تسببت حالة الاحتقان السياسية التى يشهدها الوطن العربى، فى أزمة فنية طاحنة تكاد تطيح بالدراما السورية، وتقضى على مناطق نفوذها فىالخليج، فقد نفضت القنوات الفضائية الخليجية يدها من إنتاج مسلسلات سورية جديدة، مما يهدد بتراجع الأعمال الفنية السورية خلال الأعوام المقبلة. والسبب وراء هذا التغير المفاجئ هو هجوم بعض النجوم السوريين الموالين لنظام بشار الأسد على بعض الأنظمة الخليجية، والتى يعتبرون أنها تدعم بشكل أو آخر الثورة فى دمشق، وقد تصاعدت حدة الخلاف السياسى لتلقى بظلالها على الأجواء الفنية خاصة بعد أن سربت قنوات إعلامية تصريحًا خطيرًا ل «سولاف فواخرجى» تتهم فيه رأس المال الخليجى بتمويل الحركات المناهضة للنظام السورى، ومطالبتها بمقاطعة رءوس الأموال المنتجة للدراما السورية، ورغم أن هذه التصريحات قد أحدثت فجوة بين سولاف والمنتجين الخليجيين، وتم على إثره سحب عدة أعمال كانت مرشحة للعب دور البطولة فيها إلا أن سولاف نفت هذه التصريحات، وأشارت إلى أنها لم تقل ذلك لأنها تدرك جيدًا أن 90٪ من المسلسلات الخليجية يتم تنفيذها برءوس أموال خليجية. القشة التى قصمت ظهر البعير هو ظهور باسم ياخور فى حديث تليفزيونى، ليؤكد من خلاله أن سولاف كاذبة، لأنها طالبت بمقاطعة رءوس المال الخليجية فى لقاء جمع 35 فنانًا وفنانة بالرئيس السورى بشار الأسد، وأنه كان حاضرًا لهذا اللقاء، وقد سمع بشحمتى أذنه كلامها، وتعجب منه، وأنه على استعداد أن يواجهها به ويبدو أن مفاجأة باسم ياخور قد أيقظت الفتنة بعد أن كانت نائمة لتواجه سولاف حملة هجوم كبيرة من قبل الصحف الخليجية بلغت درجة الكشف عن علاقاتها بشخصيات نافذة داخل مؤسسة الرئاسة السورية حيث أكد البعض أن سولاف هى الفنانة المدللة من قبل رجل الأعمال السورى رامى مخلوف ابن خال بشار الأسد، وأحد أهم ثلاثة رجال فى سوريا حيث تتركز فى يده خيوط الثروة والنفوذ، وأنه قد فتح لها حسابًا بنكيًا فى أحد بنوك سويسرا تقديرًا لدورها فى خدمة النظام. ولم تتسبب تصريحات سولاف فى خسارة شركات الإنتاج الخليجية فقط بل أدت إلى اتساع الفجوة بينها وبين الجمهور الخليجى الذى يرى أن مجد الدراما السورية قد تمت صناعته على أكتاف الخليجيين، وأنهم يواجهون جزاء سنمار. وقد تبارت وسائل الإعلام الخليجية فى نقل المشاحنات التى تتم بين النجوم السوريين وسرد تفاصيلها، لتدفع سولاف بطلة هذه المشاحنات ثمن جرأتها على من يسمونهم أولياء نعمتها حيث أظهرت إحدى هذه المطبوعات أن سولاف لا تتحرك فى لبنان إلا بصحبة عدد كبير من البودى جاردات، يشك البعض فى أنهم أفراد من المخابرات السورية، وأنها عندما دعيت لتسجيل حلقة مع نيشان فى برنامجه، ووصلت إلى الاستوديو فى موكب كبير يتكون من سبع سيارات ولم يكن من المعلوم لأحد السيارة التى تستقلها، حتى إن نيشان نفسه قد واجهها بهذه الحقيقة وأنها مسنودة من قبل شخصية مهمة. ويبدو أن النزاعات السياسية فى المنطقة والاختلاف فى وجهات النظر دفعت بعض المنتجين لمراجعة أنفسهم، وقد انعكس ذلك سلبًا على خريطة الدراما وخاصة بعد أن مولت إيرانوسوريا فيلمًا سينمائيًا عن شخصية الملك عبدالعزيز ذلك الفيلم الذى أخرجه نجدت أنزور، وتم عرضه مؤخرًا فى لندن وهو يظهر الملك بغير شخصيته التاريخية والوطنية التى يعتز بها الجميع، وقد أسهم ذلك فى زيادة حالة الاحتقان الفنى والسياسى بين رأس المال الخليجى وأتباعه من نجوم وفنانى سوريا نظرًا لحساسية الموضوع. ولم تتوقف هذه الأزمة عند حد وقف الإنتاج وقطع الصلات الفنية بل صرح أنزور بأنه تلقى تهديدات بمقاضاته من قبل شركة محاماة بريطانية متخصصة فى جرائم الإعلام، وأنه حاول الرد بشكل قانونى، لكنه لا يستبعد أن يدخل الفن السورى فى دوامة خسارة أصدقاء الأمس وخصوم اليوم.