد الطيار محمد حسنى السيد مبارك قبل 15 مايو 1971، كى يشاركهم عملية الانقلاب على النظام الجمهورى للرئيس الشرعى محمد أنور السادات مع وعد منهم لمبارك بتكليفه بمنصب قيادى كبير فور نجاح الانقلاب، وتمكنهم من القبض على الرئيس.
قرر محمد حسنى السيد مبارك مجاراة مجموعة الانقلاب دون الرجوع لأحد، حتى تعرف منهم على تفاصيل خطتهم الرئيسية، وأسماء المشاركين معهم فى مؤامرة الانقلاب ودور كل منهم.
أسرع مبارك بعدها إلى القصر الجمهورى، وأخبر الرئيس الراحل محمد أنور السادات بما لديه من معلومات وتفاصيل فشكره الرئيس السادات، وأثنى على ولائه للنظام الجمهورى المصرى.
كانت المفاجأة المذهلة بالنسبة إلى مبارك أن الرئيس السادات علم مسبقًا بدقة التفاصيل، وأسماء مجموعة المؤامرة، كما علم باتصال عناصر الانقلاب الموالية للاتحاد السوفيتى بمبارك نفسه، وعليه طلب السادات من مبارك فى ذلك اللقاء الابتعاد عن دائرة المؤامرة، وأخبره أنه بصدد اتخاذ قرار خطير.
انتهى دور مبارك فى الوثائق السوفيتية «عظيمة السرية» عقب اطلاعه الرئيس السادات على ما يملكه من معلوماته عن تفاصيل مؤامرة الانقلاب المدبرة ضد نظامه بعدها تدور الأحداث، وتلتهب تفاصيلها بين الرئيس السادات والاتحاد السوفيتى.
فى 15 مايو 1971 سقط القناع عن الوجه القبيح للاتحاد السوفيتى، وتكشفت أطماع موسكو الخبيثة وعملياتها القذرة ضد مصر ونظام الرئيس السادات وأصبح اللعب على المكشوف.
ساءت العلاقات فأصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى 18 يوليو 1972 قراره التاريخى الشهير بطرد الخبراء السوفييت من مصر، وتراجعت العلاقات السوفيتية - المصرية، وأصبحت مسألة انفصال مصر عن الاتحاد السوفيتى مجرد وقت.
نجح مبارك فى تجديد الثقة الدولية فى قدرات الكلية الجوية المصرية وبخبرته وعلمه طور فى المتاح من طرازات الطائرات الروسية الصنع فبرع فى ذلك كما قام برفع معنويات الطيارين المصريين، فتخرج على يديه العشرات منهم ساهموا فى نصر 6 أكتوبر 1973.
لم تنقطع علاقة الصداقة الحذرة بعد 5 يونيو 1967 بين مبارك والاتحاد السوفيتى، وفى عام 1972 عين مبارك قائدًا للقوات الجوية ونائبًا لوزير الدفاع المشير «أحمد إسماعيل علي» الذى شغل مهام منصب وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية بداية من 15 مايو 1972 وحتى 26 أكتوبر 1974.
قادت الأحداث مصر ومنطقة الشرق الأوسط إلى نصر السادس من أكتوبر 1973 العظيم، وبالنسبة إلى المقاتل القائد الجوى المصرى محمد حسنى السيد مبارك حانت ساعة الثأر من الاتحاد السوفيتى.
أترك الأرشيف السوفيتى المصنف تحت بند «عظيم السرية» التابع للاستخبارات السوفييتية KGB قليلًا، وأنتقل إلى وثائق أرشيف وكالة الاستخبارات المركزية CIA المصنفة تحت بند «منتهى السرية»، وأجد تفاصيل مثيرة لعب مبارك فيها دورًا وطنيًا رئيسيًا لا يمكن تجاهله.
أتوقف لأكشف حصريًا أخطر التقارير عن حرب أكتوبر 1973 على الاطلاق وهو تقرير أمريكى مصنف تحت بند «منتهى السرية» وثائق الأمن القومى الأمريكى غير مسبوق فى محتواه.
يوثق امتلاك مصر فى أكتوبر العظيم وسيلة ردع نووية سوفيتية محدودة منعت الآلة العسكرية الإسرائيلية - الأمريكية من التقدم فى اتجاه القاهرة بداية من يوم 16 أكتوبر 1973.
المثير طبقًا للوثيقة أن قائد القوات الجوية المصرية وقتها كان المسئول عن طلبها من موسكو مستغلًا فى ذلك علاقاته الخاصة مع الجنرال الروسى أليكساندر ساخاروفسكى الذى أوصل طلب مبارك فى التوقيت المناسب مباشرة إلى قيادة الحزب الشيوعى السوفيتى.
تبدأ التفاصيل الرسمية مع بداية شهر يونيو 1973 بطلب مصرى سياسى قدمه الرئيس السادات إلى الزعيم الروسى «ليونيد ألييتش بريجينيف» الأمين العام للحزب الشيوعى السوفيتى.
وتجدر الإشارة أن ليونيد بريجينيف شغل مهام منصب الأمين العام للحزب الشيوعى السوفيتى بداية من 14 أكتوبر 1964، وحتى وفاته بتاريخ 10 نوفمبر 1982.
ركز السادات فى طلبه على ضرورة تزويد مصر بنوعيات خاصة من أسلحة الردع الاستراتيجى الروسية الصنع كبديل عن رفض موسكو وتلكؤها تسليم الجيش المصرى الطائرات المتطورة خاصة القاذفات بعيدة المدى منها.
قوبل طلب الرئيس السادات برفض روسى غير معلن، وكان مصيره مثل غيره من الطلبات المصرية الهادفة للحصول على أسلحة روسية متطورة تؤدى إلى تغيير الوضع العسكرى على الأرض أمام قدرات الجيش الإسرائيلى فى مواجهة الآلة العسكرية الأمريكية الصنع.
ضغطت الظروف السياسية الدولية والوقت بقوة على الموقف المصرى من أجل معركة استرداد الكرامة فبحث السادات حوله عن كل من له علاقات مميزة مع دول الكتلة الشرقية لتعويض الرفض الروسى الغامض فى طلبيات السلاح.
وجد الرئيس السادات أن محمد حسنى السيد مبارك قائد القوات الجوية يحتفظ بعلاقات خاصة قوية مع الاتحاد السوفيتى حقق من ورائها الكثير لسلاحه.
فى ذات التوقيت ألح مبارك على السادات فى طلب طرازات حديثة وأنظمة إطلاق جو - أرض من الاتحاد السوفيتى، لأنه قرار سياسى فى النهاية مما دعا الرئيس لإشراك قائد قواته الجوية فى مشكلة الرفض والتجاهل الروسى.
فعرض مبارك على السادات المساعدة مرددًا المثل المصرى الشهير «يوضع سره فى أضعف خلقه» فابتسم الرئيس مؤكدًا أنه يعتز بمبارك ويقدره كقائد رفيع المستوى، فطلب الأخير السماح له بإجراء محاولة سياسية مع النظام الروسى فوافق السادات بترحاب مع أنه لم يكن مقتنعًا أن مبارك يمكنه تغيير الأمر الواقع.
اتصل مبارك على الفور بصديقه الجنرال الروسى أليكساندر ساخاروفسكى عارضصا عليه عددًا من النقاط المحورية بشأن اختلال ميزان القوى الجوية بين طرازات الطائرات الروسية والأمريكية لدى مصر وإسرائيل.
وطرح مبارك عددًا من الحقائق كشفت خطورة الموقف المصرى، فوعده ساخاروفسكى بتصعيد عاجل لطلبه إلى القيادة السوفيتية العليا مع توصية شخصية منه للنظر فى الاحتياجات العسكرية المصرية الملحة.
طبقًا للتفاصيل لعب مبارك فى تلك الفترة دور الوساطة الخبيثة بين الرئيس السادات وموسكو، كما حرص بخبرته المهنية والعلمية على إظهار نقاط الضعف الفنية فى الطائرات الروسية، الأمر الذى أحرج هيئة الصناعات الجوية الروسية.
وأثبت وجهة نظر القيادة الجوية المصرية تحت إدارة مبارك فى وجود تهديد فعلى على الجيش المصرى حالة نشوب معركة شاملة، وهو ما حدث عند بدء الهجوم الإسرائيلى المضاد يوم 8 أكتوبر 1973.
حيث وضع مبارك يومها صداقته مع الاتحاد السوفيتى فى الميزان فوافق الزعيم الروسى ليونيد بريجينيف على طلبه، واستصدر من الحزب الشيوعى السوفيتى قرارًا رسميًا سمح بتزويد مصر برءوس نووية محدودة التدمير.
عليه أرسلت موسكو فورًا للقاهرة منصات الصواريخ التكتيكية من طراز سكاد بعيد المدى مع ذخائرها، وشهد يومها الرئيس السادات بأهمية مبارك وعلاقاته السوفيتية القوية، ونجاحه فيما أخفق فيه الكل بما فيهم السادات نفسه.
شكل القرار السوفيتى القاضى بتزويد مصر بالرءوس النووية محدودة التدمير عائقًا ردع العقلية الانتقامية الإسرائيلية - الأمريكية بفاعلية ملحوظة عقب التطورات السلبية بداية من يوم 16 أكتوبر 1973، وحتى تطبيق قرار وقف إطلاق النيران النهائى فى 24 أكتوبر 1973.
التفاصيل جلية تقبع بين صفحات وثيقة صنفت تحت بند «منتهى السرية» سلمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA - تأسست بتاريخ 18 سبتمبر 1947 - إلى لجنة الأرشيف الفيدرالى الحكومى.
ففى صباح 28 أغسطس 2012 سقطت مدة الحظر التى فرضها قانون معلومات الأمن القومى الأمريكى على الوثيقة التى ظلت محفوظة فى غياهب الملفات الأكثر سرية منذ صباح 30 أكتوبر 1973.
وعقب فحص الرقيب الأمريكى للوثيقة مهرها فى تمام التاسعة صباح 4 سبتمبر 2012 بخاتم أرشيف ملفات الأمن القومى الفيدرالى الأمريكى كمستند رسمى حصلت منه على نسخة مستند الوثيقة مع السماح بالنشر.
تتكون الوثيقة من 7 صفحات وتحمل الترقيم الأمنى الأمريكى:
EO–13526 3.3 (B) 25 YRS – 13526 3.5 (C)
سرى للغاية من يوم 30 أكتوبر 1973
الموضوع: أسلحة نووية سوفيتية فى مصر؟
وفى العدد القادم ننشر لكم نص الوثيقة بالكامل حصريًا، كما هى دون تدخل.
فى الحلقة القادمة:
نص الوثيقة التى ظلت سرية 40 عامًا: كيف حصلت مصر على القنبلة النووية ؟
سيارتان روسيتان مموهتان تحملان ذخائر صواريخ معدة لاستقبال رءوس نووية محدودة هبطت فى مطار القاهرة الدولى
سفينة الشحن الحربية الروسية «ميزدوريخينك» أفرغت رءوسًا نووية محدودة فى ميناء الإسكندرية
السادات يكشف يوم 16 أكتوبر 1973 أمام مجلس الشعب المصرى عن امتلاك مصر صواريخ تكتيكية بعيدة المدى
الحكومة السوفيتية تمنع شارون من التقدم بدباباته لى القاهرة
تمثال بالحجم الطبيعى لحسنى مبارك فى مدخل أهم القواعد العسكرية الجوية الرئيسية فى موسكو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.